مسقط تتهم ولد الشيخ بعدم الحياد وتمرير اجندات
قدمت السلطات العمانية، أمس، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، رسالة شكوى ضد المبعوث الدولي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مؤكدة أنه كان السبب وراء إفشال قرار في مجلس حقوق الإنسان بجنيف، أخيراً. وأنّ عليه «مآخذ كثيرة، أساسها انعدام الثقة وعدم الحياد وتمرير أجندات محددة».
وكان ولد الشيخ أحمد، دعا أطراف الأزمة اليمنية إلى تمديد الهدنة الإنسانية، التي انتهى العمل بها فعلياً منتصف ليل السبت، لمدة 72 ساعة إضافية، قابلة للتجديد.
وأكد، في بيان صحافي، على صفحته الرسمية في موقع «فيسبوك»: أن وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ فجر الخميس الماضي، تخللته انتهاكات من كلا الجانبين. وأنه جرى، خلال هذه المدة، تقديم المساعدات الإنسانية للعديد من الأحياء المتضررة.
وذكّر جميع الأطراف بشروط وأحكام نظام الهدنة، التي تشمل وقفا كاملا وشاملا للعمليات العسكرية، بمختلف أنوعها. مؤكدا أن ذلك يجب أن يحترم في كل الأحوال.
ودعا إلى إعادة تفعيل لجنة التهدئة والتنسيق، مطالبا بتوجه أعضائها إلى مدينة ظهران الجنوب، السعودية، مشيرا إلى أنه يتوقع التزاما من الطرفين باتجاه «وقف نهائي للعنف».
وفي رده على هذه الدعوة لولد الشيخ، قال مجلس النواب اليمني، في العاصمة صنعاء، إن حل المشكلة اليمنية وإيقاف الحرب لا يمكن أن يتم إلا بقرار يصدره مجلس الأمن الدولي، ينص على «رفع الحصار البري والجوي والبحري عن الجمهورية اليمنية والعودة إلى طاولة المفاوضات وصولا إلى حل سياسي شامل»، محملاً مجلس الأمن والأمم المتحدة مسؤولية عدم اتخاذ قرار بوقف الحرب ورفع الحصار بشكل نهائي ومن دون أي شروط، مطالبا إياهما بفعل ذلك.
ووصف بيان المجلس إعلان الهدنة «المزعومة»، من قبل المبعوث الخاص ولد الشيخ، بأنه جاء على حساب مشروع قرار بريطاني يدعو إلى وقف شامل للحرب، من دون شروط.
وطالب البرلمان بـ«تشكيل لجنة دولية محايدة، للتحقيق في ما جرى ويجري في اليمن من جرائم حرب وإبادة جماعية وحرب اقتصادية ومعيشية، تمس حياة أبناء الشعب اليمني بهدف تجويعه من قبل دول العدوان».
وقال في البيان: «تبين من خلال تلك الهدنة المزعومة، عدم التزام دول تحالف العدوان، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، بها، منذ الساعة الأولى لإعلانها».
أضاف: «إن مجلس النواب في الجمهورية اليمنية، يؤكد أن حل المشكلة اليمنية وإيقاف الحرب، لا يمكن أن يتم إلا بإصدار قرار من مجلس الأمن، بسرعة، لإيقاف الحرب ورفع الحصار البري والجوي والبحري عن الجمهورية اليمنية والعودة إلى طاولة المفاوضات وصولاً إلى حل سياسي شامل».
ومع انتهاء الهدنة، شن طيران العدوان السعودي، أمس، غارات عنيفة، قال إنها استهدفت معسكرات ومخازن أسلحة يسيطر عليها أنصار الله في منطقة الحفا وجبل نُقُم، في العاصمة اليمنية صنعاء.
ونقلت وسائل إعلام يمنية عن سكان محليين: أن ست غارات عنيفة استهدفت مخازن الأسلحة التابعة لوزارة الدفاع اليمنية، فيما استهدفت غارة أخرى موقعا عسكريا بجبل النهدين، جنوب صنعاء.
وطالت غارات تحالف العدوان السعودي منطقتي برّان والشبكة، في مديرية نِهْم، لإسناد عمليات زحف لقوات هادي باتجاه المنطقتين، عند الأطراف الشمالية الشرقية للعاصمة صنعاء.
كما شن الطيران السعودي غارة ثامنة استهدفت «قاعدة الديلمي» الجوية قرب منطقة المطار، شمال شرق صنعاء، بعد ساعات قليلة على انتهاء الهدنة، ليل أمس الاول.
ووقعت الاعتداءات السعودية قبيل ساعات من وصول المبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد، الذي من المتوقع أن يناقش خيارات التوصل إلى حل سياسي مع ممثلين عن أنصار الله.
وفي السياق، أكد مصدر عسكري يمني مقتل 25 عنصراً من قوات هادي، بينهم القيادي الميداني عبده الشعوري وجرح العشرات منهم، خلال عملية للجيش اليمني واللجان الشعبية استهدفتهم بمنطقة الربيعة.
في غضون ذلك، استهدفت القوة الصاروخية للجيش بصاروخ زلزال- 2 ، تجمعات قوات هادي في المنطقة ذاتها، شرق مديرية صِرواح، غرب مدينة مأرب، شمال شرق البلاد .
أما في الجوف، فاستهدف الجيش واللجان الشعبية بالصواريخ تجمعات قوات هادي شرق الحزم، عاصمة محافظة الجوف، شرق اليمن. بينما تجددت الاشتباكات في تعز بين قوات هادي المسنودة بالتحالف السعودي، من جهة، وبين الجيش و«اللجان» من جهة أخرى، في منطقة الضباب، عند المدخل الجنوبي للمدينة.
وفي صعدة، تواصلت غارات طيران التحالف بكثافة، حيث استهدفت سبع غارات منطقتي الحريرة ورشاحة، في مديرية كتاف الحدودية، غربي صعدة، شمال اليمن.
وعلى الحدود اليمنية السعودية، أكد مصدر عسكري مقتل وجرح العديد من الجنود السعوديين وتدمير آليتين عسكريتين لهم، خلال سيطرة الجيش و«اللجان» على رقابة عليْب، في نجران السعودية.