تفاصيل من زيارة الوفد التركي إلى طهران…
باريس ـ نضال حمادة
في خطوة مفاجئة زار وفد تركي رفيع المستوى العاصمة الإيرانية طهران، يوم السبت الماضي، وضمّ الوفد كلاً من وزير الخاجية التركي مولود جاويش اوغلو ورئيس جهاز المخابرات التركية هاكان فيدان الذي قال عنه أردوغان إنه حافظ أسراره. ويظهر من وجود هاكان فيدان مع وزير الخارجية انّ الزيارة كانت على جانب كبير من الأهمية وناقشت أموراً أمنية. وهي على أية حال سبقت المعركة الحاسمة الدائرة حالياً في حلب بأربع وعشرين ساعة لا أكثر.
مصادر ايرانية عليمة قالت في حديث لـ «البناء» انّ عقلية أردوغان أصبحت أمنية بشكل كبير منذ انقلاب شهر آب الماضي، وبالتالي فإنه في الزيارات المهمة والمفصلية يرسل رئيس جهاز المخابرات، وهذا ما حصل في زيارة السبت الماضي الى طهران.
المصادر الإيرانية أضافت أنّ الوفد التركي كان أكثر مرونة خلال هذه الزيارة، من كلّ الزيارات السابقة، خصوصاً في الموضوع السوري والعراقي، وقالت المصادر إنّ تركيا لديها حالياً مطلبان، التوصل مع ايران إلى تفاهم يمنع النفوذ الكردي في الموصل وتلعفر التي تعطيها أنقرة أهمية كبيرة، والتوصل مع إيران وروسيا إلى اتفاق او تفاهم بشأن حملة «درع الفرات»، التي وصلت الى مشارف مدينة الباب عند مدينة حلب، خصوصاً بعد القصف الجوي السوري على مواقع «درع الفرات»، والتي نتج عنها مقتل ثلاثة جنود أتراك وجرح ستة آخرين، في تطور لافت تزامن مع الذكرى السنوية الأولى لإسقاط الطائرات التركية طائرة سوخوي الروسية في جبال اللاذقية ما أدّى الى مقتل طيار روسي وتسبّب بأزمة كبيرة بين روسيا وتركيا ما زالت آثارها حتى الآن.
في السياق قالت المصادر الإيرانية إنّ المسؤولين في طهران قالوا للوفد التركي عن القصف السوري في مدينة الباب إنه رسالة غير سورية. وهذا ما فهمه الأتراك إنه رسالة روسية اولاً وأخيراً. وأضافت المصادر انّ الوفد التركي قال بصراحة انّ تركيا ليس لديها النية للردّ على قصف قواتها في الباب، ونصح الإيرانيون الوفد التركي أن لا يراهنوا كثيراً على دول الخليج العربي ولا على الرهان على تحالف معها لأنّ قرار هذه الدول ليس بيدها وأنّ على تركيا عدم المراهنة على الإدارة الأميركية الجديدة لأنّ ترامب الآتي للبيت الابيض ليست معروفة سياسته المستقبلية وليس من الواضح انّ اميركا لديها سياسة محدّدة في الشرق الاوسط على المدى المنظور. وقال الايرانيون للأتراك انّ المراهنة على ترامب مقامرة.
المسؤولون في طهران تناولوا موضوع العلاقات التركية الإيرانية وقالوا للوفد التركي إنّ العلاقات بين البلدين قوية ومصيرية ولا يجب ان تخرب بسبب المواقف التركية في سورية والعراق، وحول عملية «درع الفرات» قال الايراني للتركي إنّ هذه الحملة حققت أهدافها والذهاب بها ابعد من الحدود المرسومة لها لن تقبل به روسيا وإيران، في رفض إيراني مبطن للهدف التركي بدخول مدينة الباب في سورية.
«نحن وقفنا معكم أثناء الانقلاب العسكري بسبب حرصنا على عدم تدهور الأوضاع في المنطقة»، قال المسؤولون الإيرانيون للوفد التركي، لكن عليكم ان تعلموا انّ سياستكم في سورية والعراق إذا استمرّت على حالها، فإنها سوف تفيد قوى محلية واقعية على الأرض، وسوف تدفعون أنتم في تركيا الثمن في حال سيطرت هذه القوى على الأرض. ومما قاله الايرانيون للأتراك في هذه الزيارة إنّ علاقاتكم مع اوروبا متدهورة جداً وليس لكم مصلحة في استعداء الروسي ايضاً.
الوفد التركي كان مهتماً بمعركة تلعفر في العراق، حسب المصادر الإيرانية، وطلب من طهران ضمانات بعدم تنامي النفوذ الكردي في تلعفر والموصل بعد خروج تنظيم داعش منها.