العبادي يردّ على الإعلام العربي المشبوه: سنردّ الصاع صاعين لمن يُسيء للعراقيّين

تعهّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، باستعادة كلّ أرض العراق من تنظيم «داعش» محذّراً من استمرار البعض في الإساءة إلى العراقيّين، مؤكّداً أنّ قوة العراق في وحدته وبجميع قوميّاته.

العبادي وخلال كلمته في ذكرى أربعينيّة الإمام الحسين، قال: «نعاهد الله ونعاهدكم على السير في طريق الإصلاح الذي استشهد دونه الإمام الحسين، وانتصر بدمه على سيوف الظالمين والفاسدين باستعادة وتحرير كلّ أرض العراق وتطهيرها من رجس الإرهاب».

كما رفض العبادي الإساءة إلى العراقيّين، قائلاً: «أدعو جميع دول الجوار إلى التعاون لبناء المنطقة وتوفير الحياه الكريمة لجميع الشعوب والابتعاد عن الحروب، فإنّ هناك من يريد الإساءة للعراقيّين ولن نسمح بأيّ إساءة إلى أيّ مواطن».

ودعا العبادي الإعلام العربي إلى «الابتعاد عن التضخيم وبثّ الفرقة والفتنة بين العراقيّين، كما أدعوهم إلى التوقّف عن الإساءة لهم، لأنّ العراقيين أبطال وأصحاب كرامة وشهامة، ودافعوا عن أرضهم وعرضهم لن يسكتوا عن الإساءة، وسنردّ الصاع صاعين لتلك المؤسّسات التي تبثّ الفرقة بين أطياف الشعب العراقي».

وكان مكتب العبادي طالب الأحد صحيفة «الشرق الأوسط» والجهة المالكة لها بتقديم الاعتذار إلى الشعب العراقيّ بشأن تقريرها المفبرَك الذي نشرته حول «وجود حالات حمل غير شرعيّة في كربلاء».

وأكّد العبادي، أنّ انتصارات القوات الأمنيّة في محافظة نينوى لا تحلو للبعض من الذين يريدون الدمار للعراق، والذين سبّبوا كلّ تلك الكوارث في البلد، مشيراً إلى أنّ «هؤلاء يحاولون إيقاظ الفتنة الطائفية والإثنية من جديد، ولن نسمح له بذلك، فإنّ قوّتنا في وحدتنا وبجميع قوميّاتنا».

العبادي أوضح أنّ القوات المسلحة «تحرّر العرض والشرف والأرض، ويحق أن يفتخر العراق بأبنائه الذين يحاربون «داعش»، ولا خوف على العراق ما دام الكبار يتدافعون مع الشباب للدفاع والذود عنه».

وأشار العبادي إلى أنّه مع اللامركزية الإدارية، وأنّه في الوقت الحالي سيتمّ الاعتماد على أبناء المناطق التي حُرِّرت، وهناك متطوّعون في نينوى والمناطق المحرّرة لمسك الملف الأمني، وفق تعبيره.

ميدانيّاً، أعلنت قيادة عمليات «قادمون يا نينوى» في العراق، أمس، تحرير قرية الحميرة شرق مدينة الموصل بالكامل.

وقال قائد عمليات «قادمون يا نينوى»، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، في بيان مقتضب تلقّت السومرية نيوز نسخة منه، إنّ «قطعات الفرقة المدرّعة التاسعة حرّرت قرية الحميرة بالكامل شمال قرية السلامية». وأضاف يار الله، أنّ «القوات الأمنيّة رفعت العلم العراقي فوق أبنية القرية بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدّات».

وكانت قيادة عمليات «قادمون يا نينوى» أعلنت عن تحرير قرية أورطا خراب شمال الموصل، ورفع العلم العراقيّ فوق مبانيها.

إلى ذلك، وصلت تعزيزات عسكريّة كبيرة إلى المحورين الغربي والجنوبي للموصل، في وقت دفع تنظيم «داعش» بعدد من الانتحاريّين لمحاولة خرق تحصينات القوات العراقيّة في المحور الجنوبيّ للموصل.

وقال مصدر، إنّ قطعات الفرقة 16 حرّرت قرية «العباسيّة» بالكامل شمال حيّ القاهرة في الساحل الأيسر لمدينة الموصل.

وقال قائد في فرقة الردّ السريع في القوات العراقية: «نتوقّع الوصول إلى مطار الموصل خلال أيام». وأضاف أنّ ستة كيلومترات تفصل القوات العراقيّة عن المطار.

من جهتها، حرّرت قطعات الفرقة 16 قريتَي «أورطا خراب» و«السلام» ضمن المحور الشمالي، ورفعت العلم العراقي فيهما بعد تكبيد تنظيم «داعش» خسائر بالأرواح والمعدّات. وفي السياق، قال ضابط في الجيش العراقي، إنّ «الحشد الشعبي أكمل المرحلة الثالثة من العمليّات العسكرية في المحور الغربيّ لمدينة الموصل».

وقال النقيب جبار حسن، الضابط في الجيش العراقي، إنّ «فصائل الحشد الشعبي انتهت من المرحلة الثالثة للعمليات العسكريّة في المحور الغربي للموصل، والتي كانت قد انطلقت في 14 تشرين الثاني الحالي، وذلك بتحرير 17 قرية ومنطقة، إلى جانب مطار تلعفر العسكري».وأوضح أنّ «أهم ما تمّ تحقيقه في هذه المرحلة، هو تحرير مطار تلعفر العسكري، وعزل قضاء تلعفر بصورة تامّة عن الحدود العراقية السورية».

وأكّد حسن، أنّ «الحشد الشعبي ينتظر قراراً من القيـادة العسكـريـة بشـأن التقـدّم إلـى قضـاء تلعفـر».

وسبق أن أطلق الحشد الشعبي المرحلة الأولى من عمليات استعادة المحور الغربيّ للموصل، في 29 تشرين الأول الماضي، وانتهت في 2 تشرين الثاني الحالي، باستعادة 45 قرية في الجنوب الغربيّ للموصل جنوب شرقي تلعفر . فيما أطلق المرحلة الثانية من تلك العمليات في 3 من تشرين الثاني الحالي، وانتهت في 6 منه، باستعادة 11 منطقة وقرية غرب الموصل شرق تلعفر .

وكانت قيادة «الحشد الشعبي» أعلنت السبت الماضي، أنّ مسلّحيها «عزلوا»، بلدة تلعفر عن سورية «بشكل كامل»، بعد أن كانوا «انتزعوا» الأسبوع المـاضي مطـار تلعفـر العسكـري مـن قبضة «داعش».

وتحاول القوات العراقيّة دخول الموصل من ثلاثة محاور، حيث تمكّنت قوات «مكافحة الإرهاب» من التوغّل في أحيائها الشرقيّة، واقتربت من الضفة الشرقية لنهر دجلة، فيما تتقدّم قوات الفرقة 16 من الجيش العراقيّ، على المحور الشمالي، وتوجد على مشارف المدينة.

أمّا على المحور الجنوبيّ، فتمكّنت القوات العراقيّة من الوصول إلى أطراف المدينة وتستعدّ لدخول مناطقها الجنوبية، خاصة المطار.

على صعيدٍ آخر، أعلن أحد قادة «داعش» الميدانيّين، الذي تمّ اعتقاله من قِبل قوات الحشد الشعبي في الموصل، أنّ زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي يعتبر تلعفر أهم من الموصل.

القائد «الداعشيّ» المعتقل، والذي كان موكلاً بإدارة عمليات التنظيم في المحور الغربي، أكّد أنّ البغدادي قال إنّ القوات العراقية ستركّز جهودها العسكرية على تلعفر، وإنّه لهذه الغاية طلب نقل السلاح من الموصل إلى تلعفر.

و»الكتيبة الخضراء» التي كلّفها البغدادي بخوض المعركة في تلعفر، لم يبقَ منها بحسب القائد الميداني بـ«داعش» إلّا سرّية من الانتحاريّين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى