تحذير «مؤتمر لندن» من المسّ باستثمارات ليبيا

هاجم مقرر لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب الليبي، النائب بشير الأحمر، المؤتمر الذي عقد الاثنين الفائت، بالعاصمة البريطانية لندن ووصفه بـ«المشبوه». كما صدرت أصوات تنتقد المؤتمر وتحذره من المس بالاستثمارات الليبية في الخارج. في حين عاد القائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر، من زيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد أن استغرقت زيارته والوفد المرافق له، خمسة أيام. في وقت ، رفض فيه مجلس النواب الليبي الحكومة المقترحة المقدمة من قبل رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج.

وقال الاحمر في تصريحات، أمس: إن هذا المؤتمر يستهدف وضع اليد على الأموال الليبية المجمدة والسيطرة عليها متمنيا فشل المؤتمر. أضاف: إن تجاهل دعوة مجلس النواب، الكيان الشرعي الوحيد الممثل لإرادة الشعب الليبي واقتصار الدعوة على أعضاء حكومة الوفاق الوطني، رغم كونها غير شرعية ولم تنل ثقة مجلس النواب، إنما يؤكد صحة مخاوفنا حول الأهداف الخفية لهذا المؤتمر.

وكان الاجتماع عقد في العاصمة البريطانية لندن، الاثنين الفائت وضم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج ونائبه أحمد معيتيق، محافظ مصرف ليبيا المركزي والمفوض بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، محمد الطاهر سيالة. وشارك أيضا، في الاجتماع: وزراء خارجية بريطانيا، بوريس جونسون، الولايات المتحدة، جون كيري، إيطاليا، باولو جنتيلوني وممثلون عن السعودية والإمارات وفرنسا. وبحث المشاركون التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه حكومة الوفاق الوطني وسبل إعادة الاستقرار للاقتصاد، في ضوء غياب وزير للمالية، لعدم تمكن حكومة الوفاق حتى الآن من تعيينه ووجود محافظين متنافسين لمصرف ليبيا المركزي.

من جهة أخرى، نقلت صحيفة «إيلاف»، في وقت سابق، عن لؤي القريوي، مدير مكتب الإعلام والعلاقات الدولية بالمؤسسة الليبية للاستثمار، تحذيره مما سماه «مساس مؤتمر لندن باستتثمارات المؤسسة عبر العالم وسيادتها المالية»، ما ينعكس سلبا على الأمن القومي الليبي، الأمر الذي يؤكد صحة مخاوف أعضاء البرلمان.

وأوضح القريوي، أن المؤسسة الليبية للاستثمار غير ممثلة بالمؤتمر المخصص لمناقشة «الموازنة الليبية والتسهيلات النقدية». وتحذر من «انتحال الصفات والوظائف خلال فعالياته ووقائعه».

على ضصعيد آخر، رفض مجلس النواب الليبي الحكومة المقترحة والمقدمة من قبل رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، بالتصويت وبنصاب قانوني بلغ 101 نائبا وبعدد أصوات رافضة 61 وامتناع 12 عن التصويت وقبول نائب واحد.

وأفاد مصدر مطلع بأن رئيس المجلس، المستشار عقيلة صالح، طالب بعودة كل من النائبين بالمجلس الرئاسي علي القطراني وعمر الأسود، للمشاركة بتشكيل الحكومة وإعطاء فرصة أخيرة للمجلس الرئاسي لتشكيل حكومة جديدة. واقترح البرلمان الليبي إعادة تشكيل الحكومة أو تشكيل حكومة مصغرة.

في سياق آخر، أنهى القائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة أبو القاسم حفتر، زيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. ووصل مساء أمس الأول، الثلاثاء، إلى مطار الأبرق، بعد أن استغرقت زيارته والوفد المرافق له، خمسة أيام

وقال مدير المكتب الإعلامي في القيادة العامة للجيش، خليفة العبيدي: إن حفتر اجتمع، خلال زيارته، مع نائب رئيس الوزراء وزير شؤون الرئاسة منصور بن زايد آل نهيان وتناولت المباحثات دعم العلاقات الثنائية بين البلدين وتبادل وجهات النظر حول الظروف التي تمر بها ليبيا والمنطقة العربية، لاسيما على المستوى الأمني.

ولفت إلى إن حفتر «حرص مؤخرا على زيارة بعض الدول الصديقة والداعمة للجيش الليبي شرقي البلاد، لحشد الدعم العسكري لمحاربة الميليشيات المتطرفة ودعم بناء الجيش الليبي.

وزار «حفتر» في وقت سابق الأردن، حيث التقى الملك عبدالله الثاني، للحصول على استشارات عسكرية وأمنية وتدريب عناصر الجيش الليبي. وبحث الطرفان طرق وآليات دعم القوات المسلحة الليبية بالتدريب والاستشارات العسكرية، وسبل تطوير التنسيق والتواصل المباشر بين القيادات العسكرية في البلدين.

على صعيد آخر، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن الوضع السياسي والعسكري في ليبيا، معقد ولا يتوقع أن يتغير في المستقبل القريب.

وقال بوغدانوف، خلال الاجتماع السنوي لمنتدى النقاش الدولي «فالداي»: «نحن لا نستطيع إلا أن نشعر بالقلق لاستمرار الوضع السياسي والعسكري غير المستقر في ليبيا». وأضاف: «لقد تصاعد الموقف في الأيام الأخيرة، الوضع، على الأقل، من غير المرجح أن يتغير إلى الأفضل في المستقبل المنظور». مشيرا إلى أنه على خلفية حدوث فراغ في السلطة، في بعض المناطق من ليبيا، يستمر وجود المنظمات الإرهابية.

في هذا السياق، أملت هيئة تابعة للاتحاد الاوروبي، بأن يساهم تدريبها لخفر السواحل الليبي، في خفض التوتر بين هذه القوات وبين قوارب انقاذ المهاجرين، قبالة السواحل الليبية. وكذلك، وقف الهجمات التي يشنها مجرمون على تلك القوارب، حسب ما صرح رئيس عملية صوفيا، أمس.

واقر الاميرال انريكو كريديندينو، بأن منظمات غير حكومية تعمل على إنقاذ اللاجئين قبالة سواحل ليبيا، تعرضت لاطلاق النار من حرس السواحل الليبي، في الماضي. وقال: إن برنامج التدريب، الذي بدأ الاسبوع الماضي، سيحل هذه المشكلة. لافتا إلى انه «في بعض المناسبات، كان رد حرس السواحل عنيفا جدا، في مواجهة قوارب المنظمات غير الحكومية، التي تدخل المياه الاقليمية الليبية، لان عناصره غير مدربين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى