الدكتور في علم البحار الرفيق إيلي موصللي
كان الرفيق انطون موصللي يزورني كلما زار لبنان بعد ان كان غادره منذ اوائل السبعينات الى المانيا مستقراً في مدينة «فرانكفورت» مدير لمكتب شركة طيران اميركية للشحن في مطار المدينة.
قبل مغادرته، كان عمل الرفيق أنطون في الصحافة، واكثرها في «صدى لبنان» لصاحبها الأمين محمد بعلبكي.
مضت سنوات وانتمى شقيقه ايلي في الجامعة الاميركية. اذكره جيداً ينقل في سيارته الصغيرة كوبر رفقاء ومواطنين الى منطقة مرجعيون لانتخاب الرفيق المحامي نور الدين نور الدين.
لا شك انه امضى يومه في الانتقال بين بيروت ومرجعيون، فسيارته لا تتسع لاكثر من ثلاثة السائق رابعهم وعدد الراغبين في الانتقال الى مرجعيون غير قليل.
ومضت سنوات. حضر الرفيق ايلي بعد ان كان حصل على شهادة دكتوراة في علم البحار. اتصل بالوزارات المعنيّة. اعاد اتصالاته. سلّم شهاداته. اوضح مرة اولى وثانية وعاشرة انّ تلك الشهادة غير متوفرة لأحد في لبنان. انتهت اتصالاته بتلقي نصيحة المعنيين له، ان يفتتح مسمكة في منطقة الاوزاعي.
لم يأخذ بالنصيحة وعاد خائباً، شاتماً، لاعناً. فأستاذاً في جامعة هاملتون المجاورة لمدينة تورنتو، حيث يحتلّ الامين د. عاطف قبرصي مركزاً مرموقاً.
في السنوات الأخيرة لم يزر الرفيق طوني موصلي لبنان. سألت عنه، فلم أحصل على جواب، وبدوره توقف الرفيق د. ايلي عن زيارة الوطن.
سألت في المصيطبة من يمكنه ان يفيدني عنهما، فلم أحصل على جواب الى ان التقيت مختار المصيطبة الصديق جان مطران في المأتم الحاشد للمواطن هاني والده الأمين عبد المسيح طرزي ، بلهفة سألته ايّ جديد لديه عن الرفيقين انطون وايلي موصللي.
وجاءني الجواب صدمة في أعماقي. لقد رحل الرفيق د. ايلي منذ نيّف وسنتين.
كيف لم نعلم بذلك؟
ليس في المصيطبة من بقي من أهله ليهتمّ بإقامة قداس وجناز عن راحة نفسه. شقيقه انطون في المانيا، وعيسى في السعودية.
لعلّني في كلمتي هذه أحفظ لتاريخ الحزب في المصيطبة اسم الرفيقين انطون موصللي، وكان ناشطاً في لبنان، ومتابعاً في المانيا ودائم الاتصال بي اذ يصل لبنان، وايلي موصللي الحائز على شهادة دكتوراة في علم البحار، و«صاحب المسمكة في منطقة الاوزاعي»، لو اقتنع بالبقاء في ارض الجدود.
لعلّ الرفيق انطون موصللي تصله كلمتي هذه، فيتصل. لعلّ احداً من الرفقاء الذين تابعوا دراستهم في السبعينات في الجامعة الاميركية وعرفوا الرفيق ايلي، يكتبون عنه ما يغني هذه الكلمة.