دمشق تقلّل من أهمية مواصلة الدوحة دعم الإرهابيّين: قطر خزّان للتطرّف والفكر التكفيري

قلّلت وزارة الخارجية السورية من أهميّة تصريحات الدوحة حول نيّتها مواصلة تسليح المعارضة السوريّة حتى في حال أوقف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الدعم الأميركي لها.

وفي بيان صدر أمس، وصفت دمشق التصريح بهذا الشأن، الصادر عن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني السبت الماضي، بأنّه ليس سوى «جرعة لرفع معنويّات المجموعات الإرهابية أمام الهزائم والانهيارات».

ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن وزارة الخارجية السورية: «مرة جديدة يفضح أزلام مشيخة دويلة قطر علاقتهم العضويّة بالعصابات الإرهابيّة المسلّحة في سورية من خلال تقديم كافة أشكال الدعم العسكري والمالي والسياسي لهذه العصابات، الأمر الذي جعل من النظام القطري أحد خزّانات التطرّف والإرهاب والفكر التكفيري».

واستدركت الوزارة قائلة: «أمّا الحديث عن الاستمرار في تزويد الإرهابيّين في سورية بالأسلحة، رغم بوادر التغيير في المواقف الدولية إزاء الإرهاب في سورية، فهو ليس سوى جرعة لرفع معنويّات المجموعات الإرهابيّة أمام الهزائم والانهيارات المتلاحقة التي تمنى بها يومياً على يد بواسل الجيش العربي السوري».

وأكّدت الوزارة، أنّ «الإرهاب في سورية إلى زوال، وعلى المجتمع الدولي مسؤولية تأديب الدول الراعية للإرهاب»، معتبرةً أنّ «رعاة الإرهاب سيدفعون ثمن سياساتهم التخريبيّة عاجلاً وليس آجلاً».

إلى ذلك، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي تقدّم الجيش السوري في شرق مدينة حلب.

وقال المتحدّث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس: «جرى خلال الاجتماع بحث موضوع تقدّم الجيش السوري في شرق حلب، وتحرير العديد من أحياء المدينة من الإرهابيّين».

وفي السِّياق، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره المصري سامح شكري في اتّصال هاتفي أمس تسوية الأزمة السوريّة.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية «خلال المحادثة تبادل الجانبان وجهات النظر حول الوضع القائم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع التركيز على قضايا تسوية الأزمة السورية، بما في ذلك ضرورة تسوية الوضع الإنساني في سورية، مع الأخذ بعين الاعتبار ذلك الدور الذي من شأنه أن يلعبه مجلس الأمن الدولي في المرحلة الراهنة».

ميدانياً، استمرّت العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري نحو الأحياء الوسطى بعدما تحقّق التقدّم الأخير في الجزء الشمالي من شرق حلب. وقد ثبّت الجيش السوري نقاطاً عسكرية في المنطقة التي سيطر عليها مؤخّراً.

وأشار مصدر إلى أنّ المعارك كانت شرسة في مساكن هنانو شرق حلب، بعدها انهار المسلّحون وانسحبوا جنوباً وهم يتبادلون فيها الاتّهامات والشتائم، خاصة اتجاه الفصائل التي تُعتبر قريبة من تركيا، حيث اتّهم بعض المسلّحين بعض الفصائل بالانسحاب اتجاه الريف الحلبي مقابل مبلغ 250 لكل مقاتل، إلّا أنّ المصدر أكّد أنّ حلب الشرقية مطوّقة بالكامل ومن غير الممكن للمسلّحين داخل حلب الشرقية الانسحاب باتّجاه الريف.

وأكّد مصدر سوري أنّ ما حصل هو انهيار للمسلّحين وليس انسحاباً، إذ إنّ الانسحاب يكون منظّماً، وما حصل كان فراراً سريعاً للمجموعات المسلّحة.

وقد استعاد الجيش السوري وحلفاؤه السيطرة على كامل القسم الشمالي من أحياء حلب الشرقية بعد عزل الأحياء من جهة حي الصاخور، لتنتقل الاشتباكات إلى السكن الشبابي والحلواني والشعار التي استهدفت مواقع المسلّحين فيها بغارات مكثّفة.

وباتت أحياء الشيخ خضر والشيخ فارس وبستان الباشا وبعيدين وسليمان الحلبي والهلك والإنذارات وعين التل وهنانو ومساكنها وجبل بدرو تحت السيطرة، أي ما مساحته 20 كلم مربّعاً من أصل 45 كلم من مساحة الأحياء الشرقية لحلب.

وقال مصدر، إنّ الاشتباكات كانت عنيفة جداً، لكن ما إن سقط حيّ الصاخور حتى هرب المسلّحون من مناطق سيطرتهم. وقال مصدر عسكري في تصريح لوكالة «سانا» السورية، إنّ وحدات من الجيش والقوات المسلحة أحكمت سيطرتها بشكلٍ كامل على هذا الحي. وأكّدت مصادر بأنّ القوات السورية أمّنت خروج 4200 مدني من القسم الشمالي للأحياء الشرقية.

وكان الجيش السوري حرّر حي الحيدرية شمال مساكن هنانو شرق المدينة، وسط تكثيف للغارات الروسية والسورية على مواقع المسلّحين في الأحياء الشمالية الشرقية لحلب، بحيث لم يبقَ سوى منفذ واحد للمسلّحين وهو من الشيخ خضر إلى حيّ الشعار، وهو الذي يستخدمه المسلّحون للهروب من القسم الشمالي للأحياء الشرقية باتجاه الوسط والأحياء الشرقية لمدينة حلب.

بدوره، أفاد الإعلام الحربي بأنّ الجيش السوري تابع تقدّمه داخل حي بعيدين شمال شرقي حلب بعد سيطرته على منطقة الدوار وأكثر من نصف الحيّ، ويأتي هذا وسط اشتباكات عنيفة من محور حيّ الصاخور باتجاه حيّ الشيخ خضر ومن جهة كرم الجبل لقطع أوصال القسم الشمالي لأحياء حلب الشرقية.

ونشر الإعلام الحربي خريطة تُظهر سيطرة الجيش السوري وحلفائه على حيّ الحيدرية شرق حلب.

فيما سيطرت «قوات سورية الديمقراطية» على الأجزاء المحاذية لبستان الباشا والهلك التحتاني من حيّ الشيخ فارس، وجاءت هذه السيطرة بعد قصف عنيف ومكثّف من قوات النظام والطائرات الحربية والمروحية.

من جهةٍ ثانية، أشار مركز المصالحة الروسي بسورية إلى مغادرة أكثر من مئة مسلّح شرق حلب عبر الممرّ الإنساني، وأكثر من 3 آلاف مدني بينهم نحو 1500 طفل. وأعلن المركز عن «تحرير أكثر من 30 ألف مبنى في حلب من سيطرة «جبهة النصرة» والعصابات المتعاونة معها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى