حردان: لترسيخ الوحدة الفلسطينية على أساس برنامج نضالي وتحصين جبهة الصمود والمقاومة في مواجهة الإرهاب والتطرف

اعتبر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان أنّ الوضع العربي برمّته مأزوم، وبعض الدول العربية لا تمتلك قرارها، لأنه في مكان آخر، والمطلوب أن يكون القرار الفلسطيني واحداً موحّداً حتى لا يبقى بعض العرب يتذرّعون بالانقسام للتخلّف عن مسؤولياتهم تجاه فلسطين ومقاومتها.

كلام حردان جاء خلال استقباله أمس في مركز الحزب وفداً من تحالف القوى الفلسطينية ضمّ أمين سرّ التحالف أبو حسن غازي الصاعقة ، على بركة وأبو العبد مشهور حركة حماس ، أبو عماد رامز القيادة العامة ، نجيب العيني حركة الجهاد الإسلامي ، أبو نبيل محمود فتح الانتفاضة وأبو أحمد جبهة النضال الفلسطيني وحضر اللقاء الى جانب حردان العُمد وائل الحسنية وهملقارت عطايا ومعن حمية.

وجرى خلال اللقاء استعراض الأوضاع على الساحتين الفلسطينية والقومية، والتحديات المصيرية التي تواجه المسألة الفلسطينية وعموم المنطقة، وكان توافق على المواقف التالية:

1 – التأكيد على أهمية الانتصار الذي حققته المقاومة وصمود شعبنا في قطاع غزة وضرورة تثبيته على قواعد صلبة أساسها المتين التمسّك بخيار المقاومة سبيلاً ناجعاً ووحيداً في مواجهة الاحتلال والعدوان الصهيونيّين، وتحويل الانتصار الى مكاسب فلسطينية محققة، تبدأ بتقويض الحصار الصهيوني على قطاع غزة وإبطال كلّ مفاعيله، بما يصبّ في مصلحة الفلسطينيّين وشؤونهم الحياتية والسيادية، وإعادة إعمار ما هدمه العدوان بمعزل عن أية إملاءات وشروط.

2 – ترسيخ الوحدة الفلسطينية على أساس برنامج نضالي، واعتبارها هدفاً رئيساً يحقق المصلحة الوطنية الفلسطينية ويقوّض رهانات العدو وحلفائه على إحداث شرخ بين القوى الفلسطينية يستفيد منه العدو لمواصلة عدوانه وتحقيق مشروعه التوسّعي الاستيطاني. وترجمة الوحدة الفلسطينية بموقف موحد حيال أوضاع الفلسطينيّين، وخصوصاً في لبنان، والسعي إلى توفير الحقوق المدنية والاجتماعية لهم، بما يرسّخ مبدأ التمسّك بحق العودة ورفض التوطين.

3 – التأكيد على أنّ فلسطين هي جوهر الصراع مع العدو الصهيوني وحلفائه، وأنها المعيار لقضايا العرب جميعاً، ما يحتم على بعض الدول العربية المتخلّفة عن فلسطين مواقف وأدوار لمساندة المسألة الفلسطينية ودعم خيار المقاومة ضدّ الاحتلال والعدوان.

4 ـ التشديد على تعزيز وحدة قوى المقاومة في المنطقة، قراراً وموقفاً، لأنّ هذه القوى مجتمعة تشكل عنصر قوة في مواجهة المشروع الصهيوني. ورفض ومقاومة الإرهاب الذي يتهدّد بعض الدول العربية، باعتباره وليد الإرهاب الصهيوني الذي يستهدف تصفية قضية فلسطين.

وفي موازاة الموقف المشترك الذي أكد عليه المجتمعون، ثمّن الوفد الفلسطيني الدور الطليعي للحزب السوري القومي الاجتماعي حيال المسألة الفلسطينية وخيار المقاومة، فهو حزب فلسطين والأمة، كما ثمّن الوفد مشاركة مجموعات الفداء القومي إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية في التصدي للعدوان الصهيوني.

بدوره، أكد الرئيس حردان، أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي يعمل ويتطلّع الى وحدة فلسطينية راسخة ومشدودة الى هدف رئيسي ومصيري هو تحرير فلسطين، معتبراً أنّ مشروع إسقاط فلسطين لا يزال قائماً، وأنّ إفشال هذا المشروع لا يتحقق إلا من خلال وحدة الفلسطينيين بكلّ قواهم وأحزابهم وأطيافهم، وتجاوز كلّ الإشكاليات القائمة وحصرها في إطار تنافسي لا يتعارض مع المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا.

وأشار حردان إلى أنّ الوحدة الفلسطينية تجعل الموقف الفلسطيني قوياً ومنيعاً، ما يفرض إنتاج موقف عربي عام وموحد حيال المسألة الفلسطينية، فلا تعود أي دولة عربية تبحث عن الذرائع للتنصّل من التزاماتها الأخلاقية والإنسانية تجاه فلسطين والفلسطينيين.

ولفت حردان إلى أنّ الوضع العربي برمّته مأزوم، وبعض الدول العربية لا تمتلك قرارها، لأنه في مكان آخر، والمطلوب أن يكون القرار الفلسطيني واحداً موحداً حتى لا يبقى بعض العرب يتذرّعون بالانقسام للتخلّف عن مسؤولياتهم تجاه فلسطين ومقاومتها.

وشدّد حردان على ضرورة تحصين جبهة الصمود والمقاومة، وأن تنخرط كلّ القوى الفلسطينية والقومية والعربية المؤمنة بخيار المقاومة، في إطار تنسيقي عام يوحد الطاقات والجهود، في مواجهة العدو الصهيوني وفي مواجهة الإرهاب والتطرف الذي يمثل الوجه الآخر للإرهاب الصهيوني.

واعتبر حردان أنّ التحديات التي تواجه فلسطين والأمة وعموم المنطقة تحتاج من بعضهم إلى إعادة قراءة متأنية للمشهد العام بكلّ تفاصيله، والتوصل الى قناعة راسخة، بأنّ المقاومة محقة تحمل لواء قضية عادلة، هي فلسطين، ولذلك يجب إعادة الاعتبار لعناوين الصراع على المستويات كافة، نضالياً وسياسياً وثقافياً، والانخراط في خيار المقاومة، وكلّ من يخرج عن هذا الإطار وعلى هذا الخيار، يخرج نفسه من دائرة الفعل والتأثير ويصبح في خانة المتآمرين على فلسطين ومقاومتها وعلى كلّ قوى المقاومة في الأمة.

وختم حردان مؤكداً أن اسقاط أهداف العدوان على غزة هو انتصار للمقاومة، والمطلوب أن يستثمر هذا الانتصار بالوحدة وبالتأسيس لانتفاضة فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال والاستيطان والتهويد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى