القوّات العراقية تستعيد «نمرود» التاريخيّة.. وتحرير «تلعفر» مسألة وقت
أعلنت القوات العراقيّة سيطرتها على مدينة نمرود التاريخيّة وقرية النعمانيّة في محافظة نينوى، فيما واصلت عمليّات التمشيط والتقدّم في أحياء شرق الموصل.
وقال قائد عمليات «قادمون يا نينوى»، الفريق الرّكن، إنّ «قطعات الفرقة المدرّعة التاسعة حرّرت ناحية النمرود بالكامل، ورفعت العلم العراقي فوق المباني بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدّات».
وتقع بلدة نمرود على بعد كيلومتر غرب أطلال المدينة القديمة، وقال الجيش العراقي في بيان له، إنّ «قطعات الفرقة المدرّعة التاسعة حرّرت ناحية نمرود بالكامل، ورفعت العلم العراقي فوق المباني بعد تكبيد العدو خسائر في الأرواح والمعدّات».
وكانت منظمة الأونيسكو وصفت تدمير «داعش» آثار مدينة نمرود الآشوريّة في العراق بجريمة الحرب، ودعت المديرة العامّة للمنظمة المسؤولين السياسيّين والدينيّين في المنطقة للوقوف بوجه الهمجيّة الجديدة وهذا التدمير المتعمّد للتراث الثقافي.
كما أعلنت قيادة عمليّات «قادمون يا نينوى» عن تحرير قرية النعمانيّة جنوب ناحية نمرود شمال الزاب.
وتواصل القوات الأمنيّة المشتركة عمليّاتها العسكرية لتحرير الموصل من «داعش»، فيما تمكّنت تلك القوات من تحرير العديد من مناطق وأحياء المحافظة، لتقتحم بعدها الساحل الأيسر من مدينة الموصل وتبدأ عمليّات تطهير قراه ومناطقه.
يُذكر أنّ «داعش» سيطر على المدينة التاريخيّة خلال هجومه الكاسح منتصف عام 2014. وأعلنت الحكومة العراقية في آذار 2015، قيام التنظيم بـ«تجريف» آثار المدينة بالآليّات الثقيلة، مدمّراً بذلك معالم أثريّة تاريخيّة.
وفي السياق، قال قائد عسكري عراقيّ، مساء السبت، إنّ قوات الجيش تبعد حاليّاً 3 كيلومترات عن الضفة الشرقيّة لنهر «دجلة» الذي يقسم مدينة الموصل إلى جانبين، وذلك ضمن عمليّة استعادتها من تنظيم «داعش» الإرهابيّ.
وفي تصريحات للتلفزيون العراقي، قال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، قائد في جهاز مكافحة الإرهاب تابع للجيش ، إنّ «قوات الفرقة التاسعة من الجيش العراقي لا تبعد سوى 3 كيلومترات عن حافة النهر الشرقيّة، بينما قوّاتنا مكافحة الإرهاب تبعد حاليّاً نحو 5 كيلومترات عن النهر». ولفتَ إلى أنّ «القوات الأمنيّة ستدخل الساحل الأيمن الغربي من المدينة بعد الانتهاء من تحرير أحياء الساحل الأيسر الشرقي ، والبالغة 50 حيّاً».
وأعلنت وزارة الدفاع العراقيّة، عبر بيان، تحرير أكثر من 140 قرية وناحية وقضاء وحيّ ومنطقة بمحيط مدينة الموصل وداخلها، منذ انطلاق العمليّات العسكريّة ضدّ «داعش» في 17 تشرين الأول الماضي.
وفي السياق، قال الناطق باسم «الحشد الشعبي» العراقي أحمد الأسدي، إنّ عدد القوّات التركيّة في العراق في تزايد مستمر.
وفي حديث لفضائيّة «الميادين»، اعتبر الأسدي أنّ الوجود التركي في العراق «يهدف لإعاقة القضاء على داعش».
وخوض عمليّة تحرير تلعفر هي «مسألة وقت»، بحسب الأسدي الذي أكّد أنّ المرحلة الثالثة لتحرير تلعفر «ستنطلق قريباً».
إلى ذلك، أفاد مصدر أمنيّ عراقيّ في محافظة صلاح الدين أول أمس، بأنّ تنظيم «داعش» قصف قرية في قضاء الشرقاط بـ15 قذيفة محمّلة بمادّة «الكلور»، ما أدّى إلى مقتل وإصابة 5 أشخاص.
وبحسب السومريّة، قال المصدر، إنّ «تنظيم «داعش» قصف مساء السبت الماضي، قرية الخانوكة التابعة لقضاء الشرقاط بأكثر من 15 قذيفة هاون، بعض تلك القذائف تحمل مادة الكلور السامّة».
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنّ «القصف أدّى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين آخرين بينهم نساء وأطفال، فضلاً عن إلحاق أضرار مادية».
وفي ذات السياق، قالت الأمم المتحدة إنّ «داعش يخزّن النشادر والكبريت في مناطق مدنيّة، إذ شنّ التنظيم هجمات بمواد سامّة على القيارة الواقعة على بعد 50 كيلومتراً جنوب الموصل في شهري أيلول وتشرين الأول الماضيين، وهو رابع هجوم بأسلحة كيميائيّة للتنظيم استهدف فيه مدنيّين بمواد سامّة».
كما نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريراً الجمعة، 11 تشرين الثاني، وثّقت فيه الهجوم واستخدامَين آخرين لأسلحة كيميائيّة من جانب التنظيم في القيارة، ونقلت عن خبراء قولهم إنّ كبريت الخردل ربما كان المادة الكيميائيّة التي استُخدمت.