البنتاغون يقرّ قصف مواقع الجيش السوري في دير الزور.. ولن يلاحق المتورّطين!
أعلن البنتاغون عن نتائج تحقيقاته في العدوان الذي شنّته الطائرات الأميركية في أيلول الماضي على مواقع الجيش السوري في دير الزور، مؤكّداً أنّ بعض تفاصيل التحقيق ستبقى سرّية.
وفي وقت أقرّ فيه بشنّ غارة على موقع للجيش السوري في دير الزور «عن طريق الخطأ» بحسب تعبيره، قال إنّ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة كان قد نبّه روسيا بشأن قصف بدير الزور، ولكن أخطأ بـ 9 كم في تحديد نقطة الضربة!
وأضاف اللواء ريتشارد كاو الذي يترأّس التحقيقات، خلال إيجاز صحافي عقده أمس، «كان ذلك خطأً مؤسفاً نجم عن تصرّفات بشرية».
وأصرّ على أنّ العسكريّين من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، كانوا واثقين من أنّ القصف الذي استمر لأكثر من ساعة في 17 أيلول الماضي، كان يستهدف مواقع إرهابيّين.
وشدّد كاو على أنّ التقرير التي أعدّته اللجنة المعنيّة بالتحقيق، سيبقى سريّاً، وتابع أنّ التحقيقات استغرقت 6 أسابيع، إذ قدّم قرابة 70 شخصاً شهاداتهم حول الحادث.
ولم يشرْ إلى إمكانية ملاحقة أيّ من العسكريّين الذين كان لهم دور في توجيه الضربات، قائلاً: «يمكنني أن أقول إنّ جميع الأشخاص الذين تحدّثنا معهم، يبذلون كلّ ما بوسعهم من أجل القضاء على داعش».
ميدانياً، استمر تقدّم الجيش السوري أمس باتجاه حيّ الشعار شرق حلب تحت غطاء جويّ كثيف، ويستهدف مواقع الجماعات المسلّحة في العيس جنوب حلب.
وبعد إعلان تحرير القسم الشمالي من أحياء حلب الشرقية، أول أمس، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ الجيش السوري والحلفاء حرّروا 14 حيّاً كانت تحت سيطرة المسلّحين شرق حلب، بما في ذلك 80 ألف سوري وعشرات الآلاف من الأطفال.
وأكّد مصدر، أنّ الجيش السوري تقدّم باتجاه حيّ جمعية الزهراء غرب حلب وحرّر عدداً من الأبنية، مشيراً إلى أنّ الطائرات الروسية استهدفت بكثافة مواقع المسلّحين في المناطق الجنوبية للأحياء الشرقية لحلب.
من جهته، قال مركز حميميم، إنّ عدد المدنيّين الذين خرجوا من الأحياء الشرقية لحلب قارب الـ8500 مدنيّ بينهم 4000 طفل.
وكانت الجماعات المسلّحة تلقّت ضربة عسكرية هي الأقوى منذ انطلاق المعارك في حلب، حيث نجح الجيش السوري وحلفاؤه في تحرير كامل القسم الشمالي من أحياء حلب الشرقية.
وقد دخل الجيش والحلفاء أحياء الحيدريّة وبستان الباشا والهلك وهنانو والصاخور وسكن البحوث العلمية.
وتبلغ مساحة المناطق المحرّرة نحو عشرين كيلومتراً مربعاً من أصل 45.
وأشار بيان لمركز المصالحة الروسي في سورية إلى تحرير ثلاثة آلاف مبنى وعشرة أحياء في شرق حلب.
وكان ما يُسمّى بـ«المرصد السوري المعارض» حمّل الجماعات المسلّحة وما وصفه «بكذب إعلامها» مسؤولية الهزيمة في القسم الشمالي من أحياء حلب الشرقية.
وقال المرصد، إنّ سيطرة الجيش السوري على هذه المناطق جاءت بسبب وجود ما تُسمّى «المؤسسة الأمنية» في مساكن هنانو، التي كانت تعمل فقط لحماية قادتها، إضافةً إلى سحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المسلّحين التركمان.
إلى ذلك، طلبت فرنسا على لسان وزير خارجيتها جان مارك إيرولت، أمس، من مجلس الأمن الدولي، عقد جلسة فوراً بزعم متابعة الوضع الإنساني في حلب، ولكنّ الدعوة جاءت بعد الانهيارات التي تعرّض لها الإرهابيّون ودعماً لهم.
من جهته، قال ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية أمس، إنّه لا يستطيع تحديد مدة صمود شرق مدينة حلب السوريّة مع استمرار القتال هناك.
وبحسب رويترز، قال دي ميستورا أمام البرلمان الأوروبي في إشارة إلى المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون: «في ضوء محاولات قوات الحكومة السورية والقوات الرديفة لها حاليّاً على اقتحامها واستعادتها بوضوح، لا يمكنني أن أنكر… هذا تصعيد عسكري ولا يمكنني أن أحدّد لكم إلى متى سيصمد شرق حلب…هناك تزايد مستمر في التحرّك العسكري»، بحسب قوله.
على الصعيد الإنساني، أكّد الكرملين، أمس، أنّ الرئيس فلاديمير بوتين كلّف وزارتَي الدفاع والطوارئ بإرسال مستشفيات متنقّلة لتقديم المساعدة الطبّية لسكان حلب والمناطق القريبة منها.
وذكر دميتري بيسكوف، المتحدّث الرسمي باسم الكرملين، أنّ هذه المهمّة الموكلة للوزارتَين يجب أن تتمّ في أقرب وقت.
ووفقاً لبيسكوف، فسوف تنشر وزارة الدفاع مفرزة طبيّة خاصة مع مستشفى متعدّد الوظائف يتّسع لـ100 سرير مع قسم علاجي خاص بالأطفال، وقدرة علاج يومية في العيادات الخارجية لـ420 شخصاً.
وأضاف بيسكوف، أنّ وزارة الطوارئ ستنشر في سورية مستشفى متنقّلاً بعيادات داخلية بسعة 50 سريراً، بالإضافة إلى عيادات خارجية توفّر الرعاية لـ200 مريض يومياً.
وعقب ذلك، قال المكتب الصحافي لوزارة الطوارئ الروسية، إنّه «وبتكليف من الرئيس الروسي، سيُرسل أطباء من قوات «تسينتروسباس» ومستشفى جوّي يتبعان لوزارة الطوارئ الروسية، في صباح اليوم الأربعاء إلى سورية».
وفي السّياق، أعلنت الأمم المتحدة عن نقل مساعدات إنسانية إلى 4 مدن سورية محاصرة، هي مضايا والزبداني في ريف دمشق، والفوعة وكفريا في ريف إدلب، لأول مرة منذ شهرين، ضمن ما يُسمّى «اتفاق المدن الأربع».
وقال المتحدّث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركي، خلال مؤتمر صحافي أمس، إنّ قوافل أمميّة نقلت المساعدات إلى المدن الأربع مساء الاثنين، لتكون هذه الشحنات الإنسانية هي الأولى التي يحصل عليها سكان تلك المدن منذ 25 أيلول الماضي.
وأوضح لاركي، أنّ العملية الإنسانية جاءت بعد إجراءات تنسيق معقّدة بين موظفي الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري، إذ تمكّن عمال الإغاثة من إيصال شحنات من المواد الغذائية والمياه والمستلزمات الطبية لمساعدة ما يربو عن 60 ألف شخص.
وأوضح لاركي، أنّ عدد المحتاجين في الفوعة وكفريا يبلغ 20 ألف شخص، وفي مضايا والزبداني نحو 43.7 ألف شخص.