قلق المصالح اللاإنساني…

جاك يوسف خزمو

مسؤولون «أمميون» يعربون في هذه الأيام عن قلقهم الكبير على وضع أبناء مدينة حلب الأشاوس الصامدين في الجزء الشرقي من المدينة، لأنّ الجيش العربي السوري وحلفاءه بدأوا عملية عسكرية ناجحة لتطهير هذه المنطقة من الإرهابيين الذين سيطروا عليها لعدة سنوات، ومارسوا كلّ أنواع الفحشاء والظلم والدمار فيها أمام أعين هؤلاء المسؤولين الذين ليس لديهم أيّ عواطف إنسانية ومنطقية، بل انهم يملكون مشاعر سياسية قاسية تجاه أبناء الشعب السوري. وهذا القلق هو انعكاس لحزنهم وغضبهم بسبب بدء تكنيس وتطهير حلب من أدواتهم الإرهابية القذرة.

لو كان لدى هؤلاء المسؤولين أيّ «أخلاق» لوقفوا ضدّ الإرهاب، ولم يدعموه ويزوّدوه بالمال والسلاح. ولو كانوا قلقين على الشعب السوري، لما فرضوا على حكومته الشرعية عقوبات اقتصادية تخدم الإرهاب وأدواته، وهي ليست لصالح أيّ من أبناء هذا الشعب الصامد. ولو كان لهؤلاء مبادئ لما تعاملوا مع قضايا العالم بمكيالين أو أكثر اعتماداً على مصالحهم ومخططاتهم ونواياهم وأطماعهم السيئة.

أبناء سورية يقولون لهؤلاء القلقين زوراً: «ابتعدوا عنا، فلسنا بحاجة لكم، وكفوا شرّكم عنا»… ويؤكدون انّ النصر المبين على الإرهاب آت لا محالة، إذ انّ الجيش العربي السوري قادر على سحق أدوات الإرهاب ومركزيته، وسيحقق ذلك في الأشهر