عون يواصل العمل على حلحلة عقد التأليف ولا تساهل مع الفساد

أكد الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري تفاهمه مع رئيس الجمهورية على الأمور كافة، لافتاً الى وجود بعض العقبات في مسار تشكيل الحكومة و»سنحاول حلحلتها»، مشدداً على أن مصلحة البلد والمواطن هي الأهم.

كلام الرئيس الحريري جاء بعد زيارته في الثانية بعد ظهر أمس، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا.

وبعد اللقاء تحدث الحريري للصحافيين فقال: «جئنا للتشاور مع الرئيس عون بشأن الحكومة. ونحن متفاهمون على الأمور كافة، ويوجد بعض العقبات، وإن شاء الله سنحاول حلحلتها. والرئيس عون حريص على اقتصاد البلد، خصوصاً ان هناك مؤشرات ايجابية كثيرة ظهرت بعد انتخابه ونحن سنستكمل الخطوات بالتشاور مع فخامته». ورداً على سؤال قال الحريري: «نحن مع الرئيس بري ظالماً كان أم مظلوماً».

وأكد رئيس الجمهورية خلال استقباله في قصر بعبدا وفوداً سياسية وروحية واجتماعية، مواصلة العمل على حلحلة عقد تأليف الحكومة، لافتاً في المقابل إلى أنه لن يتساهل في العمل لتأمين حقوق الناس وتطبيق العدالة ومنع الفساد وقيام المؤسسات والوزارات بدورها كاملاً.

وأشار إلى «أن الاجواء الشعبية ممتازة وكذلك الأجواء الدولية والعربية لا سيما مع كل دول الخليج»، مشدداً على أن مهمتنا كانت إعادة الاستقرار والوفاق، أما الآن فإن الاهتمام ينصبّ على إعادة بناء الدولة.

وفي السياق، استقبل رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ اسد عاصي على رأس وفد من الطائفة العلوية جاء مهنئاً بانتخابه. وقال الشيخ عاصي: «عندما يكون الرئيس مع كل الطوائف والجيش والشعب تمتد عظمته على مساحة الوطن لبنان، لا سيما أن الرئيس عون وقّع تفاهماً مع السيد حسن نصر الله ويجب أن يحتذي كل مسؤول وسياسي وكل طائفة بهذا المثال الرائع».

وإذ أعرب عن ثقته بأن الرئيس عون سيكون من رعيل القادة العظماء، فإنه طالبه بحقوق الطائفة الإسلامية العلوية، متمنياً اهتمامه بملف العسكريين المخطوفين وملف طرابلس التبانة وجبل محسن والموقوفين الإسلاميين.

وردّ عون مرحباً بالوفد، مؤكداً أنه تابع الوضع الذي مرت فيه طرابلس، وكان متألماً له متمنياً أن تعود النفوس إلى طبيعتها بعدما عادت الأحوال الى استقرارها.

وأكد تبنيه مطالب الشيخ عاصي منذ العام 2009 لدى تأليف أول حكومة بعد الانتخابات والتي حالت الصعوبات دون تحقيقها، معرباً عن الأمل في أن يتمّ تعديل الظروف الحالية مع دراسة قانون الانتخاب الجديد كي لا تكون منة بل حق يعطى لأصحابه.

تحدّث الشيخ عاصي باسم المجلس بعد اللقاء، مؤكداً «أننا ننتظر قانون الانتخاب الجديد الذي يعطينا حقاً في عهد الرئيس عون. أما أن نأتي بوزير من أجل أن يرضى بحقيبة فارغة أو ممتلئة، فنحن لا نبحث عن الطبقية بل عن ضرورات المجلس والبيت الإسلامي العلوي من أجل لبنان وعندئذ نطالب بحقوقنا إسوة بالطوائف الاخرى.»

واستقبل عون وفد المجلس التنفيذي للرابطة المارونية برئاسة النقيب انطوان قليموس الذي نقل تهاني أعضاء الرابطة بانتخابه رئيساً «كمقدّمة لإعادة إحياء مؤسساتنا الدستورية».

