هاشم: لزيادة المساحات الزراعية ورفع الأسعار وتأمين الضمان الصحي
ميس الجبل ـ رانيا العشي
تعتبر شتلة التبغ تعتبر المورد الأساسي ومصدر الرزق الوحيد لمعيشة نسبة كبيرة من العائلات الجنوبية ولطالما كانت عامل صمود وتحدٍّ ومقاومة ضدّ الاحتلال «الإسرائيلي» واستفزازاته وتعدياته، خصوصاً في قرى وبلدات جبل عامل.
وتُعتبر زراعة التبغ التي يعمل فيها كلّ أفراد العائلة كباراً وصغاراً من الزراعات الشاقة والمتعبة جداً التي تتطلب عناية خاصة ومتابعة طوال أشهر السنة «من الفجر إلى النجر» حتى جني المحصول، ناهيك عن العوامل المناخية الذي التي تؤثر كثيراً على الإنتاج، بحيث لا يكاد يفي بالمطلوب وتغطية المصاريف من دون احتساب أجرة أفراد العائلة.
ويستفيد من هذه الزارعة حوالى 16500 عائلة في الجنوب، ويبلغ مجموع الإنتاج السنوي حوالى خمسة ملايين كيلوغرام، ويباع الكيلو الواحد للدولة عبر إدارة حصر التبغ والتنباك «الريجي» بسعر وسطي قدره 14000 ليرة لبنانية، أي أنه مدعوم بأربعة آلاف ليرة.
في مثل هذه الأيام من كلّ عام يتم تسلُّم محاصيل من المزارعين، في المراكز التالية في بلدات ميس الجبل ورميش وعيتا الشعب، حيث تأتي لجنة مختصة من قبل إدارة حصر التبغ والتنباك «الريجي» من أجل التدقيق في نوعية وجودة التبغ المُسلَّم من قبل خبير يحدّد النوعية، وعلى أساسها يتم احتساب قيمة إنتاج المزارع. ويزن الطرد البالة عادة حوالى 20 كيلوغراماً ، ويكون بحالة توضيب جيدة، وعلى المزارع أن يضع في الحسبان أنّ إنتاجه يمر بتحديد مواصفات معينة لمعرفة الصنف، إن كان من النوع الجيد أو الوسط أو المتدني أوعديم النفع.
وفي هذا الإطار، باشرت «إدارة حصر التبغ والتنباك ـ الريجي»، شراء محاصيل وبالات التبغ من المزارعين الجنوبيين في مركز ميس الجبل ـ قضاء مرجعيون، بإشراف لجنة مختصّة لتقييم الإنتاج وتحديد سعر الكيلو الواحد بحسب جودته ونوعيته.
هاشم: لدعم مطالب المزارعين
وجال عضو كتلة التحرير والتنمية النائب قاسم هاشم على المركز، ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه برّي، للاطلاع على عملية تسليم المحصول والأسعار المعتمدة واستمع إلى شكاوى المزارعين ومطالبهم، وشارك في هذه الجولة رئيس نقابة مزارعي التبغ والتنباك ونائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه، رئيس بلدية ميس الجبل عبد المنعم شقير، ورئيس التعاونية الزراعية في البلدة عباس زهرالدين، وعدد من موظفي إدارة التبغ وحشد من المزارعين.
ودعا هاشم «العهد الجديد ورئيس الحكومة المكلف إلى دعم مزارعي المنطقة الجنوبية»، ناقلاً تحيات الرئيس نبيه بري إلى جميع سكان المنطقة والمزارعين. وأكد «أنّ شتلة التبغ هي العامل الأساسي للصمود في هذه الأرض، لهذا السبب كان هناك اهتمام خاص من دولة الرئيس نبيه بري عبر كلّ الحكومات وكل البيانات الوزارية والمناقشات، بأن تبقى هذه الشتلة عاملاً أساسياً لبقاء الأهالي ومحط اهتمام كلّ الحكومات، لهذا نؤكد اليوم ضرورة تحقيق كامل مطالب المزارعين، كما أنّ نقابة عمال ومزارعي التبغ في لبنان تتابع هذه المطالب باهتمام مع كلّ المعنيين ومع البلديات والتعاونيات والجمعيات الزراعية في كلّ المناطق الحدودية».
وطالب هاشم «بإعداد سياسة زراعية شاملة لكلّ المناطق اللبنانية وأن تبقي الحكومة على اهتمامها بزراعة التبغ لأنها تدعم الخزينة اللبنانية فشركة الريجي هي من أهم المؤسسات الوطنية المنتجة والمربحة في هذه الدولة».
