عملية استباقية نوعية في وادي الأرانب: أخطر إرهابيّي «داعش» ومجموعته بيد الجيش
إنجاز نوعي جديد يضاف إلى الإنجازات التي يحققها الجيش اللبناني في مواجهة التنظيمات الإرهابية، تمثل بتنفيذ وحدات من الجيش عند الساعة السادسة من صباح أمس عملية أمنية في منطقة وادي الأرانب في عرسال حيث داهمت وحدات الجيش ومخابراته مقرات أمنية عدة تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وبعد اشتباكات استمرت لنحو الساعة تمكنت وحدات الجيش من اعتقال الإرهابي أحمد يوسف أمون بعد إصابته بجروح، بالإضافة إلى توقيف أحد عشر إرهابياً من مجموعته. وصادر الجيش خلال العملية كميات كبيرة من الأسلحة والأحزمة الناسفة والأعتدة العسكرية. وقد نقل أمون بطوافة عسكرية إلى إحدى المستشفيات للمعالجة.
وبدأ الجيش بتسيير دوريات في المنطقة، وخصوصاً في محيط وادي الأرانب حيث توجد عدد من المخيمات التي يقطنها نازحون سوريون.
وبالتزامن، سادت حالة هلع وإرباك لدى إرهابيي داعش في جرود عرسال ورصدت حالات فرار باتجاه أعلى الجرود، حيث أطبق الجيش على مكان العملية ودفع بتعزيزات ونفذ عملية الرماية المدفعية الاحترازية على أي تحرك يُلاحَظ في المنطقة والجرود.
ويعتبر أمون الملقب بالشيخ من أخطر وأبرز الإرهابيين ومتزعمي الجماعات ا رهابية منذ سنوات عدة ومن مجهزي الانتحاريين وناقلي السيارات المفخخة التي انفجرت في الضاحية الجنوبية والهرمل والنبي عثمان وغيرها، ويحفل ملفه بالكثير من الأعمال الإرهابية والإجرامية.
ـ ففي العام 2013 استهدف مع عدد من الإرهابيين دورية للجيش اللبناني في وادي رعيان في عرسال ما أدى إلى استشهاد ضابط. كما قام بزرع عبوات ناسفة وتفجيرها بدوريات الجيش اللبناني في عرسال، وشارك إعداد وتجهيز وتفجير السيارات المفخخة، لا سيما في الضاحية الجنوبية لبيروت.
كما أن أمون مسؤول بشكل مباشر عن إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر على المدن البلدات البقاعية لا سيما في الهرمل واللبوة والنبي عثمان وبلدات أخرى. وهو الذي أعدّ وشارك في اقتحام مواقع الجيش في آب العام 2014 في عرسال. وهو مسؤول عن عمليات الخطف التي طالت مواطنين لبنانيين وسوريين في عرسال.
بيان قيادة الجيش
وأعلنت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه، من جهتها، في بيان أمس أنه «في عملية استباقية نوعية وخاطفة، هاجمت قوّة خاصة من مديرية المخابرات» فجر الجمعة ، «بمؤازرة وحدات الجيش المنتشرة في منطقة عرسال، مركزاً لتنظيم داعش الإرهابي في وادي الأرانب في جرود المنطقة، حيث اشتبكت مع عناصره بمختلف أنواع الأسلحة، وتمكنت من اقتحام المركز، وأسر 11 عنصراً على رأسهم الإرهابي الخطير أمير داعش في عرسال أحمد يوسف أمون الذي أصيب بجروح بليغة. وقد أنهت القوّة العملية من دون تسجيل أي إصابات في صفوف عناصرها، وصادرت كمية من الأسلحة والذخائر والأحزمة الناسفة.
مع الإشارة إلى أنّ الموقوف أمون متورّط في أوقات سابقة بتجهيز سيارات مفخخة وتفجيرها في عدة مناطق لبنانية منها الضاحية الجنوبية، بالإضافة إلى اشتراكه في جميع الاعتداءات على مراكز الجيش خلال أحداث عرسال، وقتل مواطنين وعسكريين من الجيش وقوى الأمن الداخلي بتهمة التواصل مع الأجهزة الأمنية، وتخطيطه في الآونة الأخيرة لإرسال سيارات مفخخة إلى الداخل اللبناني لتنفيذ تفجيرات إرهابية».
كما عمّمت قيادة الجيش أسماء الموقوفين وهم: أحمد يوسف أمون، عبدالرحمن رفيق الغاوي، عبداللطيف حسن صديق، عدنان اسماعيل فاضل، عكرمة تهامة عيوش، علي محمد أمون، حسام عبدالكريم العاتكي، عصام أحمد صديق، محمد حسين أمون، محمد رفيق الغاوي، تهامة محمد عيوش.
عون أعطى توجيهاته وسلام اتصل بمقبل وقهوجي
في سياق متّصل، نوّه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «بالعملية اللأمنية الاستباقية» للجيش اللبناني، بعدما اطلع على تفاصيلها منذ الصباح. وشدّد على أنّ «مثل هذه العمليات النوعية تعزز الاستقرار وتضع حداً للمخططات الإرهابية وتكشف القائمين بها».
وأعطى رئيس الجمهورية توجيهاته «لمتابعة التحقيق مع الموقوفين لمعرفة المزيد عن الشبكات الإرهابية».
كما أجرى رئيس الحكومة تمام سلام اتصالين هاتفيين بنائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل وبقائد الجيش العماد جان قهوجي اللذين أطلعاه على وقائع العملية الأمنية النوعية.
ونوّه سلام بالعملية و«بدور الجيش اللبناني في الذود عن الوطن في مواجهة الإرهارب والإرهابيين حيثما تواجدوا توطيداً للأمن والاستقرار في البلد».
«القومي»
وأشاد الحزب السوري القومي الاجتماعي، من جهته، في بيان، «بالعملية النوعية التي نفذها الجيش اللبناني في منطقة وادى الأرانب بجرود عرسال وأدّت إلى الإطباق على مجموعة من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، بينهم قادة محترفون»، ورأى «أنّ هذه العملية النوعية، دليل على القدرات العالية التي يتمتع بها الجيش، ما يؤكد مرّة جديدة، أنّ هذه المؤسسة العسكرية قادرة على ضرب الإرهاب في جحوره، وعلى حفظ أمن لبنان واستقراره وحماية حياة اللبنانيين من خطر الإرهاب.»
وحيّا الحزب «مؤسسة الجيش على ما تقوم به في سبيل حماية لبنان»، مؤكداً «ضرورة توفير كل أشكال الدعم المطلوب للجيش باعتباره أولوية وطنية، وتثبيت وترسيخ معادلة الجيش والشعب والمقاومة، لأنّ لبنان بحاجة ماسة إلى كلّ عناصر القوة التي يمتلكها في مواجهة الاحتلال الصهيوني وقوى الارهاب والتطرف».
واعتبر القومي «أنّ هذا الإنجاز النوعي الذي حققه الجيش اللبناني، يجب أنّ يشكل دافعاً لكلّ القوى في لبنان، لا سيما تلك التي لم تخرج بعد، من عقد نظريات الضعف والحياد، بأن تلتفّ بصدق حول عناصر قوة لبنان التي استطاعت أن تهزم العدو «الاسرائيلي» وأن تُسقط مشاريعه التفتيتية والتقسيمية في لبنان. وتلك المشاريع لن تقوم لها قائمة في لبنان بعد أن سقطت بضربة التحرير القاضية».
حزب الله
وأشاد حزب الله، من ناحيته، «بالضربة النوعية التي وجّهها الجيش اللبناني للمجموعات الداعشية الإرهابية في جرود عرسال، ويرى فيها تأكيداً لدوره الأساسي في حماية الحدود وتخليصها من الإرهابيين، دفاعاً عن لبنان وأهله».
ولفت إلى «أنّ هذه العملية البطولية هي التعبير الحقيقي عن التزام القوى المسلّحة اللبنانية بالعمل على توجيه الضربات الاستباقية للإرهابيين، حيث يجب، لمنعهم من التحضير لعملياتهم الإجرامية بحق اللبنانيين، بما يحدّ من خطر هؤلاء القَتلَة، تمهيداً للقضاء عليهم وتفكيك منظومتهم التي تهدّد لبنان وأمنه. ولا يغيب عن أذهان اللبنانيين في هذه اللحظات الجنود الذين يعانون من ضيم الأسر في يد هذه المجموعات الإرهابية، على أمل أن يكون لهذه العملية وأمثالها الأثر الأكبر في إعادتهم إلى أهاليهم سالمين، بقوّة الحق الذي يحمله الجيش اللبناني بيده سلاحاً مصلتاً على رقاب هؤلاء المجرمين».
مواقف
وأكد الرئيس فؤاد السنيورة «ضرورة دعم الجيش والقوى الأمنية في مواجهة الإرهابيين الذين يجب التصدي لهم ولاسيما في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة».
ونوّه وزير الإعلام رمزي جريج بالعملية معتبراً «أنها تأتي في سياق حماية الوطن ضد محاولات زعزعة استقراره من قبل الجماعات الإرهابية التي تتربص به شراً».
وقال وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دوفريج «إنّ هذه العملية وما سبقها من عمليات مماثلة، هي دليل على تصميم المؤسسة العسكرية على ضرب الإرهاب وملاحقة الإرهابيين المتورطين بدماء اللبنانيين أينما وجدوا واقتيادهم أمام العدالة لنيل عقابهم».
ورأى النائب ياسين جابر «أنّ الصيد الثمين الذي حققه الجيش إنما قد يساهم بحل كل الألغاز حول خطف العسكرين ومصيرهم وحول العديد من العمليات الإجرامية التي ارتكبها على الأراضي اللبنانية، وفي الوقت نفسه يفشل مخططاً خطيراً كان يراد تنفيذه على الأراضي اللبنانية من قبل ذلك التكفيري ومجموعاته الإرهابية».
وغرد النائب طلال أرسلان عبر التويتر قائلاً: «إنّ العملية الأمنية النوعية للجيش اللبناني اليوم تزيدنا إصراراً وقناعة بأنّ المؤسسة العسكرية هي ضمانة السلم الأهلي والأمن والإستقرار في لبنان».
واعتبر أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين ـ «المرابطون» أنّ «ميزة هذه العملية العسكرية الاستباقية ضد عصابات الإرهاب والتخريب، أنها في زمن سيد بيت الشعب في بعبدا القائد العام للقوات المسلحة فخامة الرجل الرجل العماد ميشال عون».
ورأى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان «أنّ العملية تستحق كلّ التقدير والدعم والمؤازرة لتعزيز قدراته العسكرية لحماية لبنان تجاه من تسول له نفسه العبث بأمنه واستقراره».
واعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان «أن على اللبنانيين حكومة وشعباً أن يقفوا خلف جيشهم الساهر على أمن الوطن فيبادر الجميع إلى تقديم الدعم اللازم للجيش».
وإذ أشاد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بالعملية النوعية، تمنى أن «يتم تأليف الحكومة سريعاً لمباشرة المهمات الوطنية الكبيرة الملقاة على عاتقها وتحديد الأولويات، وفي طليعتها أمن الناس».
ودعا العلامة السيد علي فضل الله إلى الالتفاف حول الجيش «في مواجهة المخاطر الكبيرة التي تهدد استقرار البلد وأمنه».
ودعا تجمع العلماء المسلمين إلى «حسم المعركة نهائيا بإعادة عرسال مدينة وجرداً إلى حضن الوطن واعتقال وطرد الإرهابيين المختبئين في هذه المنطقة»، مؤكداً «حرصنا الكامل على النازحين، أن يتم نقلهم إلى منطقة أكثر أمناً لئلا يستطيع الإرهابيون استغلالها ستاراً لأعمالهم الجبانة».
وأكد حزب التوحيد العربي «ضرورة الاستثمار في الأمن وتأمين الأموال اللازمة للجيش للحصول على كل ما يلزم في محاربة التنظيمات الإرهابية التكفيرية وفي التصدي للعمليات الإجرامية التي تسعى إلى تنفيذها».
وأشارت حركة الأمة إلى «أن العملية النوعية الاستباقية للجيش تحمي عرسال ولبنان من التفجيرات والعمليات الإجرامية».