الصين دعت إلى حل الأزمة السورية.. وموسكو لواشنطن: ترويض الإرهابيين وهمٌ

دعا المبعوث الصيني إلى سورية كلاً من روسيا والولايات المتحدة الأميركية إلى التخلي عن طموحاتهما الجيوسياسية في سورية، من أجل تسوية الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.

وأكد المبعوث الصيني شي شياو يان، أمس، أنه من غير الممكن حل الأزمة السورية من دون مشاركة روسيا والولايات المتحدة، داعياً إلى بذل مزيد من الجهود واستئناف المحادثات بشأن وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية.

وقال المبعوث الصيني إن مستقبل سورية يجب أن يحدده الشعب السوري.

وفي السياق، اعتبر رئيس الوزراء الروسي، دميتري مدفيديف، أن الحوار السياسي بين طرفي الأزمة في سورية يجب ألا يمسّ بمصير رئيسها بشار الأسد، بحسب تعبيره.

وفي مقابلة مع التلفزيون الصيني، قال مدفيديف، أمس: «المشكلة السورية لا حل عسكرياً لها.. على القوى الراغبة في إحلال السلام في سورية الجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوافق حول مستقبل سورية ومستقبل نظامها السياسي».

كما شدّد رئيس الوزراء الروسي على ضرورة ضمان أن يكون مستقبل سورية قابلاً للتنبؤ وعدم السماح بتفكك هذه الدولة إلى «كيانات إرهابية». وأضاف أن هذه القضية لا صلة لها بمصير زعماء معينين وخاصة مصير الرئيس بشار الأسد، وهو رئيس شرعي ويجب أن يشارك في هذه العملية.

وذكر مدفيديف أن الحيلولة دون تسوية الأزمة السورية تتمثل في صعوبة الفصل بين «المعارضة المعتدلة» والإرهابيين، مشيرا إلى أن هناك «جدالاً ساخناً» حول هذا الموضوع تخوضه روسيا مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

وبحسب مدفيديف، فإن الهدف من مشاركة العسكريين الروس في العملية العسكرية في سورية هو القضاء على عش الإرهابيين في هذا البلد ومنع انتشارهم إلى بلدان أخرى، علماً بأن بين الإرهابيين ذوي أصول روسية يمكن أن يعودوا إلى وطنهم فيما بعد.

إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إنه يتعين على الولايات المتحدة الأميركية أن تتخلص من وهمها بشأن إمكانية «ترويض» الإرهابيين.

وأضافت خلال حوار مع إذاعة الصين الدولية «CRI» أمس: «لدى زملائنا الأميركيين وهمٌ، وهو أنه يمكن ترويض الإرهاب واستمالته، هذا غير ممكن. الإرهاب مثل الأفعى، تلدغك ما إن تدير ظهرك، ولا يمكن اللعب معها».

وقالت زاخاروفا: «نحن نعرف جيداً أن دولاً غربية وإقليمية وظفت جهوداً كبيرة وأموالاً ووسائل تقنية لصالح «جبهة النصرة» وتنظيمات إرهابية أخرى، ولكن هؤلاء إرهابيون ومن غير الممكن اللعب معهم».

وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية أن هذه ليست المرة الأولى التي تصطدم فيها روسيا بمثل هذا النهج الأميركي. وأوضحت أن تصرفات الأميركيين، التي لم تدمّر «جبهة النصرة»، هي «دليل واضح على حقيقة أنهم يقومون بحمايتها».

على صعيد آخر، قالت المتحدثة باسم المبعوث الأممي إلى سورية جيسي شاهين «نحن لا نؤيد إجلاء المدنيين من أي مدينة إلا إذا كان ذلك اختيارياً». وأضافت أن المنظمة ليس لديها الضمانات الأمنية لإرسال معونات إلى شرق حلب».

وكانت الهدنة الإنسانية في حلب التي أعلنها كلّ من الجيشين السوريّ والروسيّ قد دخلت حيّز التنفيذ صباح أمس الجمعة. وقال قائد العمليات في هيئة أركان الجيش الروسيّ سيرغي رودسكوي إنّ هذه الهدنة امتدت من التاسعة صباحاً حتّى السابعة مساءً.

وبهدف منع وقوع خسائر بشرية نشرت وزارة الدفاع الروسية خرائط عن المعابر التي يمكن من خلالها الخروج من المدينة وجاء القرار الروسيّ بالتنسيق مع الحكومة السوريّة.

وبحسب قيادة الجيش السوري، فإن هذه المهلة شملت فتح جميع المعابر الإنسانية الستة المُعلنة سابقاً لخروج المسلحين ومَن يرغب من المدنيين والجرحى والمرضى.

واستشهد اثنا عشر شخصاً وجرح أكثر من خمسة وأربعين بقصف المسلحين على حيي حلب الجديدة والفرقان في مدينة حلب.

وأكد مصدر أنّ الجماعات المسلحة استخدمت غازات سامة في قصفها الأحياء السكنية، كما نقل عن مصدر عسكري أن الجيش السوري وحلفاءه أفشلوا أضخم هجوم للجماعات المسلّحة على جبهة حلب الجديدة، مؤكداً فشل الجماعات في تحقيق أيّ اختراق بعد إطلاق ما سمّتها المرحلة الثانية من فكّ الحصار عن مواقعها في حلب الشرقية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى