جعجع ـ الإبراهيمي ـ الشهال ـ المالكي
ناصر قنديل
– سمير جعجع مرشح للرئاسة ويقول إنّ على النواب المشاركة بتأمين النصاب مهما كانت نتائج الانتخابات وعدم ربط مشاركتهم بالتوافق على مرشح محدّد، رافضاً أن يتفق الزعماء الموارنة على مرشح واحد تحت عنوان أنه يستبعد ذلك بداعي أنّ الرئاسة انتخابات وليست توافق، وما تبقّى من كلامه يخصّه وحده، سواء على مستوى ماذا سيفعل إذا تحققت أمنيته الرئاسية بصدد سلاح المقاومة، أو قبلها بصدد تبني الرابع عشر من آذار لترشيحه، فالمهمّ أنّ الكرة الآن في مرمى تيار المستقبل ليقول إنه جاهز للمشاركة في أي جلسة انتخاب لتأمين النصاب بمعزل عن التوافق على شخص الرئيس، فتكتمل عدة الدعوة للجلسة ونرى على كم صوت سيحصل جعجع؟ وإن تحقق النصاب هل يبقى لترشيحه وظيفة أو معنى؟
– الإعلان عن بدء مهلة الترشيح للرئاسة في سورية يعني أنّ قرار القيادة السورية هو السير بالانتخابات الرئاسية بمعزل عما يدور في كواليس العواصم الخارجية من أحاديث عن عملية سياسية والعودة إلى جنيف، وهذا هو مفهوم السيادة الذي يبدو أنه صار صعب الفهم على كثيرين تطبّعت نفوسهم مع الهوان والذلّ كحال الأخضر الإبراهيمي، الذي يقول في كلّ مجالسه كلاماً لا يقوله إلا من يعتبر البلاد العربية فاقدة للسيادة وتحت الانتداب الأجنبي، فيتساءل عن كيفية الجمع بين انخراط الدولة السورية في حوار جنيف ودعوتها للانتخابات الرئاسية في وقت واحد، لأنه لا يرى قيمة لدساتير بلادنا العربية أمام تصريح سفير متقاعد في الإدارة الأميركية الذي يجب مراعاة خاطره أكثر من مراعاة النصوص الدستورية برأيه، ولا يسأل نفسه ولو في السر، كيف يُعقل لمن يضع جداول الحوار والتفاوض حول سورية أن يتجاهل أنّ هناك موعداً لاستحقاق رئاسي لا يمكن تجاهله، ويجب وضعه ضمن رؤيا حوارية مبكرة لمقاربته بما ينسجم مع توظيفه كاستحقاق دستوري سيادي، في الدفع بالتوافق والتنافس ضمن مفهوم السلم الأهلي ومكافحة الإرهاب وتحقيق الديمقراطية.
– داعي الإسلام الشهال يصعّد خطابه التحريضي على الجيش اللبناني إلى حيث لم تتحمّله هيئة العلماء المسلمين، فعلى رغم الأسئلة التحريضية لقناة «العربية» أصرّ الشيخ سالم الرافعي رئيس الهيئة، على اعتبار موقف قيادة الجيش متعاوناً ومتجاوباً مع الملاحظات التي نقلتها له الهيئة، وكل سعي للتصعيد والتضخيم تحريض على الفتنة، ونكتفي بقول الشيخ الرافعي جواباً على كلام الشهال.
– الانتخابات النيابية العراقية استحقاق داهم ومفصلي في المسار الإقليمي والدولي لرسم التوازنات الجديدة، وقد رصدت السعودية ثلاثة مليارات دولار للحملة الإعلامية في مؤسسات رأي عام غربية وعربية لتشويه صورة رئيس الحكومة العراقية نور الدين المالكي، ورصدت أموالاً أكثر بكثير لكلّ التحالفات التي تتشكل لجمع غالبية نيابية ترفض التعاون مع المالكي في تشكيل الحكومة الجديدة، طالما أنّ كتلة المالكي بكلّ الأحوال لن تأتي بغالبية، لكنها تطمح كالمرة السابقة أن يجري التوافق بينها وبين كتل أخرى على تشكيل حكومة، لتتحوّل الانتخابات العراقية خلافاً لتوقعات الكثيرين إلى الحدث الحاسم في المنطقة لشهر نيسان، تتقرّر في ضوء نهاياتها أشياء كثيرة منها الأحجام الفعلية لكلّ من إيران وتركيا والسعودية، ومقدرة كل منهم على تشكيل حكومة من دون الآخر، وربما يكون السعي الأميركي ليكون العراق ساحة التفاهمات السعودية ـ الإيرانية بعد نهاية الانتخابات.