العبادي: لا مبرّر للتدخّل التركي في العراق
أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي في تصريحٍ له، أنّ هنالك «تصعيد تركي وادّعاءات باطلة ضدّ العراق»، مؤكّداً أنّ «داعش» «لم يواجه القوات العراقيّة وجهاً لوجه، وباتَ يستخدم سلاح الجبناء».
ورفض العبادي التدخّل التركي في العراق قائلاً: «إنّه لا مبرّر للتدخل التركي»، معلناً أنّ كلّ القطعات التي تشارك في تحرير نينوى ستعود إلى مواقعها بعد تحرير الأرض.
وإذّ دعا الأكراد «للانخراط في صفوف الحشد المحلّي في الموصل لقتال داعش»، أعلن أنّ هناك «عروضاً اقتصاديّة لتأمين الطريق بين بغداد وعمّان وإعادة الحركة التجارية بين البلدين.
واصلت القوات العراقية تقدّمها على المحور الجنوبيّ للموصل بعد تحريرها حمّام العليل، ونُقل عن قائد الشرطة الاتحادية أنّ هذه القوات باتت على مسافة أربعة كيلومترات من مطار الموصل.
وفي محاولة منه عرقلة تقدّم القوات العراقيّة، أقدم تنظيم «داعش» على إحراق آبار النفط وخزّانات الإسفلت الخام قبل انسحابه من حمّام العليل جنوب الموصل. وأظهرت المشاهد الحريق وسُحب الدخان السوداء المتصاعدة في سماء المنطقة. وعمد «داعش» إلى استهداف هذه المواقع بالصواريخ الثقيلة من أجل إحداث أكبر ضرر فيها. فيما تحاول القوات العراقيّة التي تمكّنت في وقت سابق من السيطرة على 56 بئر نفطيّة من اجتياز الآبار التي استهدفها «داعش».
يُذكر أنّها ليست المرة الأولى التي يتّبع فيها «داعش» هذا التكتيك في معركة الموصل التي بدأت قبل ثلاثة أسابيع، حيث قام بإحراق حقول المشراق جنوب المدينة. وتحوي مدينة الموصل الكثير من آبار وأنابيب النفط التي يصدّر من خلالها العراق البترول. وخلال سيطرة «داعش» على المنطقة أقدم التنظيم على تصدير النفط إلى المناطق التي تخضع لسيطرته.
من جهةٍ ثانية، استخدم «داعش» بعد سيطرة القوات العراقيّة على حمّام العليل السيارات المفخّخة وعمليات القنص، مفضّلاً على ما يبدو عدم الزجّ بمقاتليه في اشتباكات مباشرة في ما تبقّى من بلدات وقرى شمال المدينة، بعد الخسائر الكبيرة التي تكّبدها في صفوف مقاتليه.
وكان «داعش» دفع بما يُعرف بـ«جيش العسرة» في هذه المنطقة، وهي قوات مدرّبة على نحو كبير. وجرى تقسيم هذه القوات إلى قسمين قسم يقاتل في شرق الموصل، والقسم الآخر في جنوب الموصل، في محاولة لإبطاء تقدّم القطعات العسكريّة العراقيّة وقطع الطريق على أيّ فرصة لها للوصول إلى مركز الناحية.
في سياقٍ متّصل، باشرت قيادة عمليّات تحرير نينوى التقدّم وصولاً إلى مفرق الصلاحيّة، حيث تمّ تحرير قرى جوهوني وجهينة والخربة، وقُتل 35 إرهابياً، فيما تمّ تفجير 4 عجلات مفخّخة.
إلى ذلك، أعلن عضو القيادة العليا لقوات «إقليم كردستان» العراق، جبار ياور، أنّ قوات البيشمركة تقوم حاليّاً بتمشيط ناحية بعشيقة بعد فرض سيطرتها الكاملة عليها.
وقال ياور في حديث لوكالة «سبوتنيك»: «سيطرت قوات البيشمركة على كامل ناحية بعشيقة، لكنّ المنطقة واسعة وكبيرة ولها أحياء وقرى كثيرة، لذا فإنّ قوات البيشمركة حاليّاً تقوم بتمشيط الأحياء والشوارع والمباني الحكوميّة وتزيل الألغام وتبحث عن باقي الـ»دواعش» الإرهابيّين، الذين من المحتمل أن يكونوا موجودين في الأنفاق أو بعض المباني».
ونفى ياور مشاركة أيّ قوات أجنبيّة في القتال ضدّ «داعش»، قائلاً: «ليست هناك أيّ قوات من أيّ دولة من دول الحلفاء أو أي دولة إقليميّة في القتال أو في عمليّة تحرير الموصل، سوى القوات الاتحاديّة بكافة أنواعها وقوات الإقليم». إلّا أنّ المشاهد أظهرت صوراً لقوّات أميركيّة كانت شاركت في معركة تحرير بعشيقة.
إلى ذلك، أفادت وكالة «تاس»، نقلاً عن مصدر عسكريّ دبلوماسيّ في موسكو، بأنّ خسائر الولايات المتحدة في معركة الموصل، التي بدأت منذ أسبوعين، تبلغ 16 قتيلاً و27 مصاباً بجروح متفاوتة.
وأوضح المصدر في حديث للوكالة: «نجمت معظم حالات مقتل العسكريّين الأميركيّين وإصاباتهم عن انفجار العبوات الناسفة وعمليّات القصف بقذائف الهاون وسلاح المدفعيّة».
وأشار المصدر إلى أنّ عدداً من القتلى سقطوا بسبب التنسيق الضعيف بين سلاح الجوّ الأميركيّ والقوات الخاصة، مضيفاً أنّ «عنصرين من الوحدات الخاصّة قُتلا بغارات شنّتها طائرات أميركيّة من طراز B-52H على ريف الموصل».
وشدّد المصدر على أنّ قوات التحالف الدولي ضدّ «داعش» لم تحقّق، منذ بداية عملية تحرير الموصل أيّ تقدّم ملموس، مُعرباً عن اعتقاده بأنّ «السيطرة على الموصل تُعتبر من قِبل أعضاء الحزب الديمقراطيّ الذين يتركون البيت الأبيض ورقة رابحة في اللعبة السياسيّة الانتخابية، التي يشكّل فوز المرشّحة الديمقراطيّة هيلاري كلينتون رهاناً فيها».
واستطرد قائلاً: «ولهذا السبب، اضطر أعضاء مجلس الشيوخ والساسة ذوو النفوذ الكبير إلى رفع الرهانات وتمرير القرار بتكثيف العمليّات القتالية في الموصل، من دون الأخذ بعين الاعتبار الخسائر الكبيرة المحتملة بين العسكريّين الأميركيّين».