التيار الوطني الحرّ: لمراعاة الأحجام والتمثيل

أكد التيار الوطني الحر أن لا للخلاف مع «حزب الله» من أجل قوة لبنان ولا للخلاف مع تيار «المستقبل» من أجل الشراكة في لبنان، ولا للخلاف مع «القوات» من أجل قوة المجتمع المسيحي في الشرق.

وخلال مواقف عدد من المسؤولين في «التيار» أكدوا أن «لا فيتوات على أحد في الحكومة العتيدة التي يجب أن تراعي الأحجام والتمثيل».

بو صعب

و في السياق، أكد وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال الياس بو صعب أن «العبرة اليوم وعشية الاستقلال هي أن لبنان لم يكن يوماً قوياً إلا حين كان أبناؤه متضامنين، وملتفين حول مؤسساتهم الدستورية، ورئيس بلادهم، وذلك منذ عهد الانتداب الى وقتنا الحاضر»، لافتاً الى أن «الاستقلال انتزع بالكلمة الواحدة والموقف الواحد والنضال الواحد، وكذلك كل الإنجازات التي تحققت في بنيان الدولة، كانت في أوقات التوافق وإعلاء المصالح الوطنية على مصالح الافراد والطوائف والخارج».

وخلال إلقائه كلمة رئيس الجمهورية، في احتفال أقامه حزب الوطنيين الأحرار قال بو صعب: «علينا اقتناص الفرصة الإيجابية التي شكّلها انتخاب رئيس الجمهورية عبر تلاقٍ غير مسبوق لمكوّنات سياسية مختلفة للعمل معاً كمسؤولين سياسيين وحزبيين ودينيين واجتماعيين واقتصاديين لإعادة عجلة المؤسسات الى الدوران وإبعاد معالم اليأس المتمادي في النفوس».

باسيل

وأكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل خلال عشاء هيئة قضاء جزين في «التيار» أن «لا للخلاف مع حزب الله من أجل قوة لبنان ولا للخلاف مع تيار المستقبل من أجل الشراكة في لبنان، ولا للخلاف مع القوات اللبنانية من أجل قوة المجتمع المسيحي في الشرق».

وقال باسيل: «نحن كتيار وطني حرّ أخذنا خياراً نهائياً بأن نسعى للقيام بكل ما يلزم من أجل الحفاظ على التفاهمات الثلاثة مع حزب الله والقوات اللبنانية وتيار المستقبل، يجب أن نعرف أننا اليوم معنيون بتسهيل كل ما هو لخير البلد، ونحن لم نضع فيتوات على أحد لا بالاسم ولا بالحقيبة ولا بمجلس نيابي ولا برئاسة الجمهورية ولا بالبلد، نحن لدينا ما يكفي من القوة ومن المحبة لهذا البلد، ولبعضنا البعض ولكل شركائنا لنعطي، ولكن زمن أن نستعطي انتهى، انتهى عام 2005 وليس اليوم، وأنتم تعرفون معنى وطعم الحرية والكرامة يا أهل الحرية والكرامة».

وتوجّه إلى أهل جزين قائلاً: «أنتم دفعتم ثمن مسيرة النضال من الحرمان والإهمال الذي طال جزين، فلم تشهد إنماء وكانت حصتها من الإنماء في أول حكومة شاركنا فيها 0,01 في المئة، ومع عودة القرار لأهلها نالت جزءاً أكبر من حقها واليوم علينا أن نعمل جميعاً لتأخذ جزين حقها بالكامل في الإنماء وليس فقط في السياسة».

ولفت باسيل الى أن «صحة التيار الوطني الحر وقوته بتنوّعه فنمثل لبنان ومجتمعنا خير تمثيل، ونحن بحاجة الى كل واحد منا. وهذه هي قوة المجموعة في التيار لننتهي من الفردية والأفراد الذين يصنعون سياسات ضيقة، لنصنع سياسة للبنان على حجم التيارات، لتكون سياسة لبنان الكبير، وهذه هي الوحدة التي نريد، وهذا هو الالتزام بالتيار الوطني الحر الذي نريد كي نبني مؤسسة وما زلنا في أول الطريق، لكنها تبنى بنظامها وبأخلاقياتها وبالانضباط فيها، وهذا هو سر نجاحنا وسر قوتنا، والمهم هو تأمين الاستمرارية عبر المؤسسة بنظامها، ولا أحد فوق النظام كما الدستور، وبذلك نكون جميعاً أقوياء ونعطي صورة للبنان أنه على الرغم من كل ما يحصل أكان بالتمديد أو بكل ما حصل حول لبنان، هناك لبنانيون تجرأوا فأجروا انتخابات بأصعب الأوقات ليبنوا تياراً ديموقراطياً حضارياً، ويقدّموا هذا النموذج لوطنهم».

كنعان

وأكد أمين سر تكتل «التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان أن «لا فيتوات على أحد والحكومة العتيدة يجب أن تراعي الأحجام والتمثيل، كما الخيارات التي اعتمدتها الأطياف السياسية في الانتخابات الرئاسية لتمكين الشعب من المحاسبة»، مشدداً على أن «قانون الانتخاب سيكون أولى الأولويات لتقوم المؤسسات على أسس ديموقراطية صحيحة».

كلام كنعان، جاء خلال احتفال لمناسبة عيد الاستقلال أقيم في بلدة جورج البلوط المتنية، وشدّد على أن «التفاهمات المسيحية مسألة ثابتة ولا تراجع عنها تحت أي ظرف أو ضغط أو مصلحة وهي جسّدت الخطوة الأولى على طريق تحقيق التفاهمات الوطنية الحاضنة لوحدة لبنان والعيش المشترك. وهذا الدور لطالما جسّده المسيحيون في تاريخهم وليس بالغريب علينا كمسيحيين أن نضطلع بهذا الدور الذي هو في أساس وجود لبنان. كل المصالحات مطلوبة، على أن تكون على أساس الرؤية لا الكراسي، ومصالحتنا مع القوات لم تكن بالأساس على مناصب أو توزيع مغانم وحصص، بل على فكرة لبنان، واستعادة الشراكة والميثاق والدستور وإصلاح الدولة ومن أهم أهدافها رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب، وهو أحد المداميك الأساسية لإصلاحها والتي من دونها لن يكون هناك لا ديموقراطية ولا مؤسسات».

واعتبر كنعان أن «هناك أموراً أخرى أساسية لبناء الدولة، ونحن مثلاً في مخاض تأليف الحكومة، نسأل هل هذا التأليف يكون بعملية توزيع عشوائية أو مزاجية؟ فإذا أردنا احترام مبدأ المحاسبة على الخيارات التي تقوم بها القوى السياسية، فهذه المحاسبة لا تكون بخلط الخيارات والناس ببعضها البعض ما يمنع هذه المحاسبة ويعمّم الخطأ أو الصحّ على الجميع بل بالعودة الى الأصول والمبادئ الديموقراطية، واعتماد الموالاة والمعارضة وإن في مرحلة لاحقة إذا كنا اليوم في مرحلة انتقالية، فنحن أصحاب طرح حكومة الوحدة الوطنية لكن لا مرحلة انعدام الوزن الوطنية. لذلك نقول إن لا فيتوات على أحد، ولا نقبل في الوقت عينه بأي فيتو علينا أو على حلفائنا او على أي مكوّن، وعلى الحكومة ان تأخذ في الاعتبار الأحجام والتمثيل، والخيارات والرهانات».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى