أنتَ الصبحُ والسماحة
علي الطفيلي
ما من كلام يسعفني للإحاطة بمسيرة حزبيّة مضيئة اختطّها حضرة الأمين جزيل الاحترام صبحي سماحة. والكلمات أعجز من أن تصف مزايا ومناقب مناضل قومي معطاء آمن بقضية تساوي وجوده.. مناضل تعلّمنا منه كيف يكون النضال وكيف يكون الثبات، وكيف يكون عظيم الصبر لأعظم نصر في التاريخ.
هو الصبح والسماحة، صبحي وصبح كلّ رفقائي في المديرية، في المنفذية وفي كلّ الحزب، وهو سماحة المناقب والمبادئ المحيية، هو الإنسان الجديد الطيب المعطاء المضحّي، وهو الأمين الصلب المقدام الشجاع المؤتمن. لقد كان مدافعا شرساً عن الحزب ومواقفه، وكريماً ومتسامحاً في آن.
الأمين صبحي سماحة، بسنواته الـ77 لم نشعر أبداً أنّه تجاوز عمر الشباب، لأنّه كان ينبض بالحياة، فعلاً وصراعاً. لم يباغته الزمن، بل هو من طوّع الزمن، وقاوم المرض، وبقي حتى لحظاته الأخيرة رافعاً يده زاوية قائمة وصوته يملأ المدى هاتفاً بحياة سورية وسعاده.
الأمين صبحي سماحة، جسّد في سلوكه قيم النهضة ورسالتها، رسالة الحق والخير والجمال، رسالة الحرية والصراع، فاستحقّ الأمانة واستحق «وسام الثابت» للثابتين في الحزب على عقيدتهم ومبادئهم.
رحل الأمين صبحي، لكن هذه المرة ليس للانتقال إلى منطقة أو بلدة أخرى، وهو الذي كان دائم التنقّل بحكم عمله ومسؤوليّاته الحزبية، ففي الرحيل الأول كان على تواصل دائم معنا، نسمع صوته يسألنا عن نشاطنا في مديرية شمسطار، أمّا في الرحيل الثاني فهو يحيا في ذاكرتنا وفي نفوسنا.
الأمين صبحي كان القدوة والمثال، ثابتاً في مواقفه صادقاً في قناعاته، لا يساوم ولا يهادن بأيّ أمر يتعلّق بمصلحة الأمة، علّمنا صدق الالتزام، وكيف يكون الصدق في العمل الحزبي، مؤكّداً على قول معلّمنا أنّ تعاقدنا مع النهضة أمر خطير يساوي وجودنا.
كان قدوة لنا بفهمه للعقيدة السورية القومية الاجتماعية، وبعلاقته الطيّبة مع الناس التي من خلالها فرض احترامه على كلّ من حوله.
أيّها الأمين الراحل، وعدنا أن نستمرّ على دروب النهضة، نكافح ونصارع ونقاوم حتى بلوغ الغاية النبيلة. واطمئن فإنّ «نسور الزوبعة»، الذين كنت ترقب أخبارهم وهم يسطّرون ملاحم العزّ والبطولة على امتداد أرض الأمة، هم اليوم يمارسون فعل البطولة المؤيَّدة بصحة العقيدة.
مدير مديرية شمسطار في الحزب السوري القومي الاجتماعي.