«سورية أمّ النور»… مبادرة إلكترونية ثقافية
حاول عدد من الشباب من هواة الأدب والفن في طرطوس إلى جانب دراستهم الأكاديمية إحياء الحياة الفنية والأدبية في محافظتهم من خلال مشاركتهم بمبادرات ثقافية تعكس طموحهم وإرادتهم وتؤكد رسالة السلام والحياة التي يحملونها.
ومن هؤلاء الشباب الطالبة في قسم اللغة العربية ومدرّبة تنموية حائزة على البورد الأميركي في علوم البرمجة اللغوية العصبية أريج حسن حيث عملت على تأسيس مبادرة إلكترونية ثقافية بعنوان «سورية أمّ النور» هدفها تسليط الضوء على ألم أبناء وطنها وأملهم خلال الحرب التي تتعرض لها سورية، لتشكيل مساحة تفاعلية بمشاركة شرائح اجتماعية مختلفة ونشر مواضيع عن الوطن والحبّ والمرأة والطفل.
وأشارت حسن التي كرّمت مؤخراً في مهرجان «يا مال الشام» في دمشق إلى أن تجربتها في كتابة قصائد النثر والقصة القصيرة بدأت في المرحلة الثانوية لتشارك بعدها في المنتديات الجامعية والمراكز الثقافية كما تعمل على نشر كتاباتها في مجلات ومواقع عدة. مبيّنة أنها تقوم حالياً على طباعة مجموعتها الشعرية الأولى.
وأوضحت أنها تحاول من خلال ما تكتب أن تعيد «الحياة رغم الألم الذي يسكن داخلنا في ظل ما يمر به بلدنا»، مؤكدة أن الأدب يساهم في خلق نوع من التغيير لواقع أفضل بأدوات ومساحات إبداعية وتحديداً عند الحديث عن المرأة التي تعتبرها كتلة من الوجدانيات والأفكار. كما تتوجه إلى الطفل باعتباره المؤثر الأكبر في بناء بلاده.
أما الشاب بشار سليمان الذي يحمل ماجستير في أصول التربية فاختار الخوض في مضمار الرسم وفن الخط العربي والغوص في تفاصيل عالم الفن التشكيلي فعمل على تطوير أدواته ليكون على حدّ أدنى من الدراية بأساسيات هذا الفن وتقنياته المتنوعة.
ولفت إلى أنه بدأ في رسم الطبيعة الصامتة والوجوه ثم قام بإنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف عرض رسوماته فكانت متابعة متصفحي المواقع لأعماله والتفاعل معها حافزاً لاستمرار وتطوير تجربته ليدخل عالم التصوير الزيتي بعدة محاولات على أمل الاستمرار والتعمق أكثر في هذا النمط من أنماط الفن التشكيلي.
وشارك سليمان في فعاليات عدّة على المستويين المحلي والخارجي، منها معرض «أناقة روح» الذي أقيم في المركز الثقافي في مدينة صافيتا، وعلى المستوى الخارجي في فعالية اليوم العالمي للخشب في جمهورية نيبال في قسم الفنون الشعبية، وملتقيات فنية في لبنان منها ملتقى طرابلس السنوي الخامس للرسم المباشر والنحت والخط، وكذلك ملتقى الشويفات للرسم والنحت والخطّ.
ويرى سليمان في الفنّ تهذيب للنفس وتعويد للقدرة الإدراكية على رؤية كل شيء بطريقة أجمل مهما كان هذا الشيء قاتماً أو سوداوياً.