تشكيليّون سوريّون وروس ينظّمون معرضاً فنّياً مشتركاً في موسكو

أقام الفنانون التشكيليون السوريون الدارسون في روسيا بالتعاون مع زملائهم الروس، معرضاً فنّياً في العاصمة موسكو، شمل لوحات وأعمالاً نحتية وصوَراً ضوئية تمثّل واقع سورية وطبيعتها، قبيل الحرب الإرهابية التي تتعرّض لها وبعدها.

وجسّدت اللوحات والصوَر والمنحوتات آثار الحرب التي تتعرض لها سورية منذ أكثر من خمس سنوات على حياة الشعب السوري ونضاله. هذا الشعب الذي يواصل صموده ومواجهته للإرهاب التكفيري المدعوم من دول غربية وممالك الخليج ومشيخاته والنظام التركي.

وشهد المعرض حضوراً كبيراً من المواطنين الروسي ومن أبناء الجالية السورية والبلدان العربية وعدد من ممثلي الهيئات الدبلوماسية العربية والأجنبية في موسكو.

وتم خلال المعرض توزيع جوائز تقدير للفنانين المشاركين. بينما أكد منظّمو هذه الفعالية الفنية في كلمات ألقوها، أنّ الهدف من إقامتها الإضاءة على واقع سورية قبل وبعد أن دنّست أرضها قطعان الإرهابيين الظلاميين الذين يرفضون كل إبداع وفنّ، والذين وفدوا إليها من مختلف أصقاع العالم لينشروا الخراب والدمار على أرضها.

وشدّد المنظّمون على أن هذه الفعالية تمثّل تعبيراً عملياً عن التفاهم والتلاقي والتعاون الخلاق بين أبناء الشعبين السوري والروسي، والذي يهدف إلى تكثيف مختلف الجهود في مواجهة الإرهاب الدولي الذي يهدّد الأمن والاستقرار في العالم برمّته.

بدوره، قال الدكتور رياض حداد سفير سورية في روسيا في كلمة: إننا نرى من خلال هذا المعرض حالة التكامل الإنساني والتخاطب عبر لغة الفنّ المفهومة من قبل جميع الشعوب، والتي تعبّر عن مشاعر التعاطف مع ضحايا الإرهاب الممنهج. معتبراً أنه من الضروري اليوم رفع الصوت عالياً لنقول لداعمي الإرهاب كفاكم قتلاً وإجراماً وهمجية وتدميراً لمعالم الحضارة.

وأضاف حداد: إن فنّانينا المبدعين يقاومون بفنّهم وريشتهم وعدساتهم لإيصال رسالتهم إلى العالم، وفضح هذا الفكر التكفيري الوهابي الذي ما كان له أن ينتشر لولا وجود قوى إقليمية ودولية تقدّم له الدعم والرعاية والتمويل والتسليح. بينما الغريب أن من يدّعون محاربة هذا الفكر هم من هيّأوا له سبل التمدّد والانتشار.

وأكد أن الشعب السوري سيبقى صامداً بجيشه الأبيّ وبفضل أصدقائه ومحبّي الإنسانية الذين يقفون إلى جانب سورية في حربها ضد الإرهاب العالمي الممنهج. متمنّياً استمرار التألق لفنانينا ولكل الفنانين الذين شاركوا في هذا المعرض النابض بكلّ معاني الحياة ومقوّمات الإرادة لمواجهة الإرهاب.

من جهته أشار الملحق الثقافي في سفارة أوسيتيا الجنوبية في موسكو فلاديمير سيرغييف إلى أنّ هذه الفعالية هي تعبير عن تضامن الشعب الروسي وتكاتفه مع صمود سورية ونضالها في وجه الإرهاب الدولي الذي لا يهدّد سورية بمفردها، إنما يهدّد العالم كاملاً.

وأوضح سيرغييف أن هذه الفعالية المشتركة تعبّر أيضاً عن حالة التبادل الثقافي بين مختلف الشعوب ومختلف الحضارات والثقافات، وتتيح الفرصة للتواصل والتعرّف إلى التنوّع والغنى الثقافيين في سورية. مبيّناً أن مشاركة فنانين روسي تأتي للتأكيد على أن السوريين ليسوا وحدهم في معركة حماية السلام في العالم.

ولفت سيرغييف إلى رغبة الفنانين في جمهورية أوسيتيا الجنوبية بالتعاون مع الفنانين السوريين لإقامة مثل هذه الفعاليات في إطار مشترك. معرباً عن الاستعداد لزيادة التبادل الثقافي مع سورية ومع شعبها الصامد في مواجهة الإرهاب.

وأعربت الفنانة السورية رؤى عزي في حديث صحافيّ عن سعادتها بمشاركة فنانين روس في هذا المعرض، وتقديمهم صوَراً عن طبيعة سورية وحضارتها بريشتهم وأحاسيسهم. مضيفة أنها تشارك بلوحات تعبّر عن هول الحرب الإرهابية التي تتعرّض لها سورية، كما تحمل الأمل في نهاية هذه الحرب والتخلّص من آثارها.

من جهتها، قالت الفنانة التشكيلية السورية النحاتة إخلاص الفقيه إن مشاركة الفنانين السوريين في هذا المعرض تعبّر عن أن أبناء سورية الحضارة أبناء تدمر وإيبلا يحملون رسالة في مواجهة الإرهاب والتدمير. مشيرة إلى أنها تشارك بعملين نحتيين تحت عنوان «البحر» و«السلام».

وفي لقاء آخر، قالت الفنانة التشكيلية والمعيدة في جامعة دمشق سها سلوم إن رسالة الفنان تتمثل في إيصال فكره وهواجسه من خلال أعماله. وقالت: نحن كفنانين سوريين عشنا الأزمة التي تمرّ بها سورية، ويمكننا أن نعبّر بصورة صادقة عما جلبه الإرهاب من ويلات على أبناء شعبنا. كما نتابع دراستنا العليا خارج الوطن لنرفع صوتنا وصوت بلدنا عالياً في وجه رعاة الإرهاب.

وأوضح الفنان السوري الياس أيوب أنه يشارك في هذا المعرض بعملين تحت عنوان «غبار الحرب» و«في حضرة إله الحرب». مشيراً إلى أن أعمال الفنانين السوريين كانت مكرّسة بصورة عامة للوطن والاشتياق إليه والوقوف إلى جانبه في مواجهة ما يتعرّض له من جرائم وتخريب وتدمير.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى