رئاسة؟ نفط؟ أيّ لبنان بعد 9/11؟
بلال شرارة
ما سيشهده العالم قبل الانتخابات الأميركية في 8/11 لن يشكل فرقاً ولا أمراً واقعاً سياسياً، ذلك أنّ متطلّبات هذه الانتخابات هي بعض الانتصارات هنا وهناك واستمرار المراوحة في أمكنة أخرى وإحلال ستاتيكو سياسي لبعض الحين على مساحات أخرى و… ولكن مما يجري يمكن أن نسجّل أنّ حرباً باردة أميركية – صينية قد بدأت وأنّ قرارات اتخذت لدى الإدارة الأميركية وحلفائها بوقف التعاملات التجارية للشركات الأوروبية مع الصين. ويمكن أن نسجل أنّ أنظمة الخليج قد وقعت فعلاً تحت المجهر الأميركي وأنّ شهر العسل الأميركي الإيراني على خلفية الانتصار الدبلوماسي المتمثل بالاتفاق النووي لن يستمرّ. وأنّ العلاقات الأميركية الروسية على أرض الواقع في سورية ستشهد نوعاً متصاعداً من التصعيد. وأنّ العراق سيطرد داعش وفق المخطط الأميركي لفدرالية القرار، وكذلك سورية بعد معركة الرقة المقبلة، وانّ لبنان في هذا الإطار لن يتمكن من الفكاك ولن يشهد خلاصات ناجزة بل إنه سيقع في فخ فدرلة قائمة في الواقع الراهن من خلال إحلال أمن وشبكات تعليم في كلّ المراحل واستشفاء ومن خلال المنطق الثقافي الأيديولوجي الطائفي والمذهبي يُضاف اليهم العرقي.
في الجوار المشروع «الإسرائيلي» في العهد الأميركي المقبل هو يهودية الدولة. وهذا الأمر يحتاج إلى قيام «إسرائيليات» في الشرق، خصوصاً في دول جوار فلسطين المحتلة. السعي المرجعي لتأكيد وحدة الأرض والشعب والمؤسسات على مساحة كيانات سايكس ـ بيكو أصبح منطقاً قديماً ولا ينسجم مع خطط الشرق الأوسط الجديد، التي تحاول تذويب القضية الفلسطينية في كونفدرالية مع الأردن ملك واحد للضفتين، جيش موحّد وبرلمانان أحدهما فلسطيني .
السباق اللبناني هو لانتخاب رئيس للبلاد في 31/10 أيّ قبل نحو أسبوع من الانتخابات الأميركية، ولكن ماذا بعد؟ كيف سيترتب هرم السلطة المقبلة؟ على أيّ قانون ستجري الانتخابات التشريعية؟ أيّ حكومة ستتشكل وكيف ومِمَن؟ ومَن سيعطيها الثقة؟ لبنان مثل كلّ مساحة الشرق الأوسط سيبقى مفتوحاً على سؤال أكثر أهمية، وهو متى سيكون من الضروري افتتاح مخزون الغاز والنفط في بحر الشرق الأوسط، ومن أين ستكون طرق إمدادات النفط وموانئه، وكيف سيستجيب لبنان إلى هذا المستقبل؟