التحالف السعودي يخذل هادي ويوافق على وقف الحرب
أعلن «أنصار الله» الحوثيون في اليمن، إثر تصريحات وزير الخارجية الاميركي جون كيري، حول الاتفاق مع السعودية بشأن وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية، إنهم مستعدون لوقف القتال والانضمام لحكومة وحدة وطنية، كما أكدوا أن السعودية وافقت على مبدأ وقف الحرب، في ما يبدو خذلانا سعوديا للرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي. إذ أكدت الخارجية العمانية الاتفاق مع الحوثيين ومؤيدي علي عبد الله صالح، على وقف القتال بدءا من اليوم.
وقال محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي لـ «أنصار الله»: إن موقفنا كان ولا يزال، مع وقف الحرب وتشكيل حكومة وحدة وطنية تستوعب جميع المكونات السياسية. وبالتالي، لا جديد في موقفنا.
أضاف: الجديد هو في موقف السعودية، التي وافقت على مبدأ وقف الحرب، على أساس أنها أحد أطراف الصراع. لكن لم يصدر أي تأكيد رسمي من الرياض.
وكان كيري صرح الثلاثاء، خلال رحلته، التي قد تكون الأخيرة للخليج، قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي، باراك أوباما في كانون الثاني، أن «اجتماع مسؤولي جماعة الحوثي والتحالف الذي تقوده السعودية، انتهى بالاتفاق على وقف إطلاق النار اعتبارا من الخميس» اليوم .
وسارعت حكومة الرئيس المستقيل عبد ربه هادي، إلى رفض تلك التصريحات والشكوى من التجاهل. وكانت نسخ من خطة سلام وضعتها الأمم المتحدة في تشرين الأول الماضي، اقترحت تهميش دور هادي في أي حكومة في المستقبل.
وقال وزير خارجية حكومة هادي، عبد الملك المخلافي، إن «كيري لم ينسق مع الحكومة بشأن ما أعلنه عن وقف إطلاق النار. وإن الحكومة غير مهتمة بالخطة».
وكتب المخلافي في حسابه على «تويتر»: «ما صرح به الوزير كيري لا تعلم عنه الحكومة اليمنية ولا يعنيها ويمثل رغبة في إفشال مساعي السلام بمحاولة الوصول لاتفاق مع الحوثيين بعيدا عن الحكومة».
من جهة ثانية، أعلن مصدر يمني محلي لوكالة « سبوتنيك « عن سقوط أكثر من 25 قتيلا وجريحا، حصيلة أولية لغارات طيران التحالف الذي تقوده السعودية على مدينة يريم، التابعة لمحافظة إب وسط اليمن.
وأشار المصدر، إلى أن الغارات استهدفت محطة القطامي النفطية في مدينة يريم، ما أدى إلى احتراق المحطة وعدد من ناقلات النفط والغاز والسيارات التي كانت متوقفة عندها، بينها ناقلة تحمل أطنانا من القمح. وأن عشرات الجثث متفحمة، بينما لا يزال الطيران محلقا ولم يتم إسعاف بعض الجرحى خشية معاودة الطيران شن غاراته. كما استهدفت الغارات المدخل الشمالي للمدينة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، بينهم أصحاب محلات تجارية.
بدورها، أكدت الخارجية العمانية الاتفاق مع الحوثيين وأتباع صالح على وقف القتال بدءا من اليوم. وهو ما رآه بعضٌ إشارة إلى أن التحالف قد يكون في طريقه لخذلان الرئيس المستقيل هادي.
وأوضح مصدر مسؤول في الخارجية العمانية أنه «في ضوء الزيارة، التي قام بها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري ولقائه السلطان قابوس والجهود التي بذلها الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبد الله مع وفد صنعاء، تم الاتفاق على الالتزام ببنود 10 نيسان 2016 الخاص بوقف الأعمال القتالية اعتبارا من 17 الحالي».
ومع ذلك، شدد رئيس وزراء حكومة هادي، أحمد عبيد بن دغر، على موقف حكومته الرافض لخطة السلام. وقال إنها مع السلام الذي يمر عبر المرجعيات المعترف بها دولياً والمرتكزة على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216. وأكد أن من يريد أن يصنع سلاماً في اليمن خارج هذه المرجعيات فهو واهم.
وفِي مواجهة هذا الموقف الحكومي، أكد القيادي في «أنصار الله»، محمد البخيتي، أن الحركة كانت في صميم المفاوضات، التي أدت إلى إعلان وزير الخارجية الأميركي عن اتفاق وقف إطلاق النار، مُرجعا الفضل في ذلك إلى الدور الذي لعبته سلطنة عمان في هذا الجانب.
وبشأن نفي الرئيس عبد ربه منصور هادي، معرفته بهذا الاتفاق، قال البخيتي، إنه لا مشكلة في أن يكون هادي ومن معه آخر من يعلم باتفاق وقف الحرب، لأنه كان آخر من علم ببداياتها باعترافه هو. وأشار إلى أن سلطنة عمان لعبت دورا إيجابيا في وقف الحرب وحل الأزمة اليمنية. ولذا، ليس مستغربا أن تلعب هذا الدور أو أن تثمر جهودها باتجاه الحل.
وفي موقف يزيد من عزلة الرئيس هادي وحكومته، رحب حزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يرأسه الرئيس السابق، علي عبد الله صالح بالاتفاق، وأكد أنه مع السلام العادل والشامل والكامل وبما يحفظ وحدة وسيادة واستقلال الوطن والثوابت الوطنية.