غارات كثيفة لطيران العدوان تسبق وقف إطلاق النار
دخلت هدنة جديدة حيز التنفيذ في اليمن، اعتبارا من يوم أمس، رغم تصريحات سابقة لحكومة الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي، حول رفضها الالتزام بوقف إطلاق النار. وأكدت مصادر يمنية أن وقف العمليات العسكرية سيكون قد بدأ منتصف هذه الليلة، بتوقيت صنعاء.
ويلتزم الحوثيون و«التحالف السعودي» بوقف إطلاق النار في اليمن في إطار اتفاق هدنة، أعلن عنها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الثلاثاء الماضي. بينما أعلنت حكومة هادي رفضها لهذا الاتفاق، لكنها، كما يبدو، استجابت لضغوط السعودية ووافقت على الهدنة. حيث جدد الرئيس المستقيل هادي، أمس، موقف حكومته « الواضح والصريح في التمسك بالسلام، الذي يضع حدا للصراع وتأسيس مستقبل آمن بعيد عن ترحيل الأزمات».
وأكد هادي، خلال اجتماع لهيئة مستشاريه، بحضور نائبه الفريق الركن علي محسن صالح «أن السلام الحق الذي يمكن له أن يحقن دماء اليمنيين، ينطلق من تطبيق مرجعيات السلام المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار2216».
وقلل المتحدث باسم «أنصار الله» محمد عبد السلام، من قوة الاتفاق الذي تم برعاية عمانية. وقال إن مبادئ اتفاق مسقط «عامة وليست تفصيلية». وإن «التفاصيل ستوضع للنقاش، الذي يُفترض أن يبدأ خلال مشاورات السلام أواخر تشرين الثاني الحالي» مشددًا على ضرورة أن «يكون النقاش واضحًا في فترة زمنية محددة، تنتهي بإيجاد حل سياسي».
وعن أسباب التفاوض مع الولايات المتحدة عبر سلطنة عمان وليس مع السعودية، أو الجانب الحكومي، قال إن الأميركي هو الذي يتحمل المسؤولية التاريخية والأخلاقية بعدوانه على اليمن، بغض النظر لماذا يريد أن يوقف هذه الحرب. مضيفا: إنهم يدركون أن الجانب الأميركي هو من يقود هذه الحرب وهو من يمثل السعودية والإمارات ومن يدور في فلكهما موضحا أنهم عندما جلسوا مع الأميركيين فإنهم جلسوا بوجود الوسيط العماني كضامن ومراقب. وسأل: «هل نجلس مع أدوات لا يعلمون ولا يعرفون ماذا يدور ولا بيدهم شيء! لم يعرفوا عن إعلان الحرب على اليمن، ولا يعرفون ما هي التفاصيل، وليس لديهم أي دور لا عسكرياً ولا سياسياً، هذه مضيعة للوقت».
من جهتها، أعلنت جماعة هادي، أن مساعد وزير الخارجية الأميركي، تيم ليندر كينغ، قدم «رسالة اعتذار» من جون كيري للرئيس عبد ربه منصور هادي، بشأن تصريحات كيري الأخيرة حول عملية السلام في اليمن. وأوضحت وسائل إعلام يمنية، نقلا عن الرئاسة، أن تسليم الرسالة جاء خلال استقبال الرئيس هادي، أمس، تيم ليندر كينغ وكذلك السفير الأميركي لدى اليمن، ماثيو تولر، في الرياض. وإن المسؤول الأميركي قال: «لا يمكن للسلام أن يتحقق إلا بمشاركة قيادة اليمن الشرعية باعتبارها أساس السلام وداعية دائمة له خلال محطات السلام والمفاوضات المختلفة».
ميدانيا، شهد نهار أمس تصعيدا واسعا للعمليات العسكرية، خصوصا غارات طيران التحالف، الذي أوقع أكثر من 40 شهيدا وجريحا إثر قصف قوى العدوان منطقة سوفتيل في تعز، فجر أمس. وتأتي الهدنة بعد أن سقط ما لا يقل عن 51 قتيلا في معارك بين قوات هادي والحوثيين يوم أمس الأول.
ونقلت وكالة «سبأ» اليمنية عن مصدر عسكري قوله، إن طيران العدوان السعودي الأميركي شن أمس ثلاث غارات على مديرية المتون بمحافظة الجوف، غارتان على منطقة حام وغارة على منطقة الباطنة. وأشار المصدر إلى أن مؤيدي العدوان قصفوا بشكل مكثف بالمدفعية والصواريخ منازل ومزارع المواطنين بالمديرية. وأكد المصدر العسكري أن طيران العدوان كثف غاراته منذ الساعات الأولى من فجر أمس، مستخدما أسلحة محرمة دوليا. مما أدى إلى استشهاد طفلة وجرح مواطن جراء غارة شنها طيران العدوان على منزل بمديرية كتاف، كما أصيب طفلان ومواطن في إنفجار قنبلة عنقودية في منطقة آل السميك بمديرية رازح بمحافظة صعدة.
وواصل طيران العدوان شن غاراته على محافظة صعدة مستخدما أسلحة محرمة دولية، حيث ألقى أربع قنابل عنقودية على منطقتي الحصامة والضيعة بمديرية شدا، كما شن أربع غارات على مديرية شدا واستهدف بخمس غارات مديرية الظاهر. وشن ثلاث غارات على بير السلامي ومعسكر البقع، واستهدف بغارة منطقة آل قراد بمديرية باقم. وفي محافظة صنعاء إستشهد مواطن وأصيب آخرون في غارات شنها طيران العدوان على مديرية بني حشيش ، منها ست غارات على منطقة القتب بمديرية نهم بعضها بقنابل عنقودية. وثلاث غارات على جبل ذباب بمديرية بني حشيش. كما شن طيران العدوان ثمان غارات على مديرية صرواح وغارتين على سلسلة جبال الأشقري. واستهدف بغارتين منطقة المخدرة بمحافظة مأرب، كما شن غارة على مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء. واستهدف بأربع غارات منطقة صبرين. وشن غارتين على منطقة حام الأسفل بمديرية المتون. وفي محافظة حجة شن طيران العدوان غارتين على جسر شعب الدوش، بمنطقة بني حسن بمديرية عبس، واستهدف بغارتين مزرعة أحد المواطنين بمديرية حيران. كما شن غارتين على سوق الشقيراء بمديرية الوازعية، بمحافظة تعز. وشن غارتين على معسكر الدفاع الساحلي بالحديدة. وغارة على منطقة الجاح الأسفل بالقرب من الساحل بمديرية بيت الفقيه بالحديدة. وفي قطاع جيزان شن طيران العدوان غارة على موقع الدحرة، وغارة على موقع العمود. واستهدف بأربع غارات مديرية شدا، وبخمس غارات مديرية الظاهر منها ثلاث غارات على منطقة الملاحيط. وثلاث غارات على بير السلامي ومعسكر البقع، فيما استهدف بغارة منطقة آل قراد بمديرية باقم.