كما طالب «بتوفير الضمان الصحي للمزارعين وتأمين كلّ عوامل الصمود والبقاء لهم لكي يعيشوا بسلام وأمان وراحة بال، لأننا نعتبر أنّ بقاء المزارع في أرضه بمثابة دعم للحكومة اللبنانية».
شقير: شتلة الصمود
وشكر رئيس البلدية عبد المنعم شقير، بدوره، الرئيس نبيه بري على رعايته واهتمامه بشتلة التبغ وبمزارعي المنطقة. وقال: «لرئيس بري حريص دائماً على مصلحة الأهالي والمزارعين الذين يقدمون على مدار العام دمهم وليس عرقهم فقط من أجل المحافظة على هذه الشتلة لأنها مصدر رزقهم وتساعدهم على الصمود والبقاء في أرضهم، وفي المقابل يحاول العدو الإسرائيلي تهجير أبناء المنطقة من أرضهم، لكنّ صمود المزارع وتعلقه بأرضه يجعلان العدو يحتار في أمره».
فقيه: قارب النجاة للجنوبيين
وشدّد رئيس نقابة مزارعي التبغ والتنباك حسن فقيه، من جهته، على ضرورة مساعدة المزارعين ولا سيما في القرى الحدودية وقال: «تقوم النقابة وبشكل دائم بجولة على مراكز تسليم التبغ مع سعادة النائب قاسم هاشم الذي يولي اهتماماً خاصاً لهذه المنطقة، ونحن اليوم موجودون مع أهلنا وإخواننا والخبراء وموظفي الريجي لاستلام محصول التبغ عن العام الماضي، ونحن هنا لنؤكد أنّ شتلة التبغ هي قارب النجاة للجنوبيين ولأهلنا في كلّ المناطق اللبنانية، وخاصة في الظروف الصعبة، وفي الجنوب عندما اشتدت أزمة العدوان حيث شكلت وحدها العمود الفقري كمصدر دخل للجنوبيين ودعمت بقاءهم في أرضهم وكانت أحد أهم عناوين المقاومة».
شكاوى المزارعين
ولفت المزارعون إلى أنّ التبغ الجنوبي يُعتبر من أجود انواع التبغ، وطالبوا بإنصافهم والعمل على تأمين مطالبهم التي تتمثل بالضمان الصحي ورفع الأسعار لتتلاءم مع الوضع الاقتصادي الذي يثقل كاهل المواطنين ليتمكنوا من العيش في بحبوحة والصمود في أرضهم».
وقال المزارع أبو علي، إنّ ما يجنيه من إنتاج هذه الزراعة هو حوالى 4 ملايين ليرة، وهذا المبلغ لا يكفي لإعالة عائلة كبيرة، لا سيما أنّ شتلة التبغ تأخذ كلّ وقته وتتطلب اهتماماً على مدار السنة، لافتاً إلى أنّ مدخوله من زراعة التبغ لا يكفي لتأمين مصاريف الطبابة والاستشفاء والمدارس وغيرها من المستلزمات، أضف إلى ذلك تكاليف الفلاحة وإيجار الرخصة ناهيك عن المأكل والمشرب. وناشد الجهات المختصة «العمل على رفع الأسعار ومساعدة المزارعين للعيش بكرامة».
وقال المزارع أبو موسى: «إنّ المصاريف ترتفع وتزداد من سنة إلى أخرى، فزراعة شتلة التبغ تحتاج إلى حراثة وإلى الأسمدة التي ترتفع أسعارها باستمرار، فكلّ العائلة تعمل في هذه الزراعة من أجل تأمين رزقها ومعيشتها، داعياً الدولة إلى «تأمين رخص إضافية للمزارعين».
أما العاملة السورية نجمة فقالت: «نحن نأتي كل عام إلى هنا من أجل قطف وريقات الدخان الخضراء التي تنضج في شهر تموز، حيث نستيقظ قبل شروق الشمس لإتمام عملية القطف حتى الساعة السابعة صباحاً، ونعود إلى حيث نعمل من أجل شك الورق، ثم نجمعه ونضعه في الخارج ليتم تجفيفه ولاحقاً توضيبه في الخيش. نحن العمال نتعب كثيراً وكثيراً ما تنغرز إبرة المشكاك في أصابعنا، كما أنّ رائحة التبغ تملأ المكان وتصبح أيدينا سوداء جراء الشك. ولولا الحاجة لما اتينا إلى لبنان لنعمل في هذا القطاع المتعب».