إبادة أحرار الشام خريطة عسكرية جديدة

مع مقتل أبو خالد السوري محمد بهايا الرجل القوي في «لواء أحرار الشام» قال شريكه ابو عبدالله الحموي حسان العبود الذي قتل أمس في تفجير إدلب إنّ «داعش» يقف وراء القتل لإنهاء اللواء الذي يزعجه.

«أحرار الشام» ورث لواء «التوحيد» بعد مقتل قادته، وصار الشريك الثاني لزهران علوش في تشكيل الجبهة الإسلامية، القوة الوحيدة السلفية خارج تصنيف الحركات الإرهابية بفضل الغطاء السعودي الممنوح لها، على أمل أن تكون هي القوة التي يسمّيها الغرب «المعارضة المعتدلة» التي تقاتل الدولة السورية و»داعش» معاً.

المرجعية التركية القطرية لأحرار الشام علنية ومعلومة، كما هي المرجعية السعودية لزهران علوش، وقد تكون عملية الإبادة تنظيفاً سعودياً للجبهة وإنهاء للدور التركي القطري فيها ضمن عملية شاملة تجري في أكثر من ساحة، وقد تكون تمهيداً لقبول أميركي بالجبهة شريكاً في الحلف ضدّ «داعش»، وقد تكون تخلّصاً من أخطر مجرمي الحرب والإرهاب بعد «داعش» طُلب من الأتراك تنفيذه بحق جماعتهم كشرط للدخول في الحلف الدولي، وهو ما رفضه الأتراك بداية ثم قبلوه ونفذوه، وقد تكون فصلاً من فصول تصفية الحساب بين ورثة أسامة بن لادن نفذها البغدادي ضدّ رفاق تورا بورا وخلية غرناطة والبوسنة بهايا وعبود، أو أنّ «داعش» قد يكون منفذ العملية ضمن عمليات إنهاء كلّ ما عداه من الأجسام المسلحة في مناطق تقع خارج سيطرة الدولة السورية.

الأهمّ أنّ خريطة عسكرية جديدة تولد مع زوال «أحرار الشام» فقد صارت الخريطة الشمالية لسورية عملياً مختلفة بعد زوال قوتين لهما قواعد محلية في ريفي حلب وإدلب هما «لواء التوحيد» و»أحرار الشام» وصارت الحرب هناك ثنائية بين الدولة من جهة و»النصرة» و»داعش» المصنّفان على لوائح الإرهاب من جهة مقابلة.

الأهمّ أنّ ريف دمشق الذي يشهد حرب وجود بالنسبة لزهران علوش ومَن معه في الجبهة الإسلامية، صارت حربه محصوره بقوة محلية هي سلفيّي دوما الذين ورث علوش زعامتهم عن والده، وبهزيمتهم لا يبقى على الرقعة الممتدّة من الحدود مع الأردن إلى حدود لبنان وتركيا والعراق داخل كلّ سورية إلا ثنائي «النصرة» و»داعش» في وجه الجيش السوري وبقياس المتوقع الطبيعي سيأكل قرش «داعش» سمكة «النصرة» الدسمة بعد قتال مرير بينهما.

سورية وخريطتها العسكرية ستصير شيئاً فشيئاً خلال شهور قليلة الدولة وجيشها يسيطران على قلب الجغرافيا وقشرة حدودية تتسع شمال شرق البلاد تسيطر عليها وحدات «داعش» وسيكون هناك أمران، لا جدال على ان لا حرب أهلية في سورية، وقد انتهت القوى السورية المحلية من المشهد العسكري كلياً، واختفت عن المسرح، فالموجود هي قوة عالمية تتشكل قوتها من كلّ أنحاء الأرض والسوريون فيها أقلية ضئيلة، والأمر الثاني أنّ من يريدون مقاربة سورية وملفاتها أمامهم أحد حليفين الدولة او «داعش»، فهذا هو المتوفر والمتاح على أرض الواقع، وهذا يستتبع أن مّن يريد مقاتلة الإرهاب كما يقول ويعتبر «داعش» خطراّ عليه أن يعترف بأنّ قدره هو التعاون مع الدولة السورية وجيشها.

العنوان المحلي السوري الذي كان موضع تجارة دولية إقليمية يتراجع لحساب العنوان الأصلي للحرب على سورية، الدولة وفي وجهها مشروع أجنبي، سواء كان عدواناً أميركياً أو «داعشياً».

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى