هدوء في سعدنايل بعد إطلاق صوان وأهالي المخطوفين يعتصمون في ساحة الشهداء
لم يحمل اجتماع أهالي العسكريين المخطوفين مع رئيس الحكومة تمام سلام أول من أمس، أي جديد يخفف من قلقهم ومن حدّة المأساة التي يعيشها هؤلاء منذ اختطاف أبنائهم، وسط ما يحكى عن مفاوضات غير واضحة المعالم مع إرهابيين لا يعرفون سوى لغة الذبح والقتل، فأطلقوا صباح أمس اعتصاماً مفتوحاً في ساحة الشهداء، حيث نصبوا الخيم، مطالبين الحكومة بعقد الاجتماعات السريعة والطارئة لتحرير أبنائهم.
وقد عاد الهدوء إلى بلدة سعدنايل أمس، بعد أن تمكن الجيش ليل الثلثاء من تحرير أيمن صوّان، فأزال الأهالي خيمة الاعتصام التي كانوا قد نصبوها أول من أمس وسط طريق شتورا زحلة.
وعلى الصعيد الميداني، شهدت منطقة عرسال هدوءاً نسبياً، بعد أن درات اشتباكات ليل أول من أمس، في الجرود بين الجيش اللبناني والإرهابيين، بعد أن تمركز في التلال المطلة على موقع الحصن بحيث بات يحكم سيطرته على المنطقة ويفصل عرسال عن الجرود، منعاً لتكرار سيناريو دخول المسلحين إلى المنطقة.
اعتصام الأهالي
إذاً حضرَ العسكريون المختطفون أمس صوراً، في أيدي ذويهم المعتصمين في ساحة الشهداء، وارتفعت صورة كبيرة للشهيد علي السيد الذي حضر والده تضامناً مع الأهالي، الذين قالوا: «لن نقطع الطرقات وسنعتصم سلمياً، وهذا القرار كان متخذاً قبل اجتماعنا مع رئيس الحكومة».
وأكد ذوو العسكريين القادمون من عكار والشمال أنهم لن يغادروا الساحة قبل عودة الأسرى، حيث استقدموا العتاد اللازم للبقاء ليل نهار في مكان الاعتصام، حاملين لافتات كتب عليها «باقون هنا حتى عودة الأسرى»، و»لو كان جبران أسيراً ماذا كان فعل الجنرال»؟ و»لو كان تيمور أسيراً ماذا كان فعل أبو تيمور»؟
وشارك في انطلاقة الاعتصام عدد من النواب ورجال الدين حيث حضر مفتي عكار، وممثل راعي أبرشية طرابلس، والنواب معين المرعبي، هادي حبيش وخالد زهرمان.
ودعا زهرمان «الحكومة إلى بذل أقصى جهدها لتحرير العسكريين، وليكن هذا البند الوحيد في جدول أعمالها، لا أن تكون بنداً من بين مئات البنود الأخرى»، مؤكداً أنّ «المزايدات لا تخدم على الإطلاق الإفراج عن المخطوفين ويجب وقفها»، مضيفاً: «باقون معكم أيها الأهالي حتى تحقيق النهاية السعيدة في هذا الملف».
من جهته، قال مفتي عكار زيد زكريا: «أتينا اليوم لمطلب إنساني لبناني ونطالب الحكومة بالتحرك السريع وعقد الاجتماعات الطارئة لتذليل العقبات ولا يجوز أن نرفض الحلول تحت أي ظرف». وأضاف: «لا يجوز أن نقف عند كلمة «هيبة»، فهذه الهيبة خرقت عندما لم يؤمن نصاب جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، وخرقت في تجاوزات عديدة حصلت، كما أنّ هيبة الدولة تزول «إذا راحت رؤوس الجنود المخطوفين». ودعا زكريا الحكومة إلى «تحريرهم وبكل الوسائل، ولتذكر أسماء معرقلي الحلول في الإعلام». وناشد: «باسم الإنسانية، العقلاء من السياسيين والطوائف أن يتحركوا لحل هذا الملف من دون تلكؤ أو تردد، كي لا يتكرر مشهد الشهداء الذين فقدناهم».
أما ممثل راعي أبرشية طرابلس المونسنيور الياس جرجس، فأكد أنّ «عكار خزان الجيش، تثق بالمؤسسة العسكرية وتقف خلفها وإلى جانبها، والمخطوفون العسكريون أولادنا ولن نفرط بهم، كما أنّ قيادة الجيش لن تفرط بهم». وقال: «نشد على يد الجيش والحكومة التي تبذل الجهود لإطلاق العسكريين، كما نطالب بمحاكمة عادلة وسريعة لموقوفي رومية، ولا نريد المقايضة، بل تسريع محاكماتهم».
وقال النائب هادي حبيش: «نرفض المزايدات، ونطلب من الحكومة بذل كل الجهود للإفراج عن جميع العسكريين. نحن كسياسيين يجب ألا نضع شروطاًَ على الحكومة ونعلمها ماذا يجب أن تفعل وما هو ممنوع عليها، جل ما نفعله هو مطالبتها ببذل كل الجهود لتحرير العسكريين».
لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين
وفي السياق، جدّدت لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان «تضامنها المطلق مع أهالي الرهائن المخطوفين من القوى الأمنية في جرود عرسال»، مطالبة: «بإطلاق سراحهم فوراً من دون أي قيد أو شرط».
وأضافت اللجنة في بيان: «إذا لم يرتق كل واحد منا إلى المستوى الذي تتطلبه دقة الأوضاع، نكون نساهم من حيث ندري أو لا ندري في فتح باب جهنم علينا وعلى إخوتنا وعلى وطننا. ونكون نساهم اليوم في تأسيس لحالات فقدان واختفاء قسري قد تستمر عقوداً طويلة قبل أن تندمل آثارها».