فارس: المعرض يترجم أهدافنا وتوجهاتنا لتحقيق التنمية الريفية المستدامة
اعتدال صادق شومان
جرياً على عادته كلّ عام على مدى ما يقارب العشر سنوات، وفي إطار برنامجه الهادف إلى دعم التنمية الريفية المستدامة ودور المرأة في الريف، افتتح تجمع النهضة النسائي معرضه السنوي للمونة في قصر الأونيسكو وكان عنوانه هذا العام «شغل البيت لست البيت».
حضر حفل افتتاح المعرض رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق محمود عبد الخالق، ناموس مجلس العمد نزيه روحانا، عميد العمل بطرس سعاده، عضو المجلس الأعلى توفيق مهنا، عضو الكتلة القومية النائب د. مروان فارس، رئيسة جمعية «نور» مارلين حردان، رئيسة المجلس النسائي السيدة إقبال دوغان، رئيسة جمعية البيت الجنوبي أمينة بري فواز، سفيرة نشاطات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الدكتورة سلوى غدار يونس، وحشد من السيدات من التجمعات النسائية والاجتماعية، إضافة إلى عضوات الهيئة الإدارية في تجمع النهضة النسائي والمتطوعات من الفروع كافة.
بداية، تحدثت رئيسة تجمع النهضة النسائي منى فارس عن هدف إقامة المعرض سنوياً، فقالت: «سنة بعد سنة ينمو معرض تجمع النهضة النسائي للمونة ويتطور. «شغل البيت لست البيت» هذا العنوان يترجم العلاقة المباشرة بين من يصنع ومن يستهلك وهذا ما يميّز المونة البيتية عن المواد الغذائية الجاهزة التي نشتريها من المخازن أو التي تُصنع في المصانع. إنه النفَس واليد التي صنعت بمحبة، كما أنّ المعرض يترجم توجهات التجمع في مجال التنمية الريفية وتوثيق العلاقة بين السيدات اللواتي تصنعن هذه المواد التموينية والسيدات المستهلكات وتطويرها».
وأضافت فارس: «كعادتنا نعمل على تحويل مهارات النساء المنزلية في تحضير المونة إلى نشاط منتج يمكن المرأة اقتصادياً. فالمونة المنزلية من تراث الريف اللبناني، وهذه المونة ذات جودة ومواصفات صحية وغذائية عالية. وفي هذا الإطار، يعمل التجمع، عبر هيئته المركزية، بجهد لكي يؤمّن تصريف هذه المنتجات في معرضه السنوي».
وأشارت إلى أنّ المعرض يتميّز هذا العام بمشاركات جديدات في مجال المنتوجات المنزلية اليدوية، إلى جانب المشاركات في كلّ سنة، «مع حرص التجمع على المحافظة على الجودة العالية للمنتوجات».
في النهاية توجهت فارس بالشكر «لكلّ الصديقات والأصدقاء الأوفياء وهم على موعد دائم ومتجدّد معنا»، مثمّنة «الدور الكبير لسيدات الهيئة الإدارية للتجمع اللواتي واكبن منذ أشهر هذا النشاط المهمّ…
جولة في المعرض
بعد الافتتاح كانت لـ«البناء» جولة في المعرض الذي شكل واحة متنوّعة من المنتوجات التي تزيّن السفرة اللبنانية التراثية، فحضر الكشك، والقاورما، ومكدوس الباذنجان، ودبس الرمان، والزعتر، والزيتون، وزيت الزيتون، ومربيات الفاكهة على أنواعها، إلى جانب الأعمال اليدوية الفنية ومطرزات الصنارة التي تشتهر بغزلها سيدات الجبل، ليعبق المكان برائحة ودأب ومثابرة وتفاني سيدات جهدن في العمل التطوعي في سبيل الخدمة العامة بهدف تنمية المجتمع وإبراز الدور الحقيقي لدور المرأة الفعّال في بيئتها العائلية والاجتماعية.
وخلال جولتنا التقينا المشتركة الدائمة في المعرض السيدة فاطمة بدر الدين التي أكدت مواظبتها على المشاركة بمونتها المنزلية في معرض التجمع منذ حوالى الخمس سنوات، الأمر الذي أعانها في التغلب على الظروف الصعبة للحياة من دون مغادرتها المنزل، ما سمح لها برعاية عائلتها ودعمها اقتصادياً.
كما التقينا السيدة ريما عيد التي تشارك للمرة الأولى إلى جانب زوجها في المعرض بمونة منزلية يعدانها سوياً، وهما يأملان تصريف منتوجاتهما من مربيات وحلويات ومونة شتوية، على أمل توسيعها وتكوين مؤسسة إنتاجية صغيرة تكفل حياتهم في سنّ التقاعد.
وفي مشهد أروع ما يكون في مدلولاته وأبعاده الإنسانية، استوقفتنا مبادرة لافتة تستحق التقدير والاحترام من الأسيرة المحرّرة رويدا نحلة التي تكفلت بإدارة طاولة مبيعات للمنتوجات الزراعية تخصّ الأسيرة المحرّرة ليلى ضاهر التي تعذّرت عليها المشاركة في المعرض، في أداء تكافلي ليس بعيداً عن توجهات ونهج تجمع النهضة النسائي في خلق وتحصين البيئة الداعمة للمقاومة الشعبية بالتكافل بالعمل والموقف والإرادة.