رئيس الجمهورية في رسالة الاستقلال: بناء الوطن قد حان
شدّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في كلمة الاستقلال التي توجّه بها إلى اللبنانيين على «أن الاستقلال ليس مشهداً احتفالياً سنوياً فحسب، بل هو انتساب إلى شعب يتشارك الحياة مع بعضه البعض، على أرض أعطتنا هوية يجب أن نحافظ عليها، لا أن نتعامل معها كسلعة تجارية نعرضها للبيع في الأسواق الخارجية، فإن بعناها فقدنا الهوية».
وتوجّه الرئيس عون الى اللبنانيين بالقول: «إن آمالكم المعقودة على هذا العهد كبيرة بحجم تضحياتكم ومعاناتكم وانتظاركم. وكما بدأنا هذه الطريق معاً سنُكملها معاً، فجهّزوا سواعدكم لأن أوان بناء الوطن قد حان، وورشة البناء تحتاج إلى الجميع، وخيرها سيعمّ الجميع».
وأضاف: «أصبح لزاماً علينا أن نحصّن الاستقلال وأن نعيد له قوته، ما يعني الامتناع عن اللجوء إلى الخارج لاستجداء القرارات الضاغطة على الوطن، بغية الحصول على منفعة خاصة على حساب المصلحة العامة، أياً تكن هذه المنفعة».
وإذ اعتبر الرئيس عون «أن تعزيز الوحدة الوطنية هو ضرورة قصوى وأولوية، لأنه يحصّن لبنان ويؤمّن استقراره»، شدّد على «وجوب إيلاء المواطنين في المناطق الحدودية من الشمال الى الجنوب، اهتماماً خاصاً لتنمية بلدانهم وقراهم، فالمجتمع العائش في العوز والحاجة معرّض للتجارب القاسية وما ينتج عنها من خلل أمني واضطراب اجتماعي، فالوطن لا يحيا فقط بمدنه وضواحيه المكتظة، بل بانتشار سكاني متوازن على مختلف اراضيه».
ولفت رئيس الجمهورية إلى أن المؤسسات الوطنية عانت ولا تزال من وهنٍ تضاعف بسبب الخلل في الممارسة السياسية والدستورية، وقال: «لا يمكن أن تنهض المؤسسات من جديد ما لم يتمّ تحديثها وتغيير أساليب العمل وقواعده». وأضاف «إن الأمور لن تستقيم ما لم نحرّر العنصر البشري من ثقافة الفساد، وإن مكافحة هذا الفساد تكون بالتربية من خلال تنمية سلم القيم، وبالقانون من خلال التشريع الملائم».
وأشاد رئيس الجمهورية بـ «الجيش اللبناني الذي ورغم كل ما جرى ويجري حول لبنان، بقي مؤمناً برسولية وشمولية قسمه، فحاز على ثقة المواطنين وكان لهم مصدر أمن وطمأنينة وضمانة توحيد وسيادة»، وأضاف «الجيش يستطيع أن يقوم على الحدود بما يقوم به في الداخل إذا ما تعزّزت قدراته التقنية وتدرب على اساليب ملائمة لأنواع القتال المحتملة التي سيواجهها في المستقبل».
وشهد القصر الجمهوري في بعبدا سلسلة لقاءات سياسية وقضائية وإدارية. والتقى رئيس الجمهورية الحريري وتمّ الاتفاق إثر زيارته القصر الجمهوري على الأمور كافة، معرباً عن أمله أن تحلّ العثرات التي تعترض تشكيل الحكومة التي أصبح معروفاً أين هي.
وقال الحريري: تمّ التداول في آخر تطورات تشكيل الحكومة الجديدة في ضوء الاتصالات التي أجريتها خلال الأيام الماضية.
بعد اللقاء، خرج عون برفقة الحريري إلى البهو الداخلي للقصر، حيث التقطت الصور التذكارية مع علم الشعب. بعدها جرت دردشة بين الحريري والصحافيين قال فيها: «نحن متفقون مع فخامة الرئيس على الأمور كافة. هناك بعض العثرات أصبح معروفاً أين هي، نأمل في أن تحلّ».
وعن مدى قرب إعلان التشكيلة الحكومية، قال: «من يعقّد الأمور معروف، فاسألوه».
واستقبل رئيس الجمهورية رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي وجّه إليه دعوة لحضور القداس الذي يُقام اليوم في بازيليك سيدة لبنان في حريصا، في الذكرى العاشرة لاغتيال الوزير بيار الجميل.
وتمّ خلال اللقاء بحث الأوضاع العامة والوضع الحكومي، حيث أكد الجميل دعم انطلاقة العهد «لتكون جامعة تؤدي إلى فتح صفحة جديدة مع الجميع، وإعطاء فرصة لبعضنا بعضاً ليكون عملنا مشتركاً». وقد أبدى الجميل ارتياحه لجو اللقاء مع عون.
والتقى عون رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر والقضاة: البرت سرحان ويوسف نصر ونزار الأمين ووعد شديد، واطلع منهم على عمل المجلس. وطلب الإسراع في بتّ القضايا العالقة، مؤكداً عزمه على تفعيل أجهزة الرقابة وتمكينها من القيام بأدوارها.
واستقبل رئيس المجلس الأعلى للجمارك العميد نزار خليل وعضو المجلس غابي فارس والمدير العام للجمارك شفيق مرعي، الذين أطلعوه على عمل الجمارك في مختلف المهام، والدور الذي تلعبه في تغذية خزينة الدولة، حيث أمّنت في السنوات الماضية نحو 4500 مليار ليرة لبنانية. وعرض الوفد المشاكل الإدارية التي تعترض الجمارك ومنها تعيين عضو ثالث في المجلس الأعلى، والنقص الحاصل في عدد الموظفين لا سيما في السلك العسكري.
وشدّد عون على ضرورة قيام الجمارك بدورها كاملاً وعدم الخضوع للضغوط من أي جهة أتت وتطبيق القوانين بعدالة وشفافية.
واستقبل رئيس الجمهورية رئيسة مركز سرطان الاطفال نورا وليد جنبلاط. وعرضت جنبلاط ما يقوم به المركز من نشاطات.
وأشارت الى ان المركز استحدث في العام 2013 قسماً خاصاً لمعالجة الاطفال السوريين المصابين بالسرطان، وتمت خلال السنة الجارية معالجة 45 طفلاً سورياً. وقالت إن تمويل المركز يتم بنسبة كبيرة جداً من مساهمات اللبنانيين اضافة الى هبات يتلقاها من داخل لبنان وخارجه، وأن استراتيجية عمله هي التوسع ليكون مركزاً إقليمياً. وتلقى عون عدداً من برقيات التهنئة لمناسبة عيد الاستقلال، أبرزها من سلطان عمان قابوس بن سعيد.