لافروف يأسف لوقف الأوروبيين التعاون مع روسيا لمكافحة الإرهاب

أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن واشنطن لم تتمكن حتى الآن، من تنفيذ وعودها في الفصل بين المعارضة والإرهابيين في سورية. وقال: «أهم شرط هو الفصل الكامل والفوري، بين ما يسمى المعارضة السورية المعتدلة وتنظيمي «داعش»، و«جبهة النصرة» وأمثالهما. إن شركاءنا الأميركيين وعدونا بذلك قبل ثمانية أشهر ولم يحدث شيء، حتى الآن».

وأكد لافروف، أن بلاده تدعو، على الدوام، للتسوية السلمية والعادلة للنزاع في سورية، في أسرع وقت. وقال: «روسيا، كما تعلمون، كانت ولا تزال تدعو للتسوية السلمية والعادلة للنزاع السوري، هذا النزاع الدموي».

وأردف قائلا: «من المهام الرئيسية التي نراها في هذه الدولة، القضاء الكامل على التهديدات الإرهابية وإطلاق عملية سياسية شاملة، على أساس قرار مجلس الأمن الدولي، بشكل مواز وفق القرارات التي اعتمدت في إطار المجموعة الدولية لدعم سوريا». معرباً عن أسفه لتعليق الاتحاد الأوروبي التعاون مع روسيا في مجال مكافحة الإرهاب.

إلى ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريباكوف، أن المشاورات الجارية في جنيف، بين الدول المشاركة في مفاوضات لوزان، لبحث سبل الفصل بين الإرهابيين والمعارضة المعتدلة، في مدينة حلب السورية، لتحسين الوضع الإنساني فيها واستعادة وقف إطلاق النار، تواجه صعوبات وعراقيل.

وأوضح أنه لم يتم إحراز أي تغييرات، أو حركة إلى الأمام، في سياق المشاورات. وأن دراسة الأفكار التي بحثها الخبراء، الأسبوع الماضي، لم تكتمل بعد. إنها مستمرة ويؤثر على هذا العمل، للأسف الشديد، الوضع في حلب الشرقية وحولها.

أضاف: إن الجانب الروسي يواجه، في سياق هذه المشاورات وليس للمرة الأولى، عجز بعض الأطراف، بينها «وكلاء شركائنا»، عن التوصل إلى اتفاق. معتبراً أنه يمكن الحديث عن عمل بعض الأطراف على عرقلة المفاوضات، بشكل متعمد وعلى نسف الاتفاقات التي توصلت إليها موسكو وواشنطن والمشاركون الآخرون، في مفاوضات لوزان.

وتابع: إن الوضع لتسوية الأزمة السورية يبقى بلا تغيير. وإن منظمات الإغاثة الدولية لا تتخذ الخطوات الضرورية لتخفيف معاناة المدنيين في حلب. وهي، على سبيل المثال، لم تجل المرضى والمصابين من أحياء حلب الشرقية ولم تبدأ أي جهود ممنهجة لإيصال المساعدات للمدنيين، على الرغم من إعلان موسكو ودمشق هدنة إنسانية في المدينة، أيام الخميس والجمعة والسبت، من الأسبوع الماضي.

من جهتها، أعلنت وكالة أنباء «Izvestia» الروسية، أن تركيا وروسيا بدأتا تبادل المعلومات الاستخبارية العسكرية في سورية، لضمان نجاح عملية «درع الفرات».

ونقلت الوكالة عن نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن في البرلمان الروسي، فرانز كلينتسفتش: أن تركيا دخلت بصمتٍ إلى حوض التبادل الاستخباراتي، بين كل من روسيا وإيران والعراق وسورية.

وقال: «نمد الجانب التركي بالمعلومات، التي نعترضها عبر موجات الراديو وعمليات التجسس المرئية، التي قد تكون محط اهتمام لتركيا. وفي المقابل، يمدوننا بمعلومات، خصوصا أن الأتراك لديهم وكالات فعالة وشبكة جيدة جدا، من العملاء في سورية».

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن موسكو ودمشق ستمددان تعليق طلعات الطيران الروسي والسوري في سماء حلب وريفها، بعمق 10 كلم، الذي كان بدأ يوم 18 الحالي.

وأكد رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية، الفريق سيرغي رودسكوي، أن روسيا تمكنت من إقناع الجيش السوري بالموافقة على هذه الخطوة وعدم الانجرار وراء استفزازات المسلحين.

وشدد على أن روسيا مستعدة «لإعلان هدن إنسانية جديدة، استجابة لأول طلب من قبل المنظمات الإنسانية ، لكن فقط، في حال وجود معلومات مؤكدة عن إجراء جميع التحضيرات الضرورية لإجلاء المرضى والجرحى والسكان المدنيين».

وأشار الى أن جميع الدعوات لزعماء ما يسمى المعارضة السورية المعتدلة والمشرفين عليهم، لإخراج الناس، بمن فيهم المسلحون، من شرق حلب، لم تلق أي استجابة. وقال: «الإرهابيون يفعلون كل ما بوسعهم لمنع خروج المدنيين والمسلحين من شرق حلب». موضحا: إن الممرات الإنسانية التي تم فتحها أمام السكان المدنيين، لا تزال محاصرة، فيما يجري استهداف جميع من يحاول مغادرة المنطقة.

ولفت إلى أن «الأحياء السكنية في الجزء الغربي من حلب، تعرضت، خلال الأيام الثلاثة من الهدنة الإنسانية، لـ52 عملية قصف باستخدام قذائف الهاون وراجمات الصواريخ، من قبل المسلحين، مما أدى إلى مقتل 14 مدنيا وإصابة أكثر من 50 آخرين». مضيفا، أن المسلحين أطلقوا النار على الممرات الإنسانية، ما أسفر عن إصابة ثلاثة ضباط من المركز الروسي لتنسيق المصالحة.

وتطرق الجنرال الروسي إلى المعارك الجارية في الموصل العراقية. وأكد، في هذا السياق، تسلل 300 عنصر من تنظيم «داعش» الارهابي، إلى مدينة دير الزور السورية، قادمين من الموصل. وقال، أن خروج مسلحي التنظيم من العراق إلى سورية، لا يزال مستمراً. كاشفاً عن أن الطيران الروسي يقوم بطلعات منسقة على طول الحدود السورية العراقية، لاستهداف عناصر «داعش» المتسللين من العراق.

وفي سياق متصل، كشف نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية، العقيد سيرغي كابيتسين، عن إجلاء 48 مدنيا من منطقة القتال في أحياء حلب الشرقية، أمس الأول.

وأشار للصحافيين، بأن عملية الإجلاء أجريت بشكل سري، بعد أن فتح الجيش السوري ممرا آمنا يتيح لأهالي المنطقة الفرار من قبضة المتشددين. وقال: أخرجنا نحو 50 شخصا، معظمهم نساء وأطفال. وكان الأطفال يبكون ويرتعدون خوفا من النور، في بداية رحلتنا. لكن شرعوا بالابتسام لاحقا. لقد أحرزنا نجاحا تاما في هذه العملية.

ميدانياً، صد الجيش السوري هجوماً للمسلحين على النقاط التي كان سيطر عليها في تلة بازو وكتيبة الدفاع الجوي، جنوب غرب حلب. في حين استهدفت مدفعيته تحصينات المسلحين وتجمعاتهم في البريج ومدرسة الحكمة.

وفي ريف حماه، سيطر الجيش على مناطق المداجن والبرج وضهرة الفطس وتلة خربة كحيلة، غربي بلدة معان بريف حماة الشمالي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى