الحاج حسن: دماؤهما أطفأت نار الفتنة
في انتظار ما ستؤول إليه الزيارة التي من المرتقب أن يبدأها رئيس الحكومة تمام سلام إلى قطر التي وصلها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أمس، وما ستسفر عنه المفاوضات التي تجريها الحكومة اللبنانية مع تركيا وقطر في ملفّ العسكريين المخطوفين، وفق ما أعلن رئيس الحكومة خلال جلسة مجلس الوزراء أول من أمس، ما زال الترقب سيد الموقف لا سيما من الأهالي الذين ينتظرون ما ستسفر عنه هذه الزيارة بفارغ الصبر، علّها تتكلل بعودة أبنائهم العسكريين.
وتجلت أمس، أروع مظاهر الوحدة الوطنية وإيلاء مصلحة الوطن على كل ما عداها من اعتبارات فئوية، مذهبية كانت أم طائفية، في زيارة العزاء والمواساة التي قامت بها عائلة الرقيب الشهيد علي السيد لعائلة الجندي الشهيد عباس مدلج، في بلدة أنصار البقاعية حيث جمعتهما صلاة الجمعة في مسجد البلدة على نية الشهداء ومخطوفي الجيش وخلاص لبنان، كما جمعهم المصاب الموجع بفقدان علي وعباس.
وضمّ الوفد والد الشهيد السيد وأفراداً من العائلة، الشيخ وليد اسماعيل ممثلاً مفتي عكار الشيخ زيد زكريا، رئيس بلدية فنيدق خلدون طالب وأعضاء المجلس البلدي، رئيس اتحاد بلديات جرد القيطع عبدالإله زكريا ومخاتير.
وجمعت العائلتين في مصابهما صلاة الجمعة المشتركة في مسجد بلدة أنصار بإمامة المفتي الشيخ بكر الرفاعي الذي كان في استقبال الوفد، إلى جانب وزير الزراعة حسين الحاج حسن، عضو قيادة فرع حزب البعث في البقاع علي زين ناصر الدين، ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات.
ودعا الرفاعي في كلمته إلى «الوحدة الاسلامية والعيش الواحد ونبذ الفتن والأحقاد». وقال: «ليس لدينا الحقّ في التعرض للاجئين السوريين أو لأمن المواطنين على الطرق، وهذا الموقف المتقدم كرسه والدا الشهيدين اللذين بموقفهما قطعا الطريق على كل من أراد العبث بأمن الوطن».
وأعلن اسماعيل، في المقابل، أنّ الزيارة أتت على قاعدة «إنما المؤمنون إخوة»، وقال: «جئنا من عكار لنبني جسور الإخوة بين عكار وبعلبك الهرمل، همنا واحد وغايتنا واحدة، جئنا لنتشارك الحزن والألم ولنوحد الصفوف والكلمة».
وتحدث رئيس اتحاد بلديات جرد القطيع – عكار عبدالإله زكريا، باسم الوفد لافتاً إلى أنّ «هذه المبادرة كانت من والد الشهيد السيد، وأثبتت لكل اللبنانيين أنّ الوطن لا يحيا إلا أمام هؤلاء الرجال». وأضاف: «لقد أريد أن تكون هناك فتنة سنية – سنية، فلم يفلحوا، وأرادوها فتنة سنية – شعية، ومن هذا البيت العريق نقول لم ولن تفلحوا في ضرب هذا الوطن، وردّنا أننا سنبقى موحّدين، وجئنا من فنيدق لمواساة عائلة الشهيد عباس مدلج، ونقول لهم نحن مصيبتنا واحدة ويدنا ممدودة إليكم، ويجب أن نتصدى لهذه الهجمة التي يتعرض لها لبنان، وعلى الحكومة اللبنانية أخذ مبادرة جدية لإطلاق المخطوفين، على أمل أن تكون دماء السيد ومدلج فداء لرفاقهما، ونحن مع المؤسسة العسكرية التي لا بديل لها سوى الفوضى وعدم الاستقرار».
الحاج حسن
وتحدث الحاج حسن باسم عائلة الشهيد مدلج وأهالي منطقة بعلبك ــ الهرمل، فقال: «أنتم إخوتنا في الوطن والدين والنضال، وجمعنا في هذه الدار شرف الشهادة والتضحية والوفاء في الجيش اللبناني، جمعنا واجب التضحية والشرف والوفاء للجيش الذي نقف معه وخلفه وأمامه، صفاً واحداً يدافع عنا وندافع عنه، يحمي الوطن ونحميه بالوحدة الوطنية والقرار السياسي الحازم للحكومة والقوى السياسية».
ورأى أنّ «دماء الشهيدين أطفأت نار الفتنة»، وقال: «إنّ تضحيات الشهداء دين في أعناقنا بالوقوف في وجه كل الأخطار، وعلى الحكومة الاستمرار في مساعيها الجادة والفاعلة لإعادة المفقودين العسكريين وقوى الأمن، وعلى الدولة الحزم في أمرها في ملاحقة المخلين بالأمن ومن يعكر صفو السلم الأهلي وهذا من واجبات الحكومة والقوى الأمنية».
