الجعفري لمجلس الأمن: كفى نفاقاً بشأن حلب

اعتبر المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية أمام مجلس الأمن، الدكتور بشار الجعفري، إن خروج بعض ممثلي الدول التي سفك ممثلوها دموع التماسيح على الوضع الانساني في حلب، إنما يدل على مدى نفاقهم وكذبهم المسرحي الفظ، الذي تكرر مرات عدة، لكنهم بهكذا سلوك، إنما يؤكدون شكوكنا في غياب الموضوعية، بالمطلق، عن سياسات بلادهم تجاه بلادي.

كلام الجعفري، جاء في بيان له رداً على تقرير الأمين العام حول تنفيذ القرارات 2139 و2165 و2191 و2258 الخاصة بالوضع الإنساني في سورية.

وقال الجعفري: لقد وجدت نفسي مضطراً لطلب الكلام، بعد أن استمعت إلى بيانات تضليلية لعدد من أعضاء مجلس الأمن ومن ممثل الأمانة العامة. وهي بيانات تهدف، كالعادة، إلى تشويه الجهود الهائلة التي تبذلها الحكومة السورية لتوفير الخدمات الأساسية والدعم للمحتاجين، بالاضافة إلى تشويه الجهود التي تبذلها حكومة بلادي لمكافحة الارهاب المنظم، المدعوم من حكومات هذه الدول نفسها، التي تتجاهل، بشكل متعمد، الحق الدستوري والقانوني الذي يكفله القانون الدولي لحكومة بلادي، بالدفاع عن شعبها ضد الارهاب، ممثلاً بتنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» وما يرتبط بهما من كيانات وعناصر إرهابية تكفيرية وهابية، من بقايا الجاهلية.

وتابع: لن نسمح كحكومة، أن يتم التحدث عن شيئ اسمه شرق حلب وغرب حلب. ولن نسمح بتكرار السيناريو المؤلم المحزن القديم، الذي كان يتحدث عن بيروت الشرقية وبيروت الغربية. وأضاف: هناك حلب واحدة. وهناك سورية واحدة.

ورأى «أن بعض الدول، التي تباكت اليوم على مدينة حلب بطريقة مسرحية، كما سبق وتباكت على بلدة داريا وعلى حي الوعر وغيرهما، تجاهلت بشكل متعمد الحقائق التالية:

«أولاً- ممثلوا هذه الدول تجاهلوا المشهد الجيوسياسي في المنطقة، المتمثل بانتهاك أبسط قواعد القانون الدولي من بعض الدول، مثل تركيا، التي تحلم باستعادة أمجادها العثمانية، التي آفلت ولن تعود وتعتدي، بشكل متكرر، على سيادة سورية والعراق. ومثل السعودية، التي تعمل على دعم الارهاب باسم الدين والدين منها براء. ومثل قيام الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بغزو ليبيا وتدميرها. وكان قد سبق ذلك قيام الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا بغزو العراق وتدميره وقتلوا الملايين من أبنائه. ومثل قطر، التي تُسخر أموال نفطها وغازها لمد الارهابيين بكل أنواع الأسلحة الفتاكة. ومثل «إسرائيل»، التي تتحالف مع «جبهة النصرة» في منطقة الجولان السوري المحتل. كل ذلك، لم يثر حفيظة لا السيد أوبراين والا السيد فيلتمان ولا السيد لادسوس ولا الأمين العام. هذه الأمور كلها وهذه التجاوزات للقانون الدولي، لم تثر حفيظة أحد أبداً، أمور عادية، العمل كما هو معتاد.

«ثانياً- تجاهل ممثلو هذه الدول، الذين خرجو للتو من القاعة هرباً من مسؤولياتهم، تجاهلوا السبب الرئيسي لتدهور الأوضاع في سورية عموماً وفي حلب على وجه التخصيص، بهذا الشكل المؤلم وكيف تم تحويل مدينة حلب من عاصمة سورية الاقتصادية، التي يتمتع سكانها بمستوى معيشة لائق وبكل الخدمات، إلى مدينة تعاني ويعاني سكانها أمنياً وصحياً وتعليمياً ومعيشياً. فالمسؤول عما حدث في هذه المدينة الشهيدة، هو ممارسات الجماعات الإرهابية المسلحة والمقاتلين الإرهابيين الأجانب، الذين تم استقدامهم من جميع أنحاء العالم، عبر الأراضي التركية، بتسهيل من نظام «أردوغان» وبتمويل من النظامين القطري والسعودي.

«ثالثاً- تجاهل ممثلو الدول حقيقة أن الإرهابيين المتواجدين في شرق حلب، يستخدمون المدنيين كدروع بشرية، على غرار ما يقوم به ارهابيو «داعش» بحق سكان الموصل الأبرياء، في العراق. وإنه لمن المستهجن أن تستمر هذه الدول بتسمية هؤلاء الإرهابيين «بالمعارضة المسلحة المعتدلة» في استفزاز صارخ لأحكام القانون الدولي.

«رابعاً – تجاهل ممثلو هذه الدول سبب عدم صمود الاتفاق الروسي- الأميركي في حلب المؤرخ في 9 أيلول 2016، حيث التزمت حكومة الجمهورية العربية السورية بوقف الأعمال العدائية وهو الأمر الذي استغلته الجماعات الإرهابية المسلحة حينها، لتجميع عناصرها واستقدام المقاتلين واستجلاب العتاد العسكري من الدول التي تذرف الدموع السخية على معاناة أهلنا في حلب وذلك لمواجهة الحكومة السورية. وغضّت هذه الدول الطرف عن حقيقة أن الجماعات الإرهابية المسلحة، هي المسؤولة عن تقويض هذا الاتفاق وانتهاكه، برفضها له أساساً. 27 فصيلا إرهابيا أعلن قادتها مباشرة، عند توقيع الاتفاق الروسي-الأميركي، أنهم لن يحترموا هذا الاتفاق، 27 فصيلا.

«خامساً تجاهل ممثلو هذه الدول الاتفاق الذي جاء في إطار التنسيق السوري الروسي، المتمثل بإعلان وقف الأعمال القتالية في شرقي حلب، من جانب واحد، لأغراض إنسانية. بما في ذلك، إخلاء الجرحى والمرضى والعجزة، من أحياء شرقي حلب. وتسهيل وصول فريق من منظمات الأمم المتحدة العاملة في دمشق، برئاسة المنسق المقيم للأمم المتحدة ومن اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري، لمتابعة عملية الإجلاء. وتخصيص ست معابر لخروج المدنيين ومعبرين اثنين لخروج المسلحين، الذين دعتهم لتسوية أوضاعهم ليشملهم العفو، أو يغادروا المدينة. إلا أن الجماعات الإرهابية، التي تتخذ من الأهالي دروعاً بشرية، عملت على تقويض هذه العملية.

«سادساً- تجاهل ممثلو الدول تحديد المسؤولين عن معاناة أهالي حلب من نقص المياه والأدوية والأغذية والكهرباء وتحديداً، قطع الإرهابيين المياه عن المدينة، بحكم وجود محطة الضخ تحت سيطرتهم، لينتبه الجميع إلى هذه الحيثية، محطة ضخ المياه في مدينة حلب، موجودة تحت سيطرة الارهابيين، هم الذين قطعوا المياه عن مدينة حلب. علاوة على قيامهم بسرقة المواد الغذائية والأدوية المخصصة لمدنيي حلب، ناهيك عن مسؤولية الإرهابيين وغارات ما يسمى بـ «التحالف الدولي» عن تدمير محطة سليمان الحلبي وغيرها من محطات توليد الكهرباء ومحطات تنقية المياه. إذا، الارهابيون والتحالف الدولي هم الذين يمنعون المياه والكهرباء عن سكان حلب».

وتابع الجعفري قائلاً: ترفض حكومة بلادي النهج الانتقائي لهذه الدول، بالحديث عن الأوضاع في شرق حلب ومناطق معينة، من دون غيرها في سورية. فسورية كلها، بما فيها حلب بشرقها وغربها شمالها وجنوبها، تعاني من إرهاب وهابي مدعوم من أنظمة حكومات دول معروفة وفي مقدمتها السعودية وتركيا وقطر و«اسرائيل» ومن اعتداءات حلفاء هذه الدول في ما يسمى»التحالف الدولي» ومن التدابير الأميركية – الاوروبية الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى