الجيش يحبط مخططاً لاستهدافه في عين الشعب ويزبك يرعى إطلاق البريدي والفليطي
ما زالت منطقة البقاع تعيش أجواء من الهدوء النسبي، بعد أن شهدت تظاهرات احتجاجية وعمليات خطف متبادل في الأيام الماضية، رفعت من منسوب التوتر في المنطقة.
وفي وقت جنبت فيه المساعي السياسية والروحية منطقة البقاع فتنة محقّقة، استطاع الجيش اللبناني أن يجنب المنطقة عملاً إرهابياً جديداً كان يستهدفه في الدرجة الأولى، حيث تمكن من تفكيك سيارة تحتوي على كمية كبيرة من المتفجرات في منطقة عين الشعب في عرسال.
وفي إطار المساعي الهادفة إلى وأد الفتنة بين أبناء البقاع، من المقرّر أن تعقد غداً وبعد غد، اجتماعات تشاورية لنواب بعلبك الهرمل مع وجهاء المنطقة لتفادي ظاهرة الخطف والاعتداء وقطع الطرقات، وفي هذا السياق أوضح عضو الكتلة القومية النائب مروان فارس أنّ «التنسيق قائم مع مختلف القوى السياسية في المنطقة وتحديداً مع تيار المستقبل»، لافتاً إلى أنّ «خطاب التهدئة انطلق من قاعدة استنكار العمليات الإرهابية والتخريبية».
وفي الإطار نفسه، رعى رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك عملية الإفراج عن المواطنين عبدالله البريدي وحسين الفليطي من أبناء بلدة عرسال، في دارة الشيخ محمد المصري في بلدة حور تعلا، مشدّداً على «وحدة اللبنانيين وقوتهم من خلال العيش المشترك والسلم الأهلي».
وفي إنجاز أمني نوعي للجيش اللبناني، فكك الجيش أمس، سيارة مفخخة اشتبه بها في وادي حميد في عرسال، تبين بعد الكشف عليها أنها تحتوي على 100 كلغ من المواد المتفجرة مخبأة بطريقة حرفية في صفائح معدنية، وذلك لكي تتمكن من تحقيق أكبر قدر ممكن من الأضرار في حال تفجيرها.
وكانت السيارة مركونة قرب حاجز للجيش يؤدي إلى ثكنة عسكرية في عين الشعب تقع بالقرب منها محطة للمحروقات. وقد أفيد بأنّ السيارة خرجت مباشرة من عرسال، ورجحت المصادر إحدى فرضيتين، إما أنها كانت تستهدف دورية للجيش لحظة مرورها في المكان، أو أنّ انتحارياً كان سيقودها لتفجيرها عند مدخل الثكنة.
وأشارت المعلومات إلى أنّ السيارة هي من نوع كيا بيضاء اللون وتحمل لوحة سورية ما يثير المزيد من التساؤلات حولها. وسرعان ما اتخذ الجيش تدابير أمنية وعزز انتشاره على الحواجز، ما تسبب بزحمة سير على طريق بعلبك عرسال.
وجاء في بيان صادر عن قيادة الجيش: «بتاريخه، حوالى الساعة 11.30، وعلى أثر اشتباه قوى الجيش في سيارة نوع كيا ذات لوحة سورية مركونة إلى جانب الطريق في محلة عين الشعب – عرسال، قامت وحدة من الجيش بعزل المكان وتفتيش السيارة المذكورة، فتبين أنها تحتوي على مواد متفجرة زنة 100 كلغ معبأة داخل علب معدنية، موصولة بأسلاك وصواعق كهربائية، وجاهزة للتفجير.
وحضر الخبير العسكري إلى المكان حيث عمل على تفكيكها، فيما بوشر التحقيق في الموضوع».
إطلاق بريدي وفليطي
رعى رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك الإفراج عن المهندس عبدالله البريدي والدكتور حسين الفليطي من أبناء بلدة عرسال، في دارة الشيخ محمد المصري في بلدة حور تعلا، واللذين كانا قد خطفا قبل أيام كردّ فعل على اختطاف العسكريين اللبنانيين، في حضور النائب علي المقداد، رئيس دائرة البقاع الأولى في الأمن العام العقيد جوزف تومية، رئيس جهاز استقصاء الدائرة الثانية في الأمن العام النقيب علي مظلوم وفعاليات.