وأكد أنّ «من واجب الحكومة أيضاً احتضان عائلات المفقودين والشهداء، والوقوف إلى جانبهم وأن تحافظ على الوحدة الوطنية»، داعياً: «اللبنانيين جميعاً إلى عدم الانزلاق إلى ما يريده الكفرة من فتنة، لأن اللبنانيينّ جميعاً أعلنوا أنهم ضدّ الإرهاب والقتلة، وعلينا عدم تحقيق أي هدف لهم من خلال التعرض لأي مواطن».
وختم الحاج حسن: «مجيئكم اليوم إلينا يا أهلنا في عكار هو رسالة إلى كل اللبنانيين في كل المناطق، إنّ ما وحدنا طوال مئات السنين، مسيحيين ومسلمين، سنة وشيعة، سيوحدنا مهما اشتدت الظروف، وإنّ دماء عباس وعلي غالية علينا، ونأمل بأن يكون هذا اللقاء فرجاً للأهل المنتظرين، وأن يكون شهيدانا فداء للمخطوفين».
وقدمت والدة الشهيد مدلج نسخة من القرآن وصورة لابنها إلى والد الشهيد السيد.
قطع طريق البزالية
وتواصلت مظاهر الاحتجاج على خطف العسكريين، حيث قطع أهالي البزالية صباح أمس، الطريق الدولية عند مدخل البلدة بالعوائق، احتجاجاً على استمرار خطف العنصر في قوى الأمن الداخلي علي رامز البزال من قبل المسلحين في جرود عرسال، وذلك بمشاركة رئيس البلدية محمد البزال وفعاليات البلدة وحشد من الأهالي.
وطالب البزال الحكومة بالإسراع في الخطوات الآيلة إلى الإفراج عن المخطوفين العسكريين»، مؤكداً أنّ «الأهالي ضدّ عمليات احتجاز حرية المواطنين وإقفال الطرقات». كما دعا أهالي عرسال إلى «القيام بخطوة متقدمة للإفراج عن المخطوفين، فكلنا في المنطقة أهل وتربطنا معاً العلاقات الاجتماعية والدينية والأخلاقية».
وناشدت والدة المخطوف البزال الخاطفين الإفراج عن ابنها.
جولة تفقدية لرئيس الأركان في عرسال
ميدانياً، تفقد رئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان قبل ظهر أمس، الوحدات العسكرية المنتشرة في منطقة عرسال، حيث جال في مراكزها، واطلع على أوضاعها، وإجراءاتها الميدانية المتخذة لحماية المنطقة من الإرهابيين واستعدادها لمواجهة أي طارئ، كما اجتمع بالضباط والعسكريين، منوّهاً بجهودهم وتضحياتهم، وناقلاً إليهم توجيهات قائد الجيش العماد جان قهوجي.
أجراءات أمنية في طرابلس وتوقيفات في المناطق
وفي طرابلس، شدّد الجيش اللبناني إجراءاته الأمنية في محيط المساجد في طرابلس تزامناً مع صلاة الجمعة، حيث قطع الطرقات المؤدية إليها. كما قام بتفتيش السيارات ودقق في أوراق أصحابها.
أما في صيدا، فكشف مصدر أمني لـ«المركزية»، أنّ المداهمات التي قامت بها مخابرات الجيش منذ مساء الخميس لتجمعات النازحين السوريين في صيدا وضواحيها، أسفرت عن توقيف 17 نازحاً حتى الآن، من بينهم 5 كانوا على صلة بالشيخ أحمد الأسير في مجمع عبرا، أما الباقون فأوقفوا في تجمعات الإيمان والشاكرية وزاروب النجاصة والعلايلي، وعثر بحوزتهم على أسلحة فردية وممنوعات.
وفي الدكوانة نفذت شرطة البلدية وعناصر من قوى الأمن الداخلي، مداهمات لأماكن سكن النازحين السوريين، في رأس الدكوانة والسلاف، وتمّ توقيف 13 سورياً وضبط أجهزة خلوية وكمبيوتر.
وفي صور، داهمت قوة من الجيش اللبناني مخيماً للنازحين السوريين في مدينة صور بحثاً عن مطلوبين.
مناورة للجيش في حامات
وفي إطار الاستعدادات لمواجهة الظروف الأمنية الصعبة، نفذ الجيش مناورة في منطقة حامات، وقالت قيادة الجيش في بيان: «في حضور عدد من ضباط الجيش ومسؤولي فرق التدريب الأميركية والبريطانية العاملة في لبنان، نفذت وحدات من مدرسة القوات الخاصة والقوات الجوية والبحرية، وأفواج التدخل الأول، المدفعية الثاني والمدرعات الأول، مناورة قتالية في منطقة حامات، تخللتها رمايات بالمدفعية والدبابات والطوافات والزوارق الحربية.
وتأتي هذه المناورة في إطار خطة التدريب النوعي التي وضعتها قيادة الجيش للتأكد من جاهزية الوحدات، واستعدادها للتدخل السريع والفاعل في مختلف الظروف القتالية».
«النصرة» و«داعش» يصادران جرافات من عرسال
استولت مجموعة مسلحة من «جبهة النصرة» و«داعش» أمس، على عدد من الجرافات في أطراف عرسال ونقلتها إلى الجرود، بعد تحطيم عناصرها محتويات ولوازم ومعدات ثلاث كسارات في عرسال عائدة إلى كل من المختار ملحم الحجيري، محمد علولي وهاني الحجيري.