فرنسا تخلصت من القذافي لدفن فضائح ساركوزي
لقي ستة مسلحين كانوا يرافقون قياديا في تنظيم «القاعدة»، أمس، مصرعهم، في غارة جوية استهدفت ثلاثة منازل في منطقة سبها الليبية، بينهم القيادي في التنظيم في بلاد المغرب، ابو طلحة الليبي. وجرح 14 شخصا في انفجار سيارة شرق بنغازي، فيما قال ناشط حقوقي ليبي، إن فرنسا سارعت إلى التخلص من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي لدفن فضيحة تلقي الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، تمويلا منه لحملته الانتخابية، قدره خمسة ملايين يورو، عام 2007.
وذكرت مصادر إعلامية ليبية أن القيادي الذي استهدفته الغارة، التي وقعت فجر أمس، هو عبد الرحمن بلحاج حسناوي، المعروف بأبي طلحة الليبي، وهو أحد قادة تنظيم «القاعدة» المعروفين، ويعتقد أنه كان بصحبة ستة مقاتلين أجانب.
وتضاربت الأنباء بشأن الجهة التي شنت الغارة، لكن وكالة الأنباء الليبية «لانا» نسبتها إلى الجيش الأميركي. ولم تؤكد الولايات المتحدة أو حكومة الوفاق، هذه المعلومات.
وتأتي الغارة بعد يومين من كشف صحيفة «واشنطن بوست» عن مخطط أميركي لتعقب مقاتلين من «داعش»، فروا من معارك مدينة سرت. كما سبق أن نفذت واشنطن غارات ضد مقاتلين في ليبيا، بواسطة طائرات من دون طيار.
وفي بنغازي شرق ليبيا، أصيب 14 شخصا في انفجار سيارة مفخخة في سوق للخضار بمنطقة «بو دزيرة»، على الطريق الساحلية المؤدية لمدخل المدينة.
ووقع الانفجار بعد إعلان ما يعرف بـ «مكتب الجيش الليبي» السيطرة على مواقع جديدة في محور غرب بنغازي. وتعهد المكتب باستكمال تحرير المناطق التي يسيطر عليها المسلحون.
وتحدث «مكتب الجيش الليبي» عن مؤامرات لإفشال مساعيه ووضع عراقيل أمام تقدم الجيش باتجاه السيطرة على المناطق الليبية كافة.
وتضاربت الأنباء حول الانفجار، ففيما عزاه نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى انفجار سيارة ملغومة، نقلت وكالة الأنباء الليبية عن مسؤول الإعلام بقسم البحث الجنائي، وليد العرفي، قوله «بناء على التقرير المبدئي لوحدة المفرقعات التابعة لمديرية أمن بنغازي، فإن الانفجار وقع بسبب وقوع قذيفة هاون على مركبة آلية». ونقلت الوكالة عن مدير المكتب الإعلامي لمستشفى الجلاء للجراحة والحوادث، أن «الجرحى ما زالوا يتلقون الإسعافات داخل قسم الملاحظة، وأن جروحهم ليست بليغة».
في سياق آخر، قال رئيس المرصد الليبي لحقوق الإنسان ناصر الهواري، إن الحكومة الليبية كانت قد أعلنت في بداية الثورة، عن تلقي الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي تمويلا من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي لحملته الانتخابية، قدره خمسة ملايين يورو، عام 2007، على ثلاث دفعات، عن طريق وسيط لبناني.
أضاف الهواري، إن ساركوزي كان أول المبادرين لقصف ليبيا، يوم 19 آذار عام 2011، عندما تم فرض حظر جوي على ليبيا بزعم حماية المدنيين، فتم قصف معسكرات الجيش الليبي ومخازن الأسلحة والذخيرة وحتى الجنود المشاة، فربما كانت فرنسا تريد التغطية على هذا الملف، فكانت لها اليد الطولى في القصف.
وتابع: «أثير كثير من اللغط حول مقتل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، فقيل إنه كان هناك عميل فرنسي موجود معه. وقيل إن المخابرات الفرنسية والأميركية لعبتا دورا كبيرا في قتله، فتم تحديد مكانه عن طريق تتبع مكالمة كان يجريها القذافي مع أحد الأشخاص في سورية وتم قصف «الرتل» الذي كان يسير فيه من مدينة سرت يوم 20 تشرين الأول عام 2010».
وأردف: «تم أسر الرئيس الراحل معمر القذافي على أيدي الثوار وقتل بطريقة غير آدمية». وطالب الهواري بمحاسبة ساركوزي على الأموال وكذلك، لمسئوليته عن تدمير ليبيا وعن مقتل القذافي ومن معه، بطريقة وحشية ومن دون محاكمة ودون مراعاة حقوق الإنسان التي يتشدق بها الغرب.
وكان رجل أعمال لبناني – فرنسي، يدعى زياد تقي الدين، قد أعلن أنه سلم ثلاث حقائب مملوءة بأوراق نقدية من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي إلى الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ومساعدا كبيرا له، كمساهمة في تمويل حملته الانتخابية الناجحة في 2007.
وكشف تقي الدين أنه نقل خمسة ملايين يورو في تمويل غير مشروع من عبدالله السنوسي، رئيس جهاز مخابرات القذافي السابق إلى ساركوزي ومدير حملته كلود جيان. وأشار إلى أنه سلم القضاة في فرنسا، شهادة خطية، في 12 تشرين الثاني، يذكر فيها تفاصيل نقل الأموال النقدية، بين عامي 2006 و2007، ولقاءاته مع جيان وساركوزي.