ضغوط دولية تنعش آمال السلام في اليمن
يواصل المبعوث الدولي الخاص باليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، محادثاته في صنعاء وسط ضغوط دولية كبيرة وانضمام السعودية إلى قائمة الدول المؤيدة لتحركه. فيما يستمر طيران العدوان السعودي- الاميركي بشن عشرات الغارات المدمرة على الاماكن السكنية في اليمن وتواصل قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية تصديها للعدوان والرد على المواقع السعودية واستهداف الداخل السعودي، لاجباره على وقف عدوانه.
ولليوم الثاني، يعقد ولد الشيخ أحمد لقاءات متواصلة مع فريق المفاوضين عن «أنصار الله» وحزب المؤتمر الشعبي. ويناقش معهم تفاصيل خطة السلام بشقيها السياسي والأمني وتوضيح هذه التفاصيل والاستماع إلى تحفظاتهم ومخاوفهم ، أملاً في التوصل إلى شبه اتفاق، يمكنه بعده الانتقال إلى الرياض، لمناقشة خطة السلام، هذه، مع جماعة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي.
ووفق مصادر سياسية يمنية، فإن الدول الـ 18 الراعية للتسوية في اليمن، تُمارس ضغوطا شديدة على طرفي الصراع، من أجل القبول بالخطة وتقديم تطمينات وضمانات دولية بشأن مخاوف كل طرف. وان هذه الضغوط توجت بتأييد السعودية للخطة وتشجيعها عبد ربه منصور هادي على التعامل معها وفق ما ذكره دبلوماسيون في الامم المتحدة.
في هذا السياق، أعلن رئيس الوزراء اليمني، المؤيد لهادي والهارب إلى السعودية، أحمد عبيد بن دغر، خلال لقاء جمعه بالسفير الأميركي لدى اليمن، قبوله خطة السلام المقترحة من المبعوث الدولي شكلاً ورفض مضمونها، لكن السفير اليمني لدى واشنطن، قال إن هناك ثلاثة اعتراضات جوهرية على الخطة، أبرزها نقل صلاحيات هادي إلى نائب جديد يتم التوافق عليه، واقتصار انسحاب المسلحين الحوثيين من العاصمة ومدينتي تعز والحديدة.
على هذا الصعيد، سجل دخول البنك الدولي على خط الضغوط الدولية لإنهاء الحرب. وقالت مصادره، إنه من الممكن أن يستأنف التمويل الخارجي لليمن في الربع الرابع من هذا العام، استناداً إلى تسوية سلام.
وكشف البنك الدولي عن تعرض الماليات العامة في اليمن لضغوط شديدة، إذ بلغ عجز الموازنة حوالى 11 في المائة من إجمالي الناتج المحلي عام 2015. وأوضح «أن الصراع في البلاد، أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي بشكل مخيف إضافة إلى تعطل حركة الانتاج وتصدير النفط، حيث شهد الاقتصاد اليمني انكماشاً حاداً خلال عام 2015».
وفِي تطور لاحق، أعلن الرئيس السابق علي عبد الله صالح، قبوله بخطة السلام المقترحة من المبعوث الدولي. وقال إنها تشكل، في مجملها، قاعدة جيدة للمفاوضات «التي يجب أن تستكمل كل الجوانب المرتبطة بوقف العدوان وإيقاف العمليات العسكرية التي تقودها السعودية. ووقف تمويل المرتزقة والجماعات الإرهابية في مختلف المناطق اليمنية.»
وأكد صالح، إنه «لولا التمويل والدعم السعوديين، لما استطاعت تلك القوى الإرهابية ممارسة القتل والنهب والتدمير والترويع وإقلاق الأمن والإستقرار والقيام بالأعمال الإرهابية، بهدف عرقلة حركة الملاحة البحرية الدولية في أهم منطقة في العام منطقة باب المندب والبحر الأحمر ».
وجدد صالح «استعداده للتعامل الإيجابي مع كل المبادرات الهادفة إلى حقن الدم وتحقيق السلام الشامل والكامل في اليمن وفي المنطقة». مضيفا، أنه إذا لم يتوقف ما وصفه بـ« العدوان، فإن الشعب اليمني سيواصل تصديه الحازم للعدوان في كل الظروف والأحوال، منطلقا من مبدأ سلام يشرّف أو الإستمرار في النزال والقتال حتى النصر».
ميدانيا، نقلت وكالة «سبأ» اليمنية عن مصدر عسكري، أن عددا من العناصر المؤيدة للعدوان السعودي الأميركي، لقوا مصرعهم وأصيب آخرون أمس، فيما دمرت آلية عسكرية لهم بمعسكر السلان، بمديرية الغيل بالجوف.
وأوضح المصدر العسكري أن الجيش واللجان الشعبية تمكنوا من تدمير طقم عسكري لجماعة هادي وقتل وإصابة من كانوا على متنه، خلال المواجهات بمنطقة السلان، في الجهة الشمالية الغربية لمديرية الغيل. وكان الجيش و«اللجان» تمكنوا من فرض سيطرة نارية على معسكر السلان، بعد تطهير عدد من المواقع المطلة عليه.
في هذا الوقت، شن طيران العدوان الأميركي – السعودي أمس، ثلاث غارات على جبل الدود ووادي جارة بقطاع جيزان. كما شن سلسلة غارات على مناطق متفرقة بمحافظة صعدة. وشن غارتين على محطة وقود في منطقة آل عقاب. وشن غارة على منطقة الحمزات، في مديرية سحار.
وحسب المصادر، فإن الطيران المعادي استهدف بغارتين التبة الحمراء، ملحقا أضرارا بالأراضي الزراعية والممتلكات العامة والخاصة.
وأشار المصدر، إلى أن الطيران المعادي استهدف محطة وقود في منطقة نسرين. وشن ثلاث غارات على الصوح ووادي ابو جباره والفرع بمديرية كتاف. واستهدف بغارتين محطة للوقود والطريق العام بمديرية رازح. وبين المصدر أن مناطق متفرقة بمديرية منبه، تعرضت لقصف صاروخي ومدفعي سعودي.
وشن طيران العدوان، أمس، 11 غارة على مديريتي نهم وبني مطر بمحافظة صنعاء. كما استهدف بثمان غارات مناطق متفرقة من مديرية نهم، خلفت أضرارا بالممتلكات العامة والخاصة ومنازل المواطنين. كما استهدف بثلاث غارات جبل النبي شعيب بمديرية بني مطر، ما أدى إلى إلحاق أضرار بالممتلكات العامة.
وقصفت مدفعية الجيش واللجان الشعبية أمس، تجمعات لمنافقي العدوان السعودي الأمريكي شرق كهبوب بمحافظة لحج.