دي ميستورا مصدوم من هجمات المعارضة «العشوائية» في حلب
أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أمس، عن صدمته وقلقه بسبب إطلاق المعارضة المسلحة صواريخ عشوائية، في غرب حلب، خلال اليومين الماضيين. وذكّر بإدانة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لاستهداف المدارس والمناطق المدنية هناك.
وفي بيان صادر عن مكتبه، أشار دي ميستورا، إلى أن هناك تقارير موثقة، نقلاً عن مصادر ميدانية، تشير إلى أن عشرات الضحايا من المدنيين، لقوا مصرعهم في غرب حلب، بما في ذلك عدد من الأطفال. وجرح المئات غيرهم، بسبب الهجمات القاسية والعشوائية من قبل جماعات المعارضة المسلحة.
أضاف: إن من يزعمون أن القصد هو تخفيف الحصار المفروض على شرق حلب، ينبغي أن يتذكروا أنه لا يوجد ما يبرر استخدام الأسلحة العشوائية وغير المتناسبة، بما فيها الثقيلة، على مناطق مدنية، الأمر الذي يمكن أن يرقى إلى مستوى جرائم حرب.
وذكّر دي ميستورا، بإدانة الأمين العام للأمم المتحدة، للهجمات الأخيرة على المدارس في كلا الجانبين، فضلا عن القصف الجوي المكثف في المناطق المدنية، الأمر الذي يمثل أحد سمات القتال في حلب، بصورة خاصّة.
وقال: لقد عانى المدنيون في حلب بما فيه الكفاية، بسبب محاولات غير مجدية وقاتلة لإخضاع المدينة. وأضاف: هؤلاء المدنيّون يحتاجون ويستحقون وقفا مستقرا لإطلاق النار، يعمّ هذه المدينة السوريّة العريقة.
وفي تطور خطير وبعد محاصرة الجيش السوري مسلحي ما يسمى «جيش الفتح» في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، أقدم مسلحو هذا الأخير على إستهداف منطقة الحمدانية وضاحية الأسد السكنية، من أحياء مدينة حلب الغربية، بقذائف تحمل غازات سامة، أدت إلى إصابة أكثر من 35 شخصًا بحالات إختناق حادة.
وقصفت المجموعات الارهابية ذاتها، محيط الأكاديمية العسكرية في حي الحمدانية وضاحية الأسد، غرب حلب، بقذائف تحوي غازات سامة، أسفرت عن اصابة أكثر من 41 جنديا بحالات اختناق، تم نقلهم إلى مشفيي الرازي والجامعة.
وحسب مصدر طبي، يعاني المصابون الذين وصلوا إلى المستشفيات، من الإقياء وضيق التنفس وتوسع حدقة العين، إضافة إلى خدر في الأطراف وتشنجات عضلية. وهناك حالات خطرة، حيث رجحت الأعراض التي ظهرت على المصابين، بأن المادة السامة المستعملة هي «غاز الكلور».
وكشف مصدر ميداني، أن الهجوم بالغاز استهدف قوات للجيش السوري وهي تتقدم في اتجاه ضاحية الأسد السكنية، التي تشهد اشتباكات مع المسلحين. وإنه سبق الهجوم تفجير عربة مفخخة قبل أن تنهمر قذائف الغاز السام على منطقة التفجير.
لكن القصف الكيماوي لم يوقف تقدم الجيش السوري، الذي تمكن من استعادة السيطرة على أجزاء من ضاحية الأسد وعلى قرية منيان، غرب حلب. في حين شنت وحدات أخرى من الجيش، هجوماً على المحور الغربي لمطار حلب الدولي، باتجاه الأحياء الشرقية للمدينة المحتلة من قبل المسلحين.
وكان الجيش السوري تمكن من استعادة معظم النقاط التي خسرها مؤخراً، في قرية منيان بريف حلب الغربي. وبدأ هجوما معاكسا لاستعادة السيطرة على ضاحية الأسد، جنوب غرب حلب.
وقال مصدر، إن القوات السورية أسرت ثلاثة مسلحين من تنظيم «جبهة النصرة»، عند محور «الفاميلي هاوس» جنوبي حلب. مؤكداً تحرير مناطق تل شعير ومدرسة المشاة وفافين وكفر قارص وسوسين، بريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي.
وفي السياق، أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، أن «الطائرات الحربية الروسية والسورية لم تنفذ أي طلعات في أجواء حلب، طيلة 13 يوما». مضيفاً: إن «شدة القصف على المباني السكنية والممرات الإنسانية من قبل الإرهابيين في حلب، لا تنخفض. ورغم ذلك تمكن 12 سوريا، الليلة الماضية، من الخروج والانتقال إلى مناطق آمنة، عبر أحد الممرات في حي المشارقة».
وفي غوطة دمشق الشرقية، سيطرة وحدات الجيش السوري على تل صوان بشكل كامل. وواصلت تقدمها لاستكمال السيطرة على تل كردي، لتصبح، بذلك، قريبة من بلدة الريحان، المتاخمة لمدينة دوما.