عبد العظيم: كلام الرئيس الأميركي طائفي يعقد الأزمة في سورية صوان: يسعى أوباما إلى جمع المتناقضات على سطح واحد
دمشق ـ سعد الله الخليل
فيما تابع ستيفان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة جولته إلى سورية حيث التقى والوفد المرافق له الرئيس بشار الأسد، واصل الرئيس الأميركي باراك أوباما حشد الجيوش فيما كانت تقرع جوقته العربية طبول الحرب في جدة.
والتقى دي ميستورا خلال وجوده في دمشق وفد هيئة التنسيق المعارضة الذي شدد خلال اللقاء على وجوب تأمين توافق عربي دولي إقليمي للتوجه نحو الحل السياسي للأزمة السورية والتوجه نحو عقد جولة ثالثة من مؤتمر جنيف، وقال حسن عبد العظيم المنسق العام للهيئة في حديثة إلى «البناء»: «شددنا على وجوب السير نحو توافقات دولية في ظل الجمود الذي يلف الأزمة الأوكرانية من حيث وقف التنسيق بين القوى الكبرى المتمثلة بروسيا والولايات المتحدة، والتركيز على الأزمة السورية». وأضاف: «طالبنا دي ميستورا بتفعيل الجهود الإقليمية والعربية المتمثلة بمصر والسعودية وتركيا وإيران للمساعدة في المرحلة المقبلة وإعادة الفرصة لإطلاق مؤتمر جنيف»، وشدد عبد العظيم على دور مصر في الحل السياسي إذ تعتبر أمن سورية من أمن مصر القومي، فيما المطلوب من التوافق العربي برعاية الجامعة العربية، والمتمثل بقطر والسعودية من طرف ومصر من طرف آخر التأثير في السعودية وقطر لوقف التمويل والتسليح للمجموعات المسلحة.
قرع طبول الحرب وجهود السلام
وحول التناقض بين مشهد قرع طبول الحرب في السعودية وجولة دي ميستورا، قال عبد العظيم: «لا جدية دولية حقيقية لحل سياسي للأزمة والسعي نحو توتير الأجواء عبر مزيد من العسكرة، فحلفاء النظام لا يسمحون بإسقاطه عسكرياً» وأضاف: «الضربات التي يعلن أوباما توجيهها قد تقتصر على ضربات جوية بطائرات من دون طيار، وجلّ جهده يقتصر على حماية أمن «إسرائيل» واستمرار حالة التوتر في المنطقة».
واعتبر عبد العظيم: «أن ما يقال في الإعلام ليس بالضرورة أن يطبق على الأرض. ففي العراق هناك توافق سياسي داخلي على العملية، أما في سورية فليس هناك إجماع على السماح بضربات جوية أميركية باستثناء معارضة الخارج التي تمني النفس في تدخل عسكري خارجي». فيما ترفض هيئة التنسيق التدخل الأجنبي أما النظام فيعتبر التدخل خرقاً للسيادة السورية.
كلام طائفي بلا جدوى
ووصف الكاتب والإعلامي أحمد صوان دعم أوباما لما تطلق عليه واشنطن المعارضة المعتدلة بالهراء، خصوصاً أن أوباما كان قد وصف المعارضة المعتدلة بالفنتازيا التي لا يمكن أن تحقق أي تقدم على الأرض، وهذا ما هو واضح على الأرض. وأضاف: «اللعب على الألفاظ لا يخدم على الأرض، فالولايات المتحدة تسعى إلى التعاون الأمني مع بعض الدول وربما سورية في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب. وقد رحبت سورية منذ البداية بأية جهود حقيقية للتنسيق معها لمواجهة الإرهاب».
من ناحية ثانية، اعتبر عبد العظيم أن ما يشاع عن دعم الجماعات المعارضة المعتدلة هو دعم للجماعات المتطرفة، التي لا تلبي مطالب الشعب السوري وتطبق أجندة خاصة هدامة لا علاقة لها بالشعب. ووصف كلام أوباما حول تشكيل حلف سني بمواجهة الإرهاب بالكلام الطائفي الذي يعقد الأزمة في سورية والصراع «السني ـ الشيعي».
وأكد عبد العظيم أن التوافق السياسي في العراق والإجماع الحكومي السياسي قد ينعكس على سورية توافقاً نحو الحل السياسي ضد المشاريع الغير وطنية.
خطة عرجاء
أما صوان فوصف خطة أوباما في ما يتعلق بمواجهة الإرهاب بالخطة العرجاء، فمن يريد أن يواجه الإرهاب عليه أن يمتلك مرتكزات ويأخذ في الاعتبار مكونات هذه المرتكزات والعوامل والعناصر التي تساعد في مكافحة الإرهاب والانتصار عليه، وأضاف: «لعل سورية أول تلك المرتكزات فبحكم خبرتها في مواجهة الإرهاب، والرئيس أوباما يحاول أن يجمع المتناقضات على سطح واحد وهذا بعيد كل البعد من خطة يمكن أن تكون ناجحة بنيات صادقة لإنجاز الهدف الذي وضعت من أجله وهي مواجهة الارهاب»، وتابع: «العقبة الرئيسية بالقضية السورية التميز بين المقاومة ومكافحة الإرهاب، وهذا لبّ الخلاف بين الموقفين، الأميركي والسوري. فحين واجهت سورية الإرهاب على مدى 3 سنوات ونصف كانت تنوب عن العالم في المواجهة، وعندما تنتصر عليه فإن الولايات المتحدة تقفز فوق تلك الحقائق لا لارتكاب خطأ سياسي، إنما جريمة من جرائم استمرار هذا الإرهاب». وتابع صوان: «بما أن أوباما وصف الإرهاب بالسرطان فإن مواجهة السرطان بحاجة إلى جهود دولية حقيقية وجادة بالمواجهة الحقيقية».
واعتبر صوان أن المسألة سياسية والولايات المتحدة ترتكب خطأ جسيماً باعتماد سياسة العناد وطرح المسألة على أنها حماية المصالح الأميركية الحيوية، وهذا ما يوقعها بمأزق خطير لأن أمن المنطقة أهم بكثير من مصالح واشنطن. وأضاف: «إذا أرادت واشنطن المزاوجة بين أمن المنطقة والأمن الدولي ومصالحها يمكن أن تحقق شيئاً من ذلك إذا ما تعاونت مع سورية وهو ما يراه المحللون السياسيون الأميركيون». وأضاف: «من الملزم وفق المعطيات بالنسبة إلى أوباما التنسيق مع دمشق إن أراد محاربة الإرهاب».