القوات العراقية تستعيد أحياء في الموصل وتصدّ هجوماً للارهابيين في «الشرقاط»
قال القائد في جهاز مكافحة الإرهاب العراقي الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي إن «مرحلة دخول الأحياء وتطهيرها في الموصل بدأت الآن، وهناك حوالي 50 حيّاً من الأحياء تُعتبر هدفاً للقوات العراقية منها أحياء «الكرامة»، «القاهرة»، «البكر»، «العربي» و «الدلدان».
وأضاف في حديث أن المعيار الأول في معركة الموصل هو المحافظة على حياة المدنيين، أمّا المعيار الثاني فهو الحفاظ على القطعات العسكرية، فيما يتجلى المعيار الثالث في الحفاظ على البنى التحتية، وصولاً إلى القضاء على تنظيم داعش.
وأمل الساعدي من المحاور الأخرى الدخول إلى الساحل الأيمن، تزامناً مع دخول قطعات المحور الشرقي إلى الساحل الأيسر، «حتى يكون الضغط على الجماعات الإرهابية من الاتجاهات كلها».
وكان الجيش العراقي أعلن أمس، أن قوات من جهاز مكافحة الإرهاب استعادت 6 أحياء في شرق الموصل من تنظيم داعش. وقال الجيش في بيان إن «قطعات جهاز مكافحة الإرهاب تحرر أحياء الملايين والسماح والخضراء وكركوكلي والقدس والكرامة في الساحل الأيسر لمدينة الموصل وترفع العلم العراقي فوق المباني بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات».
وقال إن القوات العراقية تخوض مواجهات عنيفة مع داعش لتحرير حمام العليل. وأفاد باستعادة القوات العراقية الشارع ثلاثين داخل حي الانتصار جنوب شرق الموصل، في وقت أعلنت فيه خلية الإعلام الحربي مقتل انتحاريين اثنين ضمن المحور الجنوبي لمدينة الموصل.
وفي غرب الموصل، حرّرت قوات الحشد الشعبي المناطق المحيطة بقرى مشيرفة وحبارة التي ترتبط بمناطق جنوب الموصل بعد معارك عنيفة مع داعش.
وفي حين تحدّث مصدر عن تمكّن القوات العراقية من قتل عدد من متسلّلي داعش الى الشرقاط في حين فجّر 3 انتحاريين منهم أنفسهم، قال محافظ صلاح الدين إن القوات الأمنية ومكافحة الإرهاب والحشد العشائري أفشلت محاولات تسلّل مسلحي داعش إلى الشرقاط. وأضاف أيضاً بأنّ قوات الحشد الشعبي تمكنّت من قطع الطريق الرابط بين الموصل وتلعفر وقطعت جميع خطوط إمداد داعش واتصالاته.
ونقلت وكالة «رويترز» عن العقيد ناصر الجبوري من قوات الشرطة العراقية قوله إن المتشدّدين عبروا الضفة الشرقية لنهر دجلة ودخلوا المدينة في الساعة الثالثة صباحاً واستولوا على مسجد «البعاجة» وانتشروا في الأزقة.
وأعلنت قوات الأمن حظر التجول في المدينة. وقالت إن هناك تعزيزات من قوات الحشد الشعبي في الطريق.
ويسعى مسلحو داعش بذلك إلى تشتيت الانتباه في الوقت الذي يواجه فيه المتشدّدون هجوماً منسقاً للقوات العراقية، بدعم من التحالف الدولي على معقلهم الرئيسي في مدينة الموصل.
وأعلن قائد الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس أن قوات الحشد الشعبي أمّنت الطريق بين بيجي والقيارة وتتقدّم باتجاه تلّعفر غرب الموصل.
وأشار المهندس إلى قطع طريق إمداد داعش بين الموصل والرقة في سورية، وإلى أنه جرى تحرير أكثر من الفي كيلومتر مربع من الأراضي، مضيفاً أنه خلال يومين ستنتهي المرحلة الثانية من عمليات المحور الغربي للموصل. وقال إن القوات التركية موجودة في منطقة معيّنة من الموصل وتسعى إلى دعم داعش داعياً إيّاها الى مغادرة العراق.
بدوره، قال الناطق باسم الحشد الشعبي العراقيّ أحمد الأسدي إن «الحشد» مستمرّ في تحرير المزيد من القرى المحيطة بالموصل.
في واشنطن قال المتحدث باسم التحالف الأميركيّ جون دوريان إنّ زعيم داعش ابو بكر البغدادي يفقد السيطرة على مقاتليه مع وصول القوات العراقية الى مشارف الموصل.
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية البريطانيّ بوريس جونسون أنّ الاستخبارات الغربية تعتقد أنّ أبو بكر البغدادي غادر الموصل قبل بدء عملية تحريرها.
وأوضح جونسون أن البغدادي ما زال يستخدم الإنترنت من أجل توجيه دعوة للناس إلى المشاركة في المعارك، مؤكداً أنّ تنظيم داعش يتفكّك وينحلّ.
قالت الأمم المتحدة، أمس، إن عناصر «داعش» قتلوا المئات، بينهم 50 من المنشقين و180 من الموظفين السابقين في الحكومة العراقية بالموصل، معقل التنظيم الإرهابي.
وأكدت رافينا شامداساني المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أنهم الدواعش نقلوا أيضاً 1600 شخص من بلدة حمام العليل إلى تلعفر لاحتمال استخدامهم دروعاً بشرية ضد الضربات الجوية وأبلغوا بعض هؤلاء بأنهم ربما ينقلون إلى سورية. كما نقلوا أيضاً 150 أسرة من حمام العليل إلى الموصل الأربعاء الماضي.
وذكرت المتحدثة أن المتشددين أبلغوا سكان حمام العليل أنه يتعيّن عليهم أن يسلّموا أطفالهم لهم، لا سيما الصبية الذين تتجاوز أعمارهم التاسعة، في توجه لتجنيدهم، في ما يبدو.
وقالت إن متشددي التنظيم يحتجزون قرابة 400 امرأة كردية ويزيدية وشيعية في تلعفر، وربما قتلوا ما يصل إلى 200 شخص في مدينة الموصل.
وأشارت الأمم المتحدة إلى وجود تقارير عن ضربات جوية تسببت في مقتل مدنيين، بما في ذلك ضربات مساء يوم الأربعاء، ورد أنها قتلت 4 نساء وأصابت 17 من المدنيين في حي القدوس بشرق الموصل.