وشكر يزبك أهالي حور تعلا والشيخين محمد ورضا المصري والجهود التي بذلت «من أجل إرجاع الضيوف»، وقال: «إنّ قطع الطرق أو القيام بعملية خطف من أجل إطلاق سراح أبنائنا ليس من عاداتنا، وسنكون إلى جانب الدولة من أجل إطلاق سراح ابن الدولة وكل المخطوفين وعودتهم إلى أهلهم سالمين من أجل العيش الواحد الذي نعمل لأجله، وبأن يكون أبناؤنا نموذجاً لهذا العيش الواحد والرمز للوحدة الوطنية».
وطالب يزبك: «باسم الجميع الدولة وخلية الأزمة بأن تسرع في إطلاق سراح الجنود المخطوفين من الجيش والقوى الأمنية»، مشدّداً على «وحدة اللبنانيين وقوتهم من خلال العيش المشترك والسلم الاهلي». وقال: «لسنا مع من يقطع طريق، وإطلاق سراح المخطوفين هو المطلب الأول والأخير ونشدّ على أيدي الجميع من أجل ذلك». وناشد: «الجميع الكف عن الخطابات المتشنجة واللامسؤولة، لأنّ المسائل تعالج بحكمة وروية والجراحات لا تعالج بالتشنج ورد الفعل والانفعال، والكلّ مسؤول عن إطلاق سراح المخطوفين، ونكرّر وقوفنا وراء المؤسسة العسكرية من أجل إطلاق سراح أبنائنا وعودتهم إلى وطنهم، ونشكر آل المصري على تجاوبهم وحكمتهم في معالجة الأمور».
وكشف يزبك: «أنّ حزب الله وتكتل نواب بعلبك الهرمل بصدد دعوة كل المنطقة إلى لقاء عام يجمع الفعاليات لبحث موضوع قطع الطرقات كي لا تتكرر هذه المسألة».
وأعرب الشيخ رضا المصري بدوره، عن ثقته المطلقة بالأجهزة الأمنية وقيادتي الجيش والأمن العام وحزب الله وحركة أمل، مؤكداً ضرورة «العمل على منع حدوث فتن متزايدة وإطلاق سراح الأسرى»، وقال: «كبادرة حسن نية قررنا الإفراج عن الضيوف».
وشكر البريدي، من جهته، الجهود المبذولة التي سمحت له بالعودة إلى أهله وقال: «لم نشعر للحظة بأننا كنا مخطوفين، ولو كنا علقنا بيد «داعش» لعدنا مقتولين، وإنني أتفهم ما جرى معنا في إطار رد الفعل على خطف ولدهم».
لقاء تشاوري غداً
وفي سياق اللقاء الذي أعلن عنه الشيخ يزبك، والذي سيضم مختلف الأحزاب وفي مقدّمها حزب الله وحركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي، قال النائب مروان فارس في حديثٍ لـ«المركزية»: «بعد الإفراج عن أيمن صوان عادت الأمور إلى الهدوء نسبياً، لكن لا بدّ من معالجة أساسية لهذه الحالة ونحن كنواب هذه المنطقة مسؤولون عن ذلك». وأعلن: «أنّ هناك معالجات داخلية جدية لهذا الملف ستتم خلال لقائنا مع الوجهاء وأركان العشائر في البقاع بدءاً من السبت المقبل، إضافةً إلى أنّ الوزير غازي زعيتر دعا إلى اجتماع موسّع في جامع اليحفوفة السبت وسيضم الفاعليات المذكورة للتشديد على رفضنا ظاهرة الخطف سواء لقاء فدية مالية أو لأسباب أخرى، وإننا لن نقبل بها ولن نغطي أحداً يعتدي على الآخرين». وأضاف: «بغضّ النظر عن انتماءاتنا الحزبية والسياسية فإننا لن نقبل بالتعرض إلى الآخرين، والتنسيق قائم مع مختلف القوى السياسية في المنطقة وتحديداً مع تيار المستقبل، موضحاً: «أنّ خطاب التهدئة انطلق من قاعدة استنكار هذه العمليات الإرهابية والتخريبية والدعوة إلى دعم الجيش اللبناني والوقوف إلى جانبه للقيام بواجباته للحفاظ على أمن المواطنين».
اعتصام في عرسال
وفي سياق متصل، نفد أهالي بلدة عرسال اعتصاماً في ساحة البلدة، احتجاجاً على خطف مروان الحجيري الذي فقد أثناء الاحتجاجات والاعتصامات وقطع الطرقات التي أعقبت ذبح الجندي الشهيد عباس مدلج.
وألقيت كلمتان للشيخ محمد الحجيري ووالد المخطوف، طالبا فيها بـ«الإفراج عنه»، معتبرين أنّ «مهلة الاستضافة ثلاثة أيام قد انتهت وآن الأوان لعودته إلى أهله».