معلومات
عن الجزء الخامس من «ايام قومية» للرفيق جورج عبد المسيح هذه المعلومات التي يفيد الاطلاع عليها، مع التوضيح اننا معنيون بنشر كل ما يفيد تاريخ الحزب، لا ما يُسيء إليه، او الى معنوياته.
«لم يكن لنا مجال أكيد للنشر في دمشق في العام 1950، إلّا في مجلة «الدنيا» 1 ، وقد عرفت إدارة هذه المجلة قوة السوق الشرائية لمن يفسح في صفحات نشرته مجالاً للسوريّين القوميين الاجتماعيين. فعدد أول آذار لذلك العام الذي حمل على غلافه راغدة ابنة الزعيم منع من دخول لبنان والعراق، فبيع ما طبع منه في الشام وحدها 14 الفاً، ولم نشجعه على إعادة طبعه. وهذا ما اقنع السيد فهمي المحايري الذي كان قد استخدم الرفيق نواف حردان 2 في ادارة جريدته «الحضارة» الدمشقية لتشجيع نواف على استكتاب القوميين الاجتماعيين، فكان أول ما نشرته تلك الجريدة حديثاً لجورج عبد المسيح حول البيان الثلاثي وحوادث لبنان وحكمه بالاعدام… وقفزت نسخ البيع قفزة عالية جداً أرضت صاحب الجريدة، فأطلق يد نواف في الادارة والتحرير.
«في حزيران تموز 1950 نشرتُ في «الحضارة» ـــ وكان قد تجمّع لي معلومات يصّح نشرها في مثل هذه المناسبة للرفقاء ـ نشرت «رسالة من سوري قومي اجتماعي الى السوريين القوميين الاجتماعيين» في ستٍّ وعشرين عدداً من الحضارة، اجتهدت ان أرافق الحوادث في نشر ما ينشر يوماً بيوم. فأصبح رقم المبيع لـ «الحضارة» يفوق الرقم في أية جريدة في الهلال السوريّ الخصيب. وهذا ما شجع الرفقاء على الاستجابة السريعة ـ في الوطن وعبر الحدود ـ لإعداد أسماء مشتركين في جريدتنا المنوي إصدارها باسم «الجيل الجديد»، وتجمع لنا في تموز بضع مئات من الأسماء، بعضهم كان قد دفع سلفاً.
« في اول حزيران 1950 صدر «النظام الجديد» في دمشق، وقد بدأناه بالعدد 7 لأنّ ستة اعداد منه كانت قد صدرت في بيروت، وكان قد تجمّع لنا من المواد بقلم الزعيم او من كلماته المثبتة ما يكفل إصدار اثني عشر عدداً ايّ ما يغطي اشتراكات سنة كاملة. فقد دفع عدد كبير من الرفقاء الاشتراكات مسبقاً كما دفعوا وقبضوا من أصدقاء للحزب مبلغاً كبيراً من الاشتراكات لجريدة «الجيل الجديد».
كانت الحاجة الى تعيين ناموس للتحرير له بعض الخبرة. فأستعرضت اسماء من خبروا العمل الصحافي، وبعد نقاش، رضي الرفيق جبران حايك 3 بترك «النهار» في بيروت والانتقال الى دمشق براتب 325 ليرة سورية، وطلب إليه ان يكون حاضراً في آب لبدء العمل. ومرّ آب وقد أعددنا بعض المستلزمات، فاتفقنا مع عبد الغني العطري، صاحب «الدنيا» ـ وكان قد اشترى مطبعة لمجلته ـ واشترينا بعض أطنان من الورق وتدارسنا الشكل الذي ستصدر به الجريدة، والكتّاب، وكان من رأي البعض ان تحمل الجريدة أسماء الكتّاب فلا تصدر المقالات مغفلة كما كانت الحال في بيروت. وبما أنني كنت قد خبرت الصحافة وعرفت أنّ عبء الكتابة سيقع على واحد او اثنين على الأكثر، خالفتُ هذا الرأي، وتمّ الرأي على ان تُدرج اسماء الذين يكتبون ما عدا جورج عبد المسيح، فلا يوقّع ما يكتب حتى باسم مستعار. وامتدّ التأجيل لأسباب أهمّها تأجيل الرفيق حايك موعد انتقاله الى دمشق.
«في العاشر من ايلول وصل الرفيق جبران الى دمشق وحلّ معنا في بيت الزعيم، فاجتمع مجلس العمد واستدعي بعض رفقائنا الذين كانوا قد أعدّوا للعمل في الجريدة ومنهم أدونيس، ووضعنا مخطط الشكل النهائي للجريدة، واسماء زواياها، وانطلق جبران للعمل.
« صباح الخميس 21 ايلول 1950 صدرت «الجيل الجديد»، وكان ذلك العدد بثماني صفحات، وحرصنا على اصدار العدد الاول في اول يوم عطلة عيد رمضان ليكون للرفقاء متسع للقيم من جديد لجمع الاشتراكات وتأمين اسماء مشتركين جدد، اربعة أيام العيد مناسبة جيّدة. ومنذ صدورها، كانت «الجيل الجديد» أكثر صحف دمشق نسخاً تباع. زاحمت «الحياة» وفي عامها الثاني كانت تصدر نسخاً اكثر من أية جريدة اخرى في الهلال السوري الخصيب واستمرت حتى عُطّلت.
«حرصنا في المدّة الاولى ان يكون الزعيم هو المحرر الاول والموجه في الجريدة. فكانت المقالة الاولى للزعيم. وأعدنا نشر ما كان قد كتب بقلم «زينون» في زاوية «حياتنا الجديدة»، ونفّذنا إرادة الزعيم بفتح زاوية في الاقتصاد القومي الاجتماعي كتبتها بتوقيع «تلميذ»!
« في «الجيل الجديد» استخدمتُ عدة اسماء مستعارة: أمين خضر، ثم خضر الامين واحمد عباس ومحمد الناصر، وكتبتُ «حياة الامة العمل» و «رأي الجيل الجديد» و «ازمات العالم» و «تسلية للعامة» زوايا يومية، ورسائل القراء حافزاً للقراء ليكتبوا.
«وطالبت عمدة الاذاعة بإعداد دراسات، على ان نفتح زاوية في التعليم القومي، يكتبها معروف صعب على ان يُعد ست حلقات قبل بداية النشر فلا تزحمه يوميات الجريدة، ولم يفعل مع أنه وعد وأكدّ مرات انه سيفعل.
««الجيل الجديد» جريدة الحركة السورية القومية الاجتماعية، فهي جريدة توجيهية تثقيفية، وقد حافظت على هذه السوية، ولا نغالي إذا قلنا إنّ جريدتنا كانت رائد الصحف والصحافيين واحتلّت المركز اللائق بها».
هوامش
1 – مجلة «الدنيا»: كان يصدرها الصحافي عبد الغني العطري
2 – نواف حردان: تولى في دمشق مسؤوليات حزبية، كما عمل في جريدتي «الحضارة» و «الجيل الجديد»، قبل ان يغادر الى الارجنتين فالبرازيل. للاطلاع على ما نشرنا عنه، في أكثر من نبذة، الدخول الى قسم «من تاريخنا» على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعيةwww.ssnp.info ،
3 – جبران حايك: مراجعة النبذة المعممة عنه في قسم «من تاريخنا» على الموقع المذكور آنفاً.