العبادي يبحث مع برزاني في أربيل معارك الموصل

بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع رئيس «إقليم كردستان» مسعود برزاني، في أربيل، المعارك التي تجري في أطراف الموصل وما حقّقته القوات العراقيّة والبيشمركة في المعارك ضدّ تنظيم «داعش»، والمرحلةَ التي ستلي استعادة المدينة من سيطرة التنظيم.

وهذه هي الزيارة الأولى للعبادي إلى أربيل بعد انطلاق معركة تحرير الموصل يوم 17 تشرين الأول الماضي.

وكان رئيس الوزراء العراقي قد وصل إلى أربيل بواسطة مروحيّة عسكرية قادماً من بلدة برطلة القريبة والواقعة شرق مدينة الموصل، وتمّ تحريرها بداية المعارك.

وقد أكّد رئيس ديوان رئاسة «إقليم كردستان» العراق، فؤاد حسين، أنّ خطة المعركة تتضمّن عدم دخول قوات البيشمركة والحشد الشعبي مدينة الموصل، وأنّ التنسيق قائم بشكل جيّد بين الطرفين.

وقال حسين في مؤتمر صحافي عقده في مطار أربيل بعد استقباله مع البرزاني رئيس الوزراء العراقي، إنّ «البرزاني والعبادي سيبحثان التنسيق القائم بين الجيش العراقي والبيشمركة في معركة الموصل..العبادي وصل إلى أربيل لبحث تطوّرات معركة السيطرة على الموصل، التي نرجو أن تنتهي خلال فترة قصيرة».

من جهةٍ أخرى، وصلت إلى أربيل أولى الدفعات الماليّة المقدّمة من الحكومة العراقيّة الاتحادية لقوات البيشمركة، وقيمتها 10 مليارات دينار عراقي.

وكشف وكيل وزارة المالية العراقي، فاضل نبي، عن معلومات صرف المبلغ لقوات البيشمركة.

وكان العبادي قد زار، أمس الأول، السبت، القوات الأمنيّة العراقيّة في مدينة برطلة، كما زار هناك كنيسة «مار كوركيس» في هذه المدينة الواقعة شرق الموصل، والتي تمكّنت القوات العراقيّة من تحريرها مؤخّراً من قبضة تنظيم «داعش». وعاين العبادي حجم الأضرار التي لحقت بالكنيسة على يد عناصر التنظيم إبّان سيطرتهم على هذه الناحية.

وتفقّد رئيس الوزراء الخطوط الأماميّة للقوات العراقية في الجانب الأيسر من الموصل، وتحدّث هناك مع مقاتلي جهاز مكافحة الإرهاب.

ميدانيّاً، دخلت القوات العراقيّة في أطراف مدينة الموصل من المحور الشمالي للمدينة، حيث اقتحمت قريتي السادة وبعويزة، أولى المناطق التابعة الشماليّة، بينما تستمر المعارك العنيفة في الأحياء الشرقية.

وأكّدت مصادر، أنّ الفرقة 16 اقتحمت المنطقة من أطرافها الشمالية، وأنّها تخوض معارك مع مقاتلي التنظيم المتحصّنين فيها. وبحسب المصادر، تمكّنت قوات الجيش العراقي من الجهة الشمالية من اجتياز منطقة الشلالات، ووصلت إلى محيط وداخل «السادة وبعويزة»، الملتصقان مباشرة بالأحياء الأولى للمدينة من الجهة الشماليّة.

من جهته، قال العقيد أحمد الجبوري الضابط بقيادة عمليات نينوى لوكالة الأناضول، إنّ «القوات العراقيّة تخوض حرب شوارع مع عناصر التنظيم في الهجوم الذي بدأ من أكثر من محور على الحيّ».

وفي الجهة الشرقيّة على سهل نينوى وبرطلة، تقدّمت قوات الجيش العراقي انطلاقاً من كوكجلي بالقرب من برطلة، ووصلت إلى الأحياء الأولى مثل الكرامة والقدس الثانية ومقبرة التلفزيون، لكن يبدو أنّ ساعات الصباح الأولى كانت صعبة على الجيش بسبب هجمات تنظيم الدولة، ما أوقع قتلى في صفوف القوات العراقية.

وقال ضباط بالجيش العراقي، إنّ معارك الموصل تقدمّت من المحور الشرقي أكثر من المحاور الأخرى، حيث يجري التفكير في التوقّف عند هذه النقاط حتى تتقدّم جميع القوات الأخرى بنفس المسافة نحو مركز المدينة.

في هذه الأثناء، أفاد مصدر أمنيّ بمحافظة صلاح الدين العراقيّة بمقتل سبعة أشخاص وإصابة 17 آخرين في انفجار بمدينة تكريت 175 كلم شمال بغداد . ووفقاً لما نقله موقع «السومريّة نيوز»، فإنّ الانفجار وقع عند مدخل سيطرة الأنواء الجويّة جنوب تكريت، وأشار إلى أنّ القوات الأمنيّة فرضت إجراءات أمنيّة مشدّدة في المدينة.

ودان الرئيس العراقي فؤاد معصوم، أمس، الاعتداءات التي شهدتها محافظة صلاح الدين بسيارات مفخّخة، مؤكّداً أنّها لن تمرّ بلا قصاص عادل وسريع، داعياً السلطات الأمنيّة إلى اتّخاذ إجراءات عاجلة للقضاء التامّ على الخلايا «الإرهابيّة» المتربّصة.

وقالت رئاسة الجمهورية العراقية في بيان، إنّ معصوم أكّد على «اتّخاذ إجراءات عاجلة للقضاء التامّ على الخلايا الإرهابيّة المتربّصة بالمواطنين والزائرين الأبرياء، فضلاً عن اتّخاذ كلّ الإجراءات الفورية لمنع وقوع مثل هذه الهجمات الإجرامية مجدّداً».

وفي سياقٍ متّصل، أكّد مسرور برزاني، رئيس المجلس الأمني لحكومة كردستان العراق، أنّ من بين أساليب «داعش» استخدام شراك خداعيّة يمكن أن تفجّر أحياء بأكملها.

وأشار المسؤول الأمني إلى أنّ التنظيم نشر خلال عملية تحرير الموصل طائرات بلا طيار محمّلة بالمتفجرات، واستخدم غازَي الكلور والخردل في قذائف مدفعيّة طويلة المدى، كما أنّه استعان بقنّاصة على مستوى عال.

وقال برزاني، إنّه «حتى لو تمّ إخراج «داعش» من معقله الرئيس في الموصل، فهذا لن يكون كافيا للقضاء على التنظيم، وسوف تستمر إيديولوجيّته المتشدّدة»، موضحاً: «المعركة ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية ستكون معركة طويلة… ليس عسكرياً فقط، إنما اقتصاديّاً وإيديولوجيّاً».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى