بوتين يرحب بنيّة المرشحين الفرنسيين تحسين العلاقات مع روسيا
رحب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بتصريحات المرشحيْن الأكثر حظا بالفوز في الانتخابات التمهيدية ليمين الوسط الفرنسي، حول ضرورة تحسين العلاقات مع روسيا. واعتبر أن العلاقات مع واشنطن بلغت القاع وتطبيعها لن يكون سهلا. وفيما اعتبر أن قرار البرلمان الأوروبي بشأن مواجهة الإعلام الخارجي، دليل على سقوط في فهم الديمقراطية، أعلن الكرملين أن بوتين سيستقبل في موسكو، اليوم، الأمين العام المنتخب للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وسيبحث معه دور الأمم المتحدة في محاربة الإرهاب.
وقال بوتين، في تصريحات صحافية، أمس، في معرض تعليقه على تصريحات رئيسي الوزراء السابقين، فرانسوا فيون وألان جوبيه، اللذين سيخوضان الجولة القادمة من الانتخابات التمهيدية، لترشيح الفائز منهما إلى الانتخابات الرئاسية العام المقبل: «بلا شك، نرحب بتصريحات كلا المرشحين حول عزمهما إعادة العلاقات الروسية الفرنسية إلى سابق عهدها». وأضاف: إن روسيا، من جانبها، ستساهم بكل الطرق المتاحة في هذه الجهود.
وفيما يخص فيون، قال بوتين، إنه شخصية نزيهة، لكنه في الوقت نفسه «مفاوض قاس». وأعاد إلى الأذهان أنه تعاون مع فيون، عندما كان كلاهما يترأسان الحكومتين في بلديهما، إذ كانت علاقات طيبة جدا تربط بينهما.
وتابع الرئيس الروسي، إنه لم يتعامل مع جوبيه حتى الآن، لكنه يرحب بتصريحاته الإيجابية الأخيرة حول العلاقات مع روسيا.
على صعيد آخر، أفاد المكتب الصحافي للكرملين، أن الرئيس بوتين والأمين العام المنتخب للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس سيبحثان تعزيز دور الأمم المتحدة، بما في ذلك في محاربة الإرهاب، إضافة إلى سبل حل النزاعين السوري والأوكراني.
وفي سياق آخر، أكد الرئيس بوتين، أن قرار البرلمان الأوروبي بشأن مواجهة وسائل الإعلام الخارجية، دليل على سقوط سياسي في فهم الديمقراطية بالمجتمعات الغربية. وقال في تصريحات صحافية أمس، إن «الجميع يحاول تعليم الآخرين الديمقراطية، لكن المنع ليس الوسيلة الأفضل»، معربا عن أمله في ألا تفرض قيود حقيقية على عمل وسائل الإعلام الروسية. وهنأ الرئيس الروسي صحافيي شبكة «RT» الإعلامية ووكالة «سبوتنيك» للأنباء «على عملهم الناجح».
وجاءت هذه التصريحات على خلفية تبني البرلمان الأوروبي، في وقت سابق أمس، قرارا بشأن مواجهة وسائل إعلام روسية، وصف فيها قناة «RT» وكالة «سبوتنيك» بأنهما «الأكثر خطورة». وصوت لصالح هذا القرار من بين 691 نائبا شاركوا في الاجتماع 304 نواب، فيما عارضه 179 نائبا وامتنع 208 نواب عن التصويت. تجدر الإشارة إلى أن القرار المعتمد لا يعتبر ملزما ويحمل طابع توصية.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت في وقت سابق، أن مشروع القرار هذا يعد تمييزا بحق الصحافة الروسية وانتهاكا للقانون الدولي. وأعلنت مارغاريتا سيمونيان، رئيسة تحرير «RT»، أن المحامين التابعين للشبكة ولوكالة «سبوتنيك»، يدرسون التوجه إلى المحكمة الأوروبية للطعن بالقرار ضد وسائل الإعلام الروسية.
من ناحية ثانية، أعلن دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي، أن عملية تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة لن تكون سريعة وسهلة، لأن الاتصالات بين الدولتين بلغت أدنى مستوى لها.
واتفق المتحدث باسم الكرملين، أثناء مؤتمر صحافي عقده أمس، مع ما قاله قبل يوم، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، حول أن مصطلح «إعادة التشغيل» لم يعد مناسبا بالنسبة للعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة.
وذكّر المتحدث بما أعلنه مرارا، الرئيس بوتين حول سعي بلاده إلى إقامة العلاقات المتبادلة الحسنة والمتكافئة مع الولايات المتحدة، مشددا على أن الزعيم الروسي يأمل في المعاملة بالمثل من قبل واشنطن.
وتطرق المتحدث باسم بوتين إلى مسألة العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى غياب الرغبة لدى الزعماء الأوروبيين في حل القضايا المتراكمة الكثيرة، على أساس الحوار المتساوي، مع الأخذ في عين الاعتبار مصالح جميع الأطراف.
من جانب آخر، أكد بيسكوف، أن نشر روسيا صواريخها في جزر الكوريل المتنازع عليها مع اليابان، هو إجراء ثمة أساس له. مشددا على ضرورة ألا ينعكس هذا القرار على العلاقات الثنائية المتنامية بين الدولتين، لا سيما في وقت تجري فيه التحضيرات المفصلة لزيارة بوتين إلى طوكيو.