فيديل كاسترو.. بصمة ثورية فارقة

لم يباغت الموت قائد الثورة الكوبية فيديل كاسترو، الجمعة الماضي، بعد حياة عاصفة بالقيم الثورية والإنجازات التي تركت بصمتها علامة فارقة للتاريخ، يشهد بها أعداؤه قبل حلفائه!

وولد كاسترو العام 1926 لعائلة ثرية، لكنه تمرّد منذ صغره على حالة الترف التي كان يعيشها في أسرته، بعدما صدمه التناقض الكبير بين رغد عيشه وبين قسوة العيش والفقر في مجتمعه. وطيلة خمسة وأربعين عاماً صمد كاسترو أمام الولايات المتحدة ضد حصارها الاقتصادي الذي فرضته على كوبا. واستمر نظامه حتى بعد سقوط الأنظمة الشيوعية في الاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية. وبينما كانت الأنظمة الشيوعية تسقط حول العالم، نجح كاسترو في الحفاظ على الأعلام الحمراء ترفرف على أبواب عدوه الأكبر، وعدوة الشعوب التواقة للحرية والسيادة، الولايات المتحدة الأميركية. كان القائد الثوري الكوبي يُعرف بين أفراد شعبه باسم «فيديل» أو «القائد»، قد قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة العام 1961، كما أمّم عدداً من الشركات الأميركية التي بلغ مجموع أرصدتها ما يقرب من مليار دولار.

وقد أبقى كاسترو حياته الشخصية شأناً خاصاً ولم تتوفر معلومات عنها إلا في السنوات الأخيرة.

ولعل أبرز ميزة جسّدها بنبل، أنه تخلّى عن الحكم طوعاً وانصرف على التأمل لأكثر من عشر سنوات في السنيّ الأخيرة من حياته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى