المغنّية الشابة كارمن توكمه جي: هدفي تقديم الأغنية التي تبقى في وجدان الناس
دمشق ـ محمد سمير طحان
نالت المغنية الشابة كارمن توكمه جي إعجاب كثر من خلال أدائها أغنية مقدمة مسلسل «ضبو الشناتي» الذي عرض في رمضان الفائت، إذ تتمتع بصوت جميل وإحساس مرهف يبشر بنجمة سورية في عالم الغناء.
تقول توكمه جي: «إن أغنية مقدمة مسلسل «ضبو الشناتي» ليست مجرد أغنية مقدمة بل هي أغنية متكاملة لحناً وكلمات ولامست المواطن السوري ووصفت همومه بشكل دقيق لذا لاقت نجاحاً لدى الجمهور. وهذه الأغنية خدمتني بلا ريب إذ قدمتني يومياً ولعدة مرات طوال شهر كامل إلى فئة عريضة من الناس ممن لم يسمعوني سابقاً والفضل كلّه في نجاح هذه الأغنية يعود إلى الفنان إياد الريماوي الذي كتب ولحّن وشارك في أدائها».
هذه السنة كانت حافلة بالنشاط بالنسبة إلى المغنية توكمه جي فقدمت مع الفنان إياد الريماوي أيضاً أغنية مسلسل «صمت البوح»، ورغم تميزها لم تحظ بالشهرة في سورية لكونها مقدمةمسلسل خليجي. كما شاركت طالبة المعهد العالي للموسيقى هذا العام في العديد من الحفلات في دار الأوبرا، مثل احتفالية تكريم المطرب الكبير الراحل وديع الصافي مع أوركسترا أورفيوس، إلى مشاركات مختلفة مع عدة فرق مثل أوركسترا ندى وأوركسترا أساتذة معهد صلحي الوادي ومجموعة لونغا والأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرقية، كما أحيت حفل ختام الأولمبياد العلمي السوري في دار الأوبرا أيضاً.
وحول العروض التي تلقتها مؤخرا توضح صاحبة أغنية «سفرني على أي بلد وإنساني» أنها تلقت عدداً من المشاريع، لكنها تفضل التريث كي لا تنجر إلى استغلال شهرة أغنية «ضبو الشناتي» فهي «ليست غاوية شهرة»، بحسب تعبيرها، بل لديها مشروع فني ولن تقدم أي عمل حتى يكون مرضياً مهما تكن الظروف.
حول برامج المواهب الغنائية في الفضائيات العربية تبين توكمه جي أن هذه البرامج قدمت العديد من المواهب الشابة وساعدتها على تحقيق شهرة واسعة في فترة زمنية قصيرة، ولكنها لا تفكر في التقدم إلى هذه البرامج لأن هدفها التعمق في دراستها الأكاديمية والسير في طريق الفن الراقي، من دون أن يضرّها أنها مغمورة حالياً، لكنها تفضل أن يعرفها الناس من خلال أعمالها، فهي ليست طالبة شهرة بل تطمح إلى عمل فني يبقى محفوراً في وجدان الناس.
المغنية الشابة تحمل إجازة في الصيدلة ولا تجد تعارضاً بين دراسة الغناء ودراسة الصيدلة قائلة: «دراستي للصيدلة كانت ثمرة جهد واجتهاد على مدى سنوات الدراسة، وعندما دخلت المعهد العالي للموسيقى كنت أؤمن بموهبتي وبقدراتي، رغم أني تأخرت كثيراً في دراسة الفرع الذي أعشق، لكن بالإرادة استطعت تحصيل المرتبة الأولى ضمن دفعتي في السنة الثانية، وحققت لنفسي مكانة جيدة في أعمال كبار الموسيقيين في سورية وحفلاتهم.
تؤكد توكمه جي أن من الباكر جداً التقيّد بنمط غنائي معين لذا سوف تقدم كل ما يناسب قدراتها الصوتية رغم أنها طالبة غناء أوبرالي، إذ نجحت في تقديم الغناء الشرقي وهي مستعدة لتقديم ما يلائم صوتها وتقتنع به قبل تقديمه إلى الجمهور. أما للمستقبل فتؤكد إكمال دراستها الأكاديمية في الغناء الأوبرالي حتى لو اضطرت إلى السفر لاكتساب قدرات ومساحات جديدة في الصوت، لتتمكن من أداء أصعب الأدوار الغنائية.
عن أهمية الفن والموسيقى في هذه المرحلة الصعبة التي تشهدها سورية تقول توكمه جي: «نعيش اليوم أياماً صعبة مثقلة بالألم والغربة والانكسارات، إلا أننا نبقى محكومين بالأمل، ورغم كل ما يحصل فإن الطالب يتابع دراسته والعامل يستمر في عمله ونحن كفنانين ملزمون بتقديم أفضل ما لدينا، فالفن جزء من حياة المجتمع ويجب أن يستمر بوتيرة أعلى من أيام السلم ويوصل رسالته على أكمل وجه، خاصة أن سورية مليئة بالمواهب والقدرات الفنية الهائلة وتعتبر في هذا المجال الأولى عربياً. إن المؤسسة الثقافية الرسمية تحاول جاهدة تقديم كل ما في وسعها إلى فئة الشباب لإيمانها بقدراتهم في المجالات كافة كالموسيقى والسينما، إنما تنقص الموسيقى والغناء في سورية شركات الإنتاج التي تدعم الفنانين مثلما هو حاصل في الدراما السورية وهذا ضروري للأغنية السورية كي تنتشر كما ينبغي».
حول مشاكل الدراسة في المعهد العالي للموسيقى بسبب الأزمة توضح الطالبة في السنة الثالثة أنه بسبب الأوضاع التي تمر بها سورية «لم يبق لدى طلاب قسم الغناء الأوبرالي أستاذ متمكن ومتخصص لتدريبهم، رغم الجهود المبذولة من قبل إدارة المعهد العالي لتأمين كل ما يحتاج إليه القسم. إذا أردنا السفر لتلافي النقص في الخبرات الأكاديمية واتمام دراستنا في الخارج أو الالتحاق بورشات عمل لن نجد من يتبنى هذا المشروع مادياً في الظروف الصعبة».
تختم توكمه جي معبّرة عن تفاؤلها بالمستقبل: «ما زلت في بداية الطريق، ورغم إدراكي صعوبته إلاّ أنني واثقة ممّا أملك من إمكانات تجعلني في المقدمة. كل ما يلزمني بعض التأني في اختيار أعمالي بدقة وعدم التسرع كي أقدم ما يشبهني وينال إعجاب الجمهور».
«سانا»