وقال قليموس «إن اللبنانيين يتطلّعون في عهد الرئيس عون الى أن يجعل من النزاهة والكفاءة معياراً لاختيار من يتولى المسؤولية العامة، وأن يعيد ولاء الموظفين للدولة وحدها بعيداً عن الاستزلام والتبعية للقوى السياسية، وأن يدعم استقلالية القضاء بحيث يطبق القانون على الجميع دون تمييز أو مراعاة، وأن يعيد لأجهزة الرقابة هيبتها ودورها في إنزال العقوبات بالفاسدين والمفسدين، وأن يعتمد المداورة في المراكز الإدارية الأساسية وأن يساعد على إعادة تأهيل الموظفين في القطاع العام، وأن يخلق البيئة الإدارية والقانونية والتشريعية التي تحفز عودة آلاف الشباب اللبنانيين الذي يتبوأون في الخارج أعلى المراكز في المجالات الإدارية والمالية والتقنية وغيرها، وبذلك يساعد هذه الثروة البشرية العائدة على تأسيس شركات ومؤسسات عصرية وحديثة توظف الأجيال الشابة، وأن يسعى لتحقيق اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، وأن يعمل على تحقيق التنمية المتوازنة والتوزيع العادل والمقبول للثروة الوطنية، بحيث تختصر الفوارق بين الشرائح الاجتماعية وتترسخ قيم التضامن والعدالة الاجتماعية».

وأضاف: «إذ يؤكد المسيحيون تمسكهم بالحياة المشتركة بالرغم من تواني الشريك ولا مبالاته، فإنهم يتطلّعون الى تطبيق اتفاق الطائف نصاً وروحاً بما يعيد الشراكة الوطنية الفعلية والمتوازنة».

وأكد الرئيس عون من جهته، العمل لتحقيق الكثير من المطالب التي أوردها المجلس التنفيذي للرابطة، لافتاً إلى مواصلة العمل على حلحلة عقد تأليف الحكومة. وأشار إلى أنه لن يتساهل في العمل لتأمين حقوق الناس وتطبيق العدالة ومنع الفساد وقيام المؤسسات والوزارات بدورها كاملاً.

وطمأن رئيس الجمهورية إلى «أن الأجواء الشعبية ممتازة وكذلك هي الأجواء الدولية والعربية لا سيما مع كل دول الخليج»، مؤكداً أن «مهمتنا كانت إعادة الاستقرار والوفاق، أما الآن فإن الاهتمام ينصبّ على إعادة بناء الدولة.»

بعد اللقاء، تحدث قليموس، مؤكداً أن «تأليف الحكومة لا يمكن أن يتم إلا تحت سقف مبادئ وهي محاربة الفساد، إعادة التوازن إلى الشراكة الوطنية وإلى الدور الصحيح لكل مقوّمات الكيان اللبناني، وإن الدور الذي يقوم به الرئيس هو دور شامل وللجميع ولا يعني فئة معينة سياسياً أو طائفياً أو مذهبياً. لذلك نحن مرتاحون جداً للقاء وللهدوء التام الذي يتميّز به فخامة الرئيس في ما يتعلق بعملية تأليف الحكومة.»

وقال: «لقد أبلغنا الرئيس عون ومن ضمن الكتاب الذي قدمناه له، أننا نتمنى ان يكون هناك تجديد للنخب السياسية في البلد من خلال مشروع قانون الانتخاب الذي وضعته الرابطة المارونية والذي سبق وأن أطلقناه في خلال مؤتمر صحافي».

والتقى عون وفد هيئة التنسيق الوطنية من أجل النسبية برئاسة المنسق العام الوزير السابق عصام نعمان الذي هنأ الرئيس على انتخابه وقدّم مذكرة باسم الهيئة تضمّنت المطالبة بإجراء انتخابات عامة من خلال إقرار قانون انتخابي يؤمن عدالة التمثيل قبل موعد الانتخابات المرتقبة.

وجاء في المذكرة: «إننا ندعو الرئيس عون، بما هو قائد وطني من خارج الشبكة الحاكمة ومعارض متشدّد لمنظومة الفساد والمحاصصة، إلى أن يلجأ لاستخدام صلاحياته الدستورية لضمان تأليف حكومة وطنية جامعة تتبنى مطلب النسبية، وذلك برفض توقيع مرسوم تشكيلها ما لم يتعهّد أعضاؤها بإقرار المطلب الإصلاحي الشعبي المذكور، عملاً بالفقرة 4 من المادة 53 من الدستور التي تنص على أن رئيس الجمهورية «يصدر بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء مرسوم تشكيل الحكومة ومراسيم قبول استقالة الوزراء أو إقالتهم». ذلك أن من حق رئيس الجمهورية، عندما لا يتوصل إلى اتفاق مع رئيس الحكومة المكلّف بشأن تركيبتها أو برنامجها، أن يرفض توقيع مرسوم تشكيلها إلى أن يتوصل الرئيسان الى اتفاق».

وأضافت المذكرة: «أن آلاف اللبنانيين يعولون على الرئيس عون ليترجم في سدة الرئاسة ما كان يدعو اليه ويعدهم به في زمن المعارضة».

وردّ عون مؤكداً إعطاء الأولوية بعد تشكيل الحكومة الجديدة لقانون الانتخاب تمهيداً لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها. وشدّد رئيس الجمهورية على ضرورة تعاون الجميع للوصول الى تحقيق الأهداف التي يرنو اليها المواطنون والتي أورد خطوطها العريضة في خطاب القسم.

والتقى عون وفد حركة الناصريين المستقلين «المرابطون» برئاسة العميد مصطفى حمدان الذي نقل إلى رئيس الجمهورية التهاني، مؤكداً أن مواقفه هي ضمانة للبنانيين وأهل المشرق وللحرية والكرامة والعدالة وتكافؤ الفرص.

ودعا العميد حمدان إلى الالتفاف حول الرئيس عون في معركته ضد الفساد والمفسدين والاستمرار في محاربة الارهاب.

وقال: «إن الرئيس عون هو ضمانة وحصانة كل «الاوادم» في لبنان».

ورد عون شاكراً الوفد على تهنئته وأكد أن البلاد تتجه الى مزيد من الاستقرار السياسي والامني وانه ماض في تحقيق خطاب القسم بعد تشكيل الحكومة الجديدة.

واستقبل رئيس الجمهورية وفداً من حزب الخضر اللبناني برئاسة رئيسة الحزب ندى زعرور التي سلمت رئيس الجمهورية رسالة من اتحاد أحزاب الخضر لآسيا والمحيط الهندي والذي من بين أعضائه حزب الخضر اللبناني، تضمنت تهنئته بانتخابه رئيساً ودعوة الى إعطاء البيئة الاولوية لناحية تغير المناخ وللتعاون مع حزب الخضر اللبناني. كما تم تسليم الرئيس عون دراسة أعدها الحزب لنهر بيروت ومحيطه مع التمني ان يتحقق هذا المشروع الإنمائي في عهده، إضافة الى كتاب حول اهم القضايا التي يناضل الحزب من أجلها على كافة الصعد، وكتاب آخر وجّهه الحزب الى الامين العام للامم المتحدة اثناء انعقاد المؤتمر الذي دعت اليه الأمم المتحدة حول المهجرين هذا العام.

ومن زوار بعبدا، ممثلة رئيس الجمهورية لدى المنظمة الفرانكوفونية الدكتورة فاديا كيوان التي أطلعت الرئيس عون على عمل المنظمة والمواضيع التي تهمّ لبنان.

وفي اليوم الأخير لاستقبال القصر الجمهوري الوفود الطلابية لشهر تشرين الثاني الحالي، جرياً على تقليد وطني لمناسبة عيد الاستقلال، تواصل تقاطر الطلاب من مدارس لبنانية عدة ومن مختلف المناطق الى قصر بعبدا. وجالوا على عدد من قاعات القصر، واطلعوا على معالمه واستمعوا الى شروحات عن تاريخه ورمزية قاعاته الأساسية كقاعة 22 تشرين الثاني، و25 أيار وصالون السفراء إضافة الى حديقة الرؤساء، وجرى التقاط الصور التذكارية للوفود في كل محطة من محطات الجولة.

وضمت الوفود طلاباً من ثماني مدارس هي: مدرسة «قصر الثقافة» – حارة حريك، «المدرسة الوطنية الاميركية» – زحلة، مدرسة «الاليزيه» – الحازمية، ليسيه «شارلماين» – روميه، مدرسة «جنة الاطفال» – حارة صخر، مدرسة الرسل – جونيه وثانويتي «القلبين الأقدسين»- عين نجم والسيوفي.

واستقبل عون بعد ذلك، رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور جوزف جبرا على رأس وفد من الجامعة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى