زاخاروفا: المجالس المحلّية تؤجّج العنف في حلب.. والجيش السوري يستعيد الـ«1070»
أكّدت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجيّة الروسيّة، أنّ ما يسمّى بالمجالس المحليّة في أحياء حلب الشرقيّة تؤجّج العنف في المدينة، مضيفة أنّ قطَر لم تعد مموّلاً رئيسيّاً لتلك المجالس.
وفي معرض تعليقها على التطوّرات في حلب، قالت زاخاروفا أمس: «حسب المعلومات المتوفّرة، كانت قطر في البداية تموّل تلك المجالس. أمّا الآن، فالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والإمارات والدول الاسكندنافيّة تلعب دور المموّلين الرئيسيّين».
ولفتت الدبلوماسيّة الروسيّة إلى أنّ موقف تلك المجالس، الرّامي إلى وضع العوائق في سبيل تسوية الوضع، قد أدّى في آب الماضي إلى إفشال عمليّة أمميّة لإيصال المساعدات إلى حلب الشرقيّة عبر طريق الكاستيلو. كما حمّلت زاخاروفا تلك المجالس مسؤوليّة إحباط عمليّة إجلاء المرضى والمصابين من الأحياء الشرقيّة مؤخّراً.
ميدانيّاً، استعاد الجيش السوريّ وحلفاؤه السيطرة على مشروع الـ1070 شقة جنوب غربي حلب على نحو كامل.
ونشر الإعلام الحربيّ مشاهد استعادة تلّ الرّخم التي كان الجيش السوريّ وحلفاؤه قد قطعوا بها طرق إمداد المسلحين إلى مشروع الألف والسبعين شقة.
وأفاد مصدر مطّلع بأنّ عملية استعادة مشروع الـ1070 بدأت صباح أمس، حيث تقدّمت قوات المشاة باتّجاه الكتل التي يسيطر عليها مسلّحو جيش الفتح في الجهة الجنوبيّة الغربيّة لمدينة حلب.
واستهدف الجيش السوري مواقع المسلّحين في مدرسة الحكمة والراشدين 4 و5 جنوب غربي حلب، وأفاد مصدر بوقوع اشتباكات بين الجيش السوريّ والمسلّحين في منيان غرب المدينة.
وكان الجيش السوريّ استعاد تلال مؤتة وأم الرّخم، قاطعاً بذلك طرق إمداد المسلّحين إلى مشروع الـ1070 شقة، ومن خلال ذلك تمّ عزل المسلّحين عن قواعدهم الخلفيّة في المشروع. وقام الجيش السوري مساء أمس بتدمير آليّات للمسلّحين كانت تستعدّ للخروج من الـ1070 باتّجاه مدرسة الحكمة. وللسيطرة على هذه المنطقة أهمية كبرى في تسهيل استعادة ضاحية الأسد غرب الأكاديميّة العسكرية.
ولعلّ ما سرّع عمليّة استعادة السيطرة على مشروع الـ1070 هو القوة الناريّة للجيش السوري والتمهيد المدفعيّ والصاروخيّ، ممّا أجبر المسلّحين على الانسحاب خلال ساعات الصباح الأولى.
في غضون ذلك، عاودت المقاتلات الروسيّة شنّ غاراتها على جبهات حلب الغربيّة بعد انتهاء التهدئة.
من جهةٍ ثانية، بثّ الإعلام الحربيّ مشاهد لتصدّي الجيش السوريّ لهجوم مسلّحي «داعش» على محور محيط المطار من جهتي المريعيّة وحويجة المريعيّة ومزارعها جنوب شرقيّ مدينة دير الزور.
وفي السياق، أكدّ مصدر عسكريّ روسيّ أنّ مجموعة السفن الحربيّة الروسيّة التي تقودها حاملة الطائرات «الأدميرال كوزنيتسوف» ستنضم إلى معركة حلب في غضون ساعات، وستوجّه ضربة إلى الإرهابيّين على مشارف المدينة.
وأوضح المصدر في تصريحٍ لموقع «غازيتا رو» الإلكتروني، أمس، أنّه من المتوقّع توجيه الضربة التي ستشارك فيها الطائرات الحربيّة من على متن حاملة الطائرات، بالإضافة إلى إطلاق صواريخ «كاليبر» المجنّحة إلى مواقع الإرهابيّين على مشارف حلب، وليس في الأحياء السكنيّة فيها.
وذكر المصدر أنّ مجموعة السفن التابعة لأسطول الشمال الروسيّ، والتي تضمّ بالإضافة إلى «الأدميرال كوزنيتسوف»، الطراد الذريّ الصاروخيّ الكبير «بطرس الأكبر»، والسفينتين، «سيفيرومورسك» و«الفريق البحري كولاكوف»، الكبيرتين المضادّتين للغوّاصات، وصلت إلى سواحل سورية وتستعدّ لضرب مواقع الإرهابيين في غضون 24 ساعة.
وقال المصدر: «تكمن المهمّة الرئيسيّة لمجموعة السفن في المشاركة بالتعاون مع سفن أسطول البحر الأسود وطائرات من الطيران الاستراتيجيّ وبعيد المدى والطائرات الحربيّة في قاعدة حميميم الجويّة بريف اللاذقية، في توجيه ضربات جويّة وصاروخيّة إلى عصابات الإرهابيّين على تخوم حلب، والتي تحاول اختراق المدينة».
ووصف المصدر الضربات المزمع توجيهها بأنّها ستكون واسعة النطاق، مضيفاً أنّ العسكريّين الروس سيستخدمون نماذج حديثة من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ «كاليبر» عالية الدقّة.
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية التركيّ مولود جاويش أوغلو، أنّ استراتيجيّة تركيا واضحة منذ البداية بخصوص عمليّة تحرير الرقة شمال سورية من تنظيم «داعش»، وأكدّ ضرورة التخطيط الجيد للمرحلة التي تلي العمليّة.
وأوضح جاويش أوغلو، أنّ بداية عمليّة الرقة قد تستغرق عدّة أسابيع، وأنّ الفترة الحاليّة تشهد إجراء مباحثات حول الاستراتيجيّة العسكريّة، وأكّد أنّ مقترح تركيا يتمثّل في تقديم القوات الخاصة الدعم للقوة المحليّة.
وأضاف أنّ الوحدات الكرديّة لن تشارك في عملية تحرير الرقة.
وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحافيّ مشترك مع وزير خارجيّة البوسنة والهرسك إيجور تسرناداك: «إنّ الولايات المتحدة الأميركيّة أكّدت أنّ وحدات حماية الشعب الكرديّ لن تشارك في عملية تحرير الرقة، ونأمل أن تلتزم بتعهّدها».