فيون: سياسة هولاند تجاه روسيا سخيفة
انتقد رئيس الوزراء الفرنسي السابق، فرانسوا فيون، الذي يعد الأكثر حظا لخوض الانتخابات الرئاسية، كمرشح يمين الوسط، سياسة باريس والرئيس فرنسوا هولاند تجاه روسيا واصفا إياها بالسخيفة.
وجاءت انتقادات فيون، خلال مناظرة متلفزة مع خصمه آلان جوبيه، قبيل الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية ليمين الوسط، المقررة يوم الأحد المقبل 27 تشرين الثاني . وأظهر استطلاع لآراء مشاهدي التلفزيون، الذي تبع المناظرة، مساء أمس الأول، الخميس، أن فيون، الذي سبق له أن تقدم بقدر كبير، في الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية، كان «أكثر إقناعا» خلال المناظرة.
وكانت العلاقات مع روسيا من أهم المواضيع التي طرحت خلال المناقشة، المكرسة لمواضيع السياسية الخارجة والتي تستغرق دقائق عدة فقط خلال المناظرة، حيث ركز المرشحان بالدرجة الأولى، على القضايا الداخلية.
تجدر الإشارة إلى أن فرنسا تعد من الدول الأكثر تضررا، بسبب العقوبات التي فرضها الغرب ضد روسيا وبسبب العقوبات المضادة من قبل روسيا، نظرا للعلاقات التجارية المتينة التي تربط بين البلدين تقليديا.
وقال فيون خلال المناظرة: «السياسة التي يمارسها فرانسوا هولاند تجاه روسيا، منذ 4 سنوات ونصف، تعد سخيفة. وهي تدفع بروسيا إلى القسوة والانعزال وردود الأفعال ذات الطابع القومي المتشدد». وأعاد إلى الأذهان أن الحديث يدور عن أكبر بلد في العالم ودولة نووية، مشددا على أنه لا يمكن معاملة مثل هذا البلد بهذه الطريقة. واعتبر أن على موسكو وباريس الجلوس إلى طاولة المفاوضات وإعادة بناء العلاقات المفقودة.
أضاف: «في مجال السياسة الخارجية، سأعمل لكي تدافع فرنسا عن مصالحها. بلا شك، لا يصب في مصلحة فرنسا أن تنتقل إلى حلف آخر. ولا يجوز تصوير هذا الموقف بصورة كاريكاتيرية. إننا شركاء للولايات المتحدة ونشاطرها القيم الأساسية التي لا تشاطرنا روسيا، كما أننا حلفاء لواشنطن في مجال الأمن ولا نضع هذه العلاقة في خانة الشك».
بدوره، قال جوبيه، إنه، في حال فوزه بالرئاسة، سيعمل على استعادة دور باريس الرائد، لكي لا تجد بلاده نفسها أمام الخيار بين واشنطن وموسكو. وذكّر بأن فرنسا ستبقى حليفا مخلصا للولايات المتحدة، لكنه أشار إلى أن واشنطن تدافع دائما عن مصالحها في عدد من المسائل، بما في ذلك التجارة والأمن والاستراتيجية الجيوسياسية وعلى الفرنسيين أن يحذو حذو الأميركيين في هذا السياق.
وقال فيون، ردا على سؤال صحافي عما إذا كان يشعر بالحرج بسبب إشادة الرئيس الروسي به: «قدم بوتين مجاملات بحق آلان جوبيه أيضا». وذكر بأنه سبق له أن عمل مع بوتين، عندما كان كلاهما يشغلان منصب رئيس الوزراء في بلديهما. وقال: «هذه هي العلاقة الوحيدة التي جمعت بيننا».
وأظهر مسح على «الإنترنت» أجرته مؤسسة «ألاب للاستطلاعات» شمل 908 أشخاص شاهدوا المناظرة، أن 71 في المائة من الناخبين المنتمين للتيار المحافظ ويمين الوسط، اعتبروا أن فيون كان أكثر إقناعا من جوبيه. كما كان فيون متقدما أيضا، بين جميع المشاهدين، بغض النظر عن انتمائهم السياسي، لكن بهامش أقل بلغ 57 في المائة مقابل 41 في المائة لجوبيه.