أوباما رفض التقاط الصورة التقليدية مع ترامب وتظاهرات الاحتجاج مستمرة

تحولت صدمة المفاجأة بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية إلى ردود فعل غاضبة في الولايات المتحدة، وإلى مواقف عدائية وقاسية تجاه ترامب، من قبل الذين راهنوا على فوز منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. وكانت أبرز المواقف رفض الرئيس الاميركي المنتهية ولايته باراك أوباما التقاط الصورة التقليدية له مع ترامب، مكتفياً بالصور الرسمية داخل المكتب البيضاوي، في حين استمرت التظاهرات لليلة الثانية على التوالي، في مختلف المدن الاميركية رفضا لفوزه. وتعريض وزيرة الدفاع الألمانية به وقلها إن «الناتو» ليس مشروعاً تجارياً.

فقد تبين أن الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما، رفض التقاط صور تذكارية تقليدية مع خليفته دونالد ترامب، في البيت الابيض، حسب ما أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» .

وذكّرت الصحيفة بوجود تقليد متبع منذ سنين، في البيت الأبيض، بأن يتصور الرئيس الحالي وزوجته مع الرئيس المنتخب وزوجته، عند المدخل الجنوبي للبيت الأبيض. هذه المرة الغى الرئيس الحالي أوباما، هذه العادة، من دون تقديم أي تفسير لذلك.

في هذا الوقت، يبدو أن الاميركيين استفاقوا من سكرة وحلم فوز «الفاسدة» كلينتون، إلى فكرة وواقع فوز «العنصري والمجنون»، فنزل الآلاف منهم إلى الشوارع احتجاجا.

فقد تظاهر الآلاف مساء أمس الأول، لليلة الثانية على التوالي، في العديد من المدن الاميركية احتجاجا على فوز ترامب. ففي لوس انجليس، تجمع مئات الطلاب في حرم «جامعة كاليفورنيا، لوس انجليس» يو سي ال ايه رافعين لافتات كتب عليها «دامب ترامب» تخلوا عن ترامب و«الحب ينتصر على الكراهية». وقالت احدى المتظاهرات وتدعى ديزي ريفيرا 24 عاما : «في البدء قبلت بانتخابه، ولكن عندما رأيت خطاب الإقرار بالهزيمة الذي القته هيلاري لم اتمكن من التوقف عن البكاء». واضافت: «لا يمكنني أن اصدق أننا انتخبنا هذا العنصري والمعادي للاجانب والكاره للنساء، رئيسا».

وكان هذا الحرم الجامعي شهد فور الاعلان عن فوز الملياردير الشعبوي اولى التظاهرات الاحتجاجية.

وفي سان فرانسيسكو الواقعة إلى الشمال من لوس انجليس، احتشد حوالى ألف شاب وشابة، غالبيتهم من تلامذة الثانويات، في مسيرة احتجاجية انطلقت من الحي المالي نحو مبنى البلدية. وردد المتظاهرون الذين قطعوا السير شعار «هذا ليس رئيسنا». ونقلت صحيفة «سان فرانسيسكو كرونيكل» عن إحدى المتظاهرات وتدعى باميلا كامبوس 18 عاما قولها «نحن نتظاهر لاننا نريد الدفاع عن حقوقنا ونستحق أن يستمع الينا». مضيفة: «دونالد ترامب عنصري. انه يهاجم كل المهاجرين وكل المسلمين. لقد رأيت كل رفاقي في الصف يبكون امس».

كما تظاهر آلاف الطلاب في العديد من المدن في شمال كاليفورنيا، لا سيما في نابا وهايوورد. وفي ضاحية نيويورك تجمع مئات الاشخاص في ميدان واشنطن في قرية غرينتش، للاحتجاج على فوز ترامب. كما شهدت مدينة بالتيمور الواقعة الى الجنوب على الساحل الشرقي، تظاهرة شارك فيها مئات الطلاب. وبحسب وسائل اعلام أميركية، فقد شهدت مدن عديدة في ولاية تكساس تظاهرات طالبية مماثلة.

ونشرت عريضة أمس، موقعة من حوالى مليوني شخص، تطالب أعضاء الهيئة الانتخابية أن يعطوا أصواتهم لهيلاري كلينتون في 19 كانون الأولالمقبل، لتستطيع أن تصبح رئيسة للولايات المتحدة الأميركية. وجاء في الوثيقة: «نحن ندعو الناخبين إلى تجاهل نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة والتصويت لهيلاري كلينتون، لماذا؟ لأن دونالد ترامب لا يصلح أن يكون رئيساً ، لاندفاعه وكذبه وترهيبه، بالإضافة إلى انعدام التجربة التام لديه، ما يجعله خطيراً على الشعب، كلينتون فازت بالتصويت الشعبي ويجب أن تصبح رئيسة».

في سياق آخر، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن موسكو تحترم خيار الشعب الأميركي بالانتخابات، مشيرا إلى أن نظيرته السابقة كوندوليزا رايس أكدت له وجود عيوب في النظام الانتخابي الأميركي. وأضاف: إن الجانب الروسي يأمل في أن «العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، التي تمر حاليا في مرحلة حرجة للغاية، تتحسن وتصبح طبيعية وذلك يخدم مصالح شعبينا والمجتمع الدولي بأكمله».

بالتزامن، أكد سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أنه لا تنتاب موسكو نشوة عارمة بعد فوز ترامب، نظرا للإجماع الحزبي الذي تبلور في الولايات المتحدة ولا ينشد سوى التطبيع، فحسب، مع روسيا.

أضاف: ليس بودنا أن تتشكل لدى الرأي العام الروسي انطباعات توحي بأننا نعلق آمالا كبيرة على فوز دونالد. ولا بد من الإشارة إلى تبني ممثلي حملة ترامب وعدد من الشخصيات المحيطة به، مواقف متشددة للغاية تجاه روسيا أفصحوا عنها.

ومضى يقول: «لم نلمس، حتى الآن، ما يدعونا إلى التخلي عن طرحنا القاضي بحدوث توافق حزبي ثنائي معاد لروسيا في الولايات المتحدة، طيلة الحملة الانتخابية الأميركية. لا نعلق أي آمال على الإدارة الأميركية الجديدة، أو على أي إدارة أخرى، بما فيها المنتهية ولايتها».

وتابع: «نريد العودة بالعلاقات بين البلدين إلى طبيعتها، على أن تستند إلى أسس احترام السيادة والاحترام المتبادل للمصالح والتعامل بمسؤولية مع القانون الدولي، بما يشمل عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول».

من جهتها، صعّدت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون دير ليين، موقفها وقالت: إن على الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أن يوضح موقفه من روسيا ويفهم أنه يجب التعامل مع حلف شمال الأطلسي «الناتو» كتحالف يقوم على القيم المشتركة وليس مشروعا تجاريا. مضيفة: نأمل أن يقوله له مستشاروه وما يحتاج أن يعرفه وهو أن «حلف شمال الأطلسي ليس شركة». وتابعت: «لا أعرف كيف ينظر إلى الحلف». وحذرت ترامب من التقارب أكثر مما ينبغي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى