حضر وجاراتها… أسطورة صمود وبطولة
شبلي أبو عاصي
دائماً تتّجه الأنظار نحو الجنوب السوري على الحدود مع الجولان المحتلّ، لأنّ هناك عدوّاً غاصباً يتربّص لاقتناص الفرص لإشعال الجبهات وارتكاب المجازر وزرع بذور الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، من خلال دعمه المتواصل لـ«النصرة» و«داعش» و«الجيش الحر» وغيرهم من المجموعات التخريبيّة التي استُوردت من خارج البلاد لتعبث بأمن الناس وبحياتهم وأرزاقهم.
الأحداث المؤلمة داخل سورية، وصمود وتصدّي جيشها البطل واللجان الشعبية والمقاومة ضدّ هؤلاء المرتزقة والمجرمين والقتلة من «نصرة» و«داعش» و«حر» وحفنة من يهود الداخل، الذين ارتضوا أن يكونوا أذلّاء، جبناء، خونة، تُسيِّرهم الإرادات الأجنبية وأجهزة المخابرات «الإسرائيلية» والتركيّة وبعض الأنظمة العربية.
الجيش السوري واللجان الشعبية والمقاومة لهم بالمرصاد يشنّون ضدّ هؤلاء المأجورين القتلة حرباً لا هوادة فيها، حيث لم يشهد التاريخ حرباً مثيلةً للحرب السوريّة.
جيش سوريّ جبّار يقاتل منذ 5 سنوات في الداخل وعلى الحدود وعلى كافّة الجبهات، وبقي صامداً بقيادة الرئيس بشار الأسد.
وبالعودة إلى الجنوب السوري، حيث العدوّ لم يترك فرصة إلّا وحاول افتعال الفتنة بين أبناء هذه المنطقة الوطنيّة ومدينة حضر الواقعة على الحدود مع الجولان السوري المحتلّ والمحاصرة منذ سنوات من الاحتلال «الإسرائيلي» من جهة، والجماعات المسلحة التكفيريّة من جهةٍ ثانية. ورغم ذلك يسجّل أهلها أروع الانتصارات ووقفات العزّ.
حضر قدّمت 112 شهيداً ومئات الجرحى، وبقيَ أهلها الشرفاء قلعة وطنية قومية منيعة صامدة وصابرة تتصدّى لكلّ المعتدين والمتآمرين والخونة.
حضر الشجاعة والعنفوان هي نقطة البيكار الصلبة، القوية، وكلّ ما يدور من حولها من احتلال «إسرائيلي» ومجموعات تخريبيّة باعت نفسها للشيطان، تتحطّم على أبوابها. ولا همّ أبداً إذا الشعب أراد الحياة بعزّة وعنفوان بدل أن يكون خانعاً ذليلاً مطأطئ الرأس، مستسلماً لقوى الظلام والشرّ.
حضر المحاصرة منذ حزيران 2015 من قِبل «النصرة» و«الجيش الحر»، رفض أهلها مدّ اليد إلى المجرمين القتلة وإلى العدو اليهودي الذي ينقل قتلى وجرحى المسلّحين بسيارات إسعاف «إسرائيليّة» إلى مستشفيات العدو.
وأهالي الجولان المحتلّ، الأبطال، يقومون دائماً بالتصدّي لجيش العدو ومنعه بالقوة من نقل جرحى «النصرة» و«الحر».
أهالي حضر تحدّثوا عن مواجهات شرسة حصلت مؤخّراً في العاشر من تشرين الثاني 2016 أثناء محاولات المسلّحين مهاجمة نقاط عسكرية عند محيط حضر، وبفترة قصيرة كلمح البصر وصل مقاتلو اللجان الشعبية إلى جانب الجيش السوري في السريّة الرابعة والشرطة العسكرية واستطاعوا قتل أكثر من مئة إرهابي، وقد تمّ عرضهم على وسائل الإعلام.
هذه المواجهة عزّزت الثقة أكثر فأكثر بين الأهالي والجيش، وأعطت معنويات عالية لشباب حضر وبلدات شرق جبل الشيخ.
وقد أشارت مصادر الأهالي إلى أنّ حضر ليس لها إلّا منفذ ترابيّ واحد للدخول والخروج منها وإليها، وهذا المنفذ معرّض يومياً للقنص من قِبل المسلّحين المخرّبين، وهو معبر ضيّق إلى الجنوب الشرقي.
وأهالي حضر ينقلون جرحاهم إلى مستشفيات دمشق عبر هذا المعبر تحت القصف والقنص، لأنّ أهالي حضر الواقعة مباشرة على الحدود رفضوا نقل جرحاهم إلى داخل الأراضي المحتلّة، فيما جرحى مسلّحي «الجيش الحر» و«النصرة» وكلّ القوى المناصرة لهم تُنقَل إلى مستشفيات العدو للمعالجة، ويتلقّون من العدو كلّ الدعم والمساعدة من عتاد وسلاح وأغذية.
أهالي حضر لم يضيّعوا بوصلتهم القومية والوطنية، جاراتها بلدات: عين الشعرة ـ حينا ـ حرفا ـ المقروصة ـ حلس ـ وخان أرنبة، ومن جهة قطنة بلدات: عرنة ـ الريمة ـ بقعصم ـ قلعة جندل ـ عيسم ـ مبيا ورخلة.
يقدّر عدد سكانها 15000 نسمة، يفصلها عن بلدة عرنة قرية بيت جن حيث معظم أهاليها في دمشق وفي شبعا اللبنانية، وهي الأقرب إلى مزارع شبعا اللبنانية، ومزرعة بيت جن فيها مجموعات مسلّحة من «الجيش الحر» و«النصرة».
ورغم حصارها لا زالت حضر تحت سيطرة اللجان الشعبية الداعمة للجيش السوري، وهي المطوّقة من قِبل الاحتلال «الإسرائيلي» على قمم جبل الشيخ والجولان المحتلّ، وسيطرة فصائل إرهابيّة في بلدات: طرنجة وجباثة الخشب إضافة الى تلّ الحمارية الاستراتيجي.
الجدير ذكره أنّ حضر قدّمت 112 شهيداً، وحرفة 70 شهيداً، والمقروصة 35 شهيداً، وعرنة 45 شهيداً، وقلعة جندل وبقعسم 60 شهيداً.
حضر الأبيّة الوطنيّة لعروبتها ولقيادتها لن تتغيّر أو تتبدّل مع جاراتها لبلدات شرق جبل الشيخ، وسيظلّ هتافهم يدوّي لسورية قيادةً وشعباً ومقاومة.