من ذاكرة التأسيس 6
يكتبها الياس عشّي
كيفما التفتُ، وأنا أستعدّ اليوم لاستقبال ذكرى التأسيس، أرى أقزاماً ، وبدون خجل، يتآمرون على كلّ سنبلة قمح تلوّحت بشمس سوريةَ لتصير رغيفاً للفقراء، وعلى كلّ حرف لا يعرف الانحناء، وعلى كلّ قامة وقفت في وجوههم وقالت: لا.. لن نكون شهود زور في معركة نعرف تماماً كيف بدأت.. وأين سينتهي بنا المطاف فيما لو تحقّق الحلم اليهودي في سايكس ـ بيكو أخرى.
لن نكون شهود زور.. لا نستطيع أن نكون شهود زور إذا كنّا فعلاً من تلاميذ سعاده. بل لا يحقّ لنا أن نشارك في ذكرى التأسيس إذا لم نكن قادرين على تحمّل تبعات الانتماء، وما رافق الانتماء من قسم.
ونحن قادرون على تحمّل التبعات، شرط أن نكون متحدين وأقوياء ليسير بنا المؤسّس، كما وعدنا، إلى النصر، وشرط أن نسلّم بأنّ ما تعاقدنا عليه يساوي وجودنا، وشرط أن نسلّم بأنّ فلسفة سعاده التي بدأت بسؤال قد دخلت رحاب العلم يوم دخلت ميدان التطبيق.