نتائج غير نهائية ترجِّح تقدّم كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأميركية

أشارت نتائج غير نهائية للتصويت المبكر للرئاسة الأميركية، التي بدأت أمس، إلى تقدّم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، التي رأت خلال الإدلاء بصوتها، إن «الكثير من الأشخاص يعوّلون على نتائج هذه الانتخابات ومعناها لبلادنا». في حين أعلنت موسكو، أنها سترد بالمثل على عرقلة وصول دبلوماسييها إلى مراكز الاقتراع بأميركا.

واشارت النتائج غير النهائية، إلى تقدّم كلينتون، على منافسها الجمهوري دونالد ترامب، بنحو مئة وثمانين ألف صوت، في ولايات فلوريدا وأوهايو ونيفادا. كذلك، تقدّمت كلينتون على ترامب، بثلاث نقاط في كولورادو. فيما يواصل الأميركيون الادلاء بأصواتهم في مختلف الولايات.

وكان المرشحان، كلينتون وترامب، أدليا بصوتيهما في نيويورك وسط حماسة انتخابية. ويسعى المتنافسان إلى نيل مئتين وسبعين صوتاً من اصوات مندوبي الولايات.

وعلى الرغم من تقدم كلينتون الأولي، حسب استطلاعات الرأي، فإن ذلك لا يمنع أن ينال ترامب العدد الاكبر من أصوات مندوبي الولايات ويفوز بالرئاسة.

وفي حين تظهر بعض الولايات تماسكاً ديمقراطياً، أو جمهورياً، واضحاً، فإن اثنتي عشرة ولاية تبدي تأرجحاً، خصوصاً في بنسلفانيا وفرجينيا وكارولاينا الجنوبية ونيو هامبشير.

وبدأ الناخبون الأميركيون يتوافدون منذ ساعات الصباح الأولى، إلى مكاتب اقتراع في الولايات الأولى. وفتحت مكاتب الإقتراع في الولايات المتحدة الأميركية أبوابها، في تسع ولايات على الساحل الشرقي.

وبدأ الناخبون بالإدلاء بأصواتهم في صناديق الإقتراع في كونيكتيكت وانديانا وكنتاكي وماين ونيوهامشير ونيوجيرسي وولاية نيويوك وفيرمونت وفرجينيا. ولا تقتصر الانتخابات الأميركية على اختيار خلف للرئيس باراك أوباما، بل تشمل، أيضاً، تجديد «الكونغرس» واختيار حكام وعشرات آلاف المسؤولين المحليين.

وفي تغريدة له مع بدء الانتخابات، كتب ترامب شعار حملته: «اليوم سنعيد أميركا إلى مجدها».

وفيما نشرت شرطة نيويورك 5000 ضابط لتأمين الانتخابات في المدينة، لوحدها. بدأت النتائج الأولية غير الرسمية، بالظهور في بعض الولايات التي بدأت التصويت صباح أمس، كبنسلفانيا وفلوريدا واوهايو ونيفادا وكولورادو.

وكتبت صحيفة Slate الإلكترونية، بناء على حساباتها، بتقدم ترامب على كلينتون، في ولاية بنسيلفانيا التي تعد معقل الديمقراطيين، مستندة إلى المعطيات الأولية للتصويت المبكر. في حين أشارت التوقعات إلى تفوق كلينتون على ترامب في 4 ولايات حاسمة، هي فلوريدا ونيفادا وأوهايو وكولورادو.

وستغلق آخر مراكز التصويت أبوابها، في غرب الولايات المتحدة وفي ولاية ألاسكا، في منتصف الليل، بالتوقيت المحلي.

وأفادت قناة «USA Today» الأميركية بأن ترامب يتقدم في ولاية نيوهامبشير، في شمال شرق الولايات المتحدة. وحصل على 32 صوتا من أصوات الناخبين في ثلاث قرى بالولاية، بينما حصلت كلينتون على 25 صوتا.

وكانت تقارير إعلامية أفادت، في وقت سابق أمس، بأن كلينتون فازت في أول بلدة أميركية جرت فيها عملية التصويت، هي بلدة ديكسفيل نوتش في ولاية نيوهامبشير. وفتح مركز التصويت فيها أبوابه للناخبين رسميا في منتصف الليل. وسجل في مركز التصويت بتلك البلدة، سبعة ناخبين فقط. وأضيف ناخب آخر إليهم في الدقائق الأخيرة، قبل انطلاق عملية التصويت.

في سياق آخر، أعلن عضو «الكونغرس» السابق والمرشح السابق للرئاسة الأميركية، دينيس كوسينيتش، أن المعلومات حول تأثير روسيا على انتخابات الرئاسة الأميركية تعتبر كذبة نشرتها هيلاري كلينتون. الا أن موسكو شددت على أنها مستعدة للعمل مع أي رئيس أميركي ينتخبه الشعب هناك.

وبينما أفادت قناة «سي إن إن» بأن ترامب، أدلى بصوته في أحد مراكز الاقتراع في نيويورك. توقع كثيرون بأن أصوات سكان فلوريدا وفرجينيا وبنسيلفانيا ونورث كارولينا وأوهايو ستحسم السباق الرئاسي. في وقت وجه مكارتر بيج، مستشار ترامب للشؤون الدولية السابق، رسالة إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، للشكوى من وقوع انتهاكات خلال حملة هيلاري كلينتون الانتخابية.

وفي مشهد مختلف، عشية يوم الانتخابات في مدينة كراسنويارك الروسية، أدلت النمرة «يونونا» والدب «فيليكس» بصوتيهما، حيث صوت الدب لصالح كلينتون، في حين اختارت «يونونا» ترامب.

وقالت كلينتون وهي تدلي بصوتها في نيويورك: «شعرت بالمسؤولية والتواضع أثناء تصويتي لنفسي». كذلك، أدلى المرشح الجمهوري ترامب، بصوته في نيويورك.

وأدلى رائد الفضاء الأميركي الوحيد، على متن محطة الفضاء الدولية، روبرت شين كمبرد، بصوته. وقالت وكالة الطيران والفضاء الأميركية «ناسا»، إن شين كمبرد، قام بواجبه الانتخابي كمواطن أميركي خلال الأيام القليلة الماضية إلكترونيا.

على هذا الصعيد، أظهر استطلاع للرأي، أن معظم السكان في الدول الأوروبية الكبرى، يريدون رؤية كلينتون رئيسة مقبلة للولايات المتحدة الأميركية.

وقبل بدء عملية الاقتراع، شنت كلينتون هجوما عنيفا على منافسها ترامب، واصفة إياه بـ«المدفع الفالت» الذي لا يمكن التكهن بأفعاله.

وقالت كلينتون، إن الأميركيين أمامهم «خيار واضح في هذه الانتخابات، خيار بين القسمة والوحدة». مشددة على أن منافسها الملياردير الشعبوي هو «مدفع فالت قد يعرض كل شيء للخطر».

في سياق آخر، يعتزم الرئيس الأميركي باراك أوباما، إقالة رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي إف بي آي جيمس كومي، بعد الانتخابات الرئاسية بنصيحة مستشارته فاليري جاريت.

وأفادت مصادر مطلعة في البيت الأبيض، لصحيفة «ديلي ميل» بأن جاريت عقدت مناقشات مع أوباما، خلال الأيام الماضية، حول التداعيات السياسية والقانونية لهذا القرار. وذكرت المصادر أن الرئيس كان غاضبا من إعادة فتح مكتب التحقيقات الفيدرالي التحقيق في رسائل البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون، قبل 11 يوما من الانتخابات والاعتراف قبل يومين فقط منها، بأنه لا أسباب لاتخاذ إجراءات ضد كلينتون.

على صعيد آخر، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن موسكو تعتبر أن تقييد وصول الدبلوماسيين الروس إلى مراكز الاقتراع في أميركا أمرا غير مقبول، والرد سيكون مماثلا.

وقال ريابكوف في تصريح أمس: «هناك العديد من المحاولات لتخويف دبلوماسيينا، الذين يتقيدون بشكل تام ببنود معاهدة فيينا الخاصة بوظيفة الدبلوماسيين ويحاولون التعرف، بشكل أفضل، على الأوضاع السياسية الداخلية» في البلدان المعتمدين فيها.

أضاف: إن ممثلي الأجهزة الأمنية المعنية في الإدارة الأميركية، لن يتوقفوا أمام أي أساليب لمنع ممثلي روسيا من إمكانية تقييم ظروف إجراء الانتخابات المرتقبة في الولايات المتحدة. مشيرا إلى أن الجانب الروسي قام باستنتاج ومنذ أيام أرسل مذكرة رسمية إلى السفارة الأميركية في موسكو، أكد فيها بان «الجانب الاميركي لا يمكنه أن ينتظر امكانية تواجد الدبلوماسيين الاميركيين وممثلي القنصليات العامة المعتمدة في روسيا، في مراكز الانتخابات التي ستجري مستقبلا في روسيا».

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، صرحت في وقت سابق، أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي يمارس ضغطا مباشرا على الدبلوماسيين الروس، بهدف منعهم من الوصول إلى المراكز المخصصة للانتخابات الأميركية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى