غاتيلوف: أيّ مشروع قرار حول سورية يجب أن يتضمّن فصل الإرهابيّين عن «المعارضة»
أكّد غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي، أمس، أنّ أيّ مشروع قرار أممي جديد بشأن الوضع الإنساني في سورية يجب أن يتضمّن بندين أوّلهما ضرورة الفصل بين ما يسمّى «المعارضة» والإرهابيّين، والثاني التأكيد على أنّ وقف الأعمال القتالية لا ينطبق على التنظيمات الإرهابيّة.
ونقلت وكالة «تاس» عن وزارة الخارجية الروسية قولها في بيان، إنّ «غاتيلوف بحث في لقاء مع السفير الإسباني لدى موسكو خوسيه اغناسيو كارجابال والقائمة بالأعمال النيوزلندية سيسيليا وارن مشروع قرار جديد حول الوضع الإنساني في سورية، تقدّمت به مدريد وولينغتون إلى مجلس الأمن بهذا الشأن».
وأضافت الوزارة «أنّ الجانب الروسي أكّد أنّ مشروع القرار الجديد يجب أن يتضمّن على وجه الخصوص هذين البندين، وهما الحاجة لفصل ما يُسمّى المعارضة عن الإرهابيّين، وضمان ألّا يطبّق نظام وقف الأعمال القتالية على المجموعات الإرهابية».
وكانت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أكّدت أول أمس، أنّ المجموعات الإرهابية لا تزال تعيق العملية الإنسانية في الأحياء الشرقية لحلب، وتواصل منع المدنيّين من الخروج عبر الممرّات الآمنة التى حدّدتها الحكومة السورية.
ويدعو مشروع القرار الإسباني النيوزلندي، وفقاً لما ذكرته «تاس»، جميع الأطراف إلى وقف الهجمات، ويخصّ بالذكر مدينة حلب ويشترط انسحاب «المسلّحين» من شرق المدينة ويدعو لتهدئات انسانية.
إلى ذلك، أكّد المبعوث الأمميّ إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أنّ روسيا لا تقصف حلب الشرقية، وأنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما سيواصل حتى انتهاء ولايته العمل لإنهاء الحرب في سورية.
وقال دي ميستورا في مقابلة مع صحيفة «زودوتشه تسايتونج» الألمانية، إنّه «يصدّق ما تردّده روسيا من أنّها لا تقصف أيّ أهداف في شرق حلب»، لكنه لا يتّهم العصابات الإرهابية بقصف المناطق المدنية والعسكرية بالمواد السامّة، ويتّجه مباشرة إلى القول إنّ موسكو لا تمنع «الجيش السوري من استهداف المستشفيات وأهداف أخرى في المدينة».
ميدانياً، أُبلغ «جيش الفتح» خلال لقاء أمنيّ ضمّه إلى تركيا والسعودية وأميركا، بعدم خروجه من حلب، وذلك بحسب مصدر أمنيّ بغرفة العمليات للجيش السوري وحلفائه بحلب.
المصدر أكّد أنّه في اللقاء الأمني الرباعي، طُلب من «جيش الفتح» الإعداد لعملية عسكرية كبيرة في حلب، ولو أدّت لمقتل مدنيّين.
ويثبت الاجتماع أنّ الدول التي تدّعي حرصها على المدنيّين «هي شريك كامل في القتل والتدمير» وفق المصدر، الذي دعا ستيفان دي ميستورا، المبعوث الأممي إلى سورية، كي «ينتفض ويقول كلمة حق، فلا يكون منفّذاً لسياسة أولئك المتآمرين».
وقرار الجيش السوري، بحسب المصدر الأمني، هو «عدم القبول بالوضع الراهن للمدنيّين كدروع بشرية»، والعمل على طرد «الإرهابيّين التكفيريّين المجرمين من حلب بأسرع وقت ممكن».
وفي السياق، تتواصل الاشتباكات العنيفة على محور مساكن هنانو في الأحياء الشرقية لحلب مع تقدّم وحدة من الجيش السوريّ وسيطرتها على كتل في ذلك المحور.
ودفع تقدّم الجيش السوريّ المجموعات المسلّحة لإعلان النفير العامّ وطلب المؤازرات.
وقال ناشطون، إنّ مسلّحين من «جبهة النصرة» و«حركة نور الدين الزنكي» أرسلوا مسلّحين للمساندة إلى تلك الجبهة، في وقت استهدفت مدفعيّة الجيش السوريّ نقاط تحرّك المسلّحين في محيط جبل بدرو ومساكن البحوث والهلك وشيخ سعيد.
وذكرت وكالة «سانا»، أنّ الجيش السوري نفّذ رمايات نارية مركّزة على محاور تحرّك مجموعات مسلحة تابعة لتنظيم «داعش» في منطقة دير حافر نحو 52 كم شرق مدينة حلب.
وأفاد مصدر عسكري بأنّ وحدة من الجيش «دمّرت 4 آليات وعربة مزوّدة برشاش ثقيل لإرهابيّي تنظيم «داعش»، وقضت على أعداد منهم في رمايات دقيقة على تحرّكاتهم في منطقة دير حافر».
من جهةٍ أخرى، تمّ التوافق على بدء خروج المسلّحين من خان الشيح بريف دمشق الجنوبيّ الغربيّ.
وأضافت أنّ الخروج سيكون على دفعات بدءاً اليوم السبت، في وقت أشارت فيه مصادر إعلاميّة إلى أنّ عدد الراغبين في مغادرة منطقة خان الشيح في الغوطة الغربيّة وصل إلى ألفين، وذلك نحو وجهتين هما درعا جنوباً وإدلب شمالاً.
وفي ريف دمشق، ضبط الجيش نفقاً لمسلّحي «جيش الإسلام» كانوا يستخدمونه في التسلّل وتخزين الأسلحة والذخيرة في حرستا بريف دمشق.
وبيّن مصدر عسكري في تصريح عمليّة نفّذتها وحدة الجيش في منطقة حرستا، «عثرت على نفق بطول 250 متراً وارتفاع 180 سم بعرض متر واحد، كان المسلّحون يتسلّلون وينقلون الذخيرة عبره».