كاسترو.. 638 محاولة اغتيال جعلته أسطورة
عمّت مظاهر الحداد التي ستستمر تسعة أيام في كوبا بعد رحيل الأسطورة فيديل كاسترو، وأعلنت هذه الدولة التي أصبحت مخرزاً في الخاصرة الأميركية، استعدادها لمراسم تكريم ضخمة وموكب تشييع حافل.
يحتل كاسترو مكانة فريدة في قلوب عشاق الاشتراكية في أميركا اللاتينية وأفريقيا، وجاءت وفاته بعد مرور ثلاثة أشهر على احتفالات كوبا بعيد ميلاده الـ 90، حيث نظمت احتفالات حاشدة في العاصمة هافانا في آب الماضي شارك فيها مئات الآلاف واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، وظهر كاسترو علناً حينها.
وستنطلق اليوم الاثنين سلسلة مراسم تكريم بتجمّع للكوبيين في ساحة الثورة التاريخية في هافانا، وذلك بعد إحراق جثمانه وسينقل لاحقاً رماده في مسيرة تستغرق 4 أيام عبر البلاد، قبل مواراته في مدينة سانتياغو جنوب شرق كوبا في 4 كانون الأول 2016.
ولد كاسترو عام 1926، في مقاطعة أورينت جنوب شرق كوبا، لعائلة ثرية تشتهر بأعمال الزراعة، التحق بمدرسة داخلية يسوعية في مدينة سانتياغو، ثم أكمل دراسته في جامعة هافانا، حيث التحق بكلية الحقوق وتخرّج منها عام 1950، بحصوله على درجة الدكتوراه في القانون، وفيما واصل كاسترو بعد التخرج ممارسة المحاماة، كان حينها ينوي الترشح في الانتخابات البرلمانية، لكن تم إلغاء الانتخابات بعد قيام فولغنيسو باتيستا بانقلاب عسكري أطاح بنظام كارلوس ساكاراس، وبدأت الحياة السياسية في كوبا تتخذ مجرى آخر، في ظل نظام ديكتاتوري مدفوع من واشنطن، قيّد حرية الإعلام، وبات يلاحق المعارضين للحكم.
من هنا دبّت روح الثورة في كاسترو، حيث بدأ بتشكيل قوة ثورية في المكسيك بعد إطلاق سراحه، كما قام بتأسيس حركة 26 تموز الثورية، التي كانت سبباً في لقائه بالمناضل تشي جيفارا، نشأت بينهما صداقة قوية، ساهمت فيما وصل إليه كلاهما، وفور الانتهاء من تجهيز الخطة، أبحر كاسترو ورفاقه إلى كوبا لإشعال فتيل الثورة، وبالفعل لاقت مبادئ كاسترو الثورية تأييداً شعبياً هائلاً، كما انضمّ عدد كبير من القوات المسلحة الكوبية إلى جانب كاسترو، الأمر الذي ساعده ورفاقه في إسقاط نظام باتيستا الحاكم المستبد الذي اختار الهرب بعد فشل محاولة بقائه في الحكم عام 1959.
في الوقت الذي تسلم فيه كاسترو السلطة حكم كوبا بقبضة قوية، وأصبح أكثر من مجرد رئيس للبلاد، وتمكّن من كسب قلوب الفقراء بعد أن جعل التعليم والعلاج في متناولهم، مما مهّد له الطريق لشعبية امتدت إلى دول أخرى.
وأثار اعتناق كوبا الشيوعية غضب واشنطن وحاولت المخابرات الأميركية اغتياله 638 مرة، كما حاصرته اقتصادياً أيضاً لتضييق الخناق على الشعب الكوبي.
في شباط 2008 فاجأ كاسترو شعبه والعالم، بإعلان استقالته من منصبي الرئاسة ورئاسة أركان الجيش في كوبا، وترك الحكم لأخيه ووزير الدفاع آنذاك راؤول كاسترو.