ماذا بعد نجاح دونالد ترامب؟

د. لبيب قمحاوي

من الواضح أنّ هنالك العديد من العواطف والأفكار المتضاربة، التي أبداها العرب تجاه نجاح دونالد ترامب كرئيس جديد للولايات المتحدة ،مع أنّ المعظم لا يعلم الأسباب الموجبة لتلك العواطف، أصلاً. ولكن من المهمّ إيضاح بعض الحقائق الهامة:

أولاً: إنّ انتصار ترامب هو انتصار لليمين الأميركي الأبيض. وسوف يخلق هذا الانتصار موجة يمينية عنصرية، سوف تجتاح أوروبا وتدفع إلى السطح بأنظمة مماثلة في معظم دول أوروبا.

ثانياً: الاهتمام الأول لإدارة ترامب، سوف يكون اقتصادياً محلياً أميركياً، بهدف إعادة بناء الاقتصاد الأميركي وحلّ مشكلة البطالة البيضاء فيها. وكلّ شيء آخر، سوف يتمّ تسخيره لخدمة هذا الهدف.

ثالثاً: سياسة ترامب الخارجية، سوف تبتعد عن الانغماس المباشر في مشاكل الآخرين. وسوف تُقَلِّص المساعدات الخارجية منعاً لتبديد أموال أميركا على الآخرين. إلا إذا كان في ذلك مصلحة مُلِحَّة لأميركا وفي أضيق الحدود.

وعلى أي حال، فالكثير يعتمد على طاقم الحكم الذي سيختاره ترامب لإدارة شؤون الدولة. وهذا الطاقم، إما سيدفع الأمور أكثر نحو اليمين والتشدّد العنصري، أو سيتمّ العمل على تخفيفها.

رابعاً: نجاح التجربة الروسية تحت قيادة بوتين، في إعطاء الأولوية لروسيا وتنميتها ومصالحها الوطنية والابتعاد عن نمط السياسية السّوفياتية، هي أساس إعجاب دونالد ترامب ببوتين. العلاقات الأميركية – الروسية سوف تشهد مزيداً من التعاون وانْ كان ذلك سوف يكون على حساب الآخرين.

خامساً: لا يوجد أيّ اهتمام لدى دونالد ترامب بقضايا إنسانية، مثل حقوق الانسان أو المساواة أو البيئة. وعلاقاته مع الآخرين، سوف تحكمها المصالح الاقتصادية، أولاً. وإلى حدّ ما، السياسية وليس الإنسانية، أو الأخلاقية.

سادساً: إدارة ترامب، سوف تكون، في جوهرها، ضدّ الأقليات العرقية والدينية وضدّ الإسلام والتنظيمات الإسلامية وما يسمّى بالإرهاب. وسوف يعتبر أيّ إجراء لخدمة مصالح أميركا، في هذا السياق، أمراً مشروعاً.

سابعاً: لا يوجد أيّ شئ في جعبة دونالد ترامب للعرب، أو للفلسطينيين. وعلاقة إدارته مع «إسرائيل» سوف تبقى متميّزة، خصوصاً أنه لا يوجد بين الأنظمة العربية من يطالب جدياً بالحقوق الفلسطينية.

ثامناً: قد نشهد مزيداً من التوتر في العلاقات الأميركية الإيرانية. ومزيداً من الحرارة، في العلاقات الأميركية مع دول الخليج النفطية والى حدّ ما، مع السعودية ومصر.

وأخيراً، من السذاجة اعتبار نجاح دونالد ترامب مفاجأة غير متوقعة وضرباً من المستحيل. فدونالد ترامب، يمثل كامل منظومة القيم الأميركية. وهو مثال يحتذى بالنسبة لمعظم الأميركيين. فهو رجل أعمال ناجح وصل أعلى المراتب في عالم الأعمال وشكله أبيض وأشقر وأسلوبه اللاذع والمتعالي على الآخرين، هو أسلوب أميركي. دونالد ترامب، يمثل كلّ ما يريد المواطن الأميركي أن يكونه.

Formlkamhawi cessco.com.jo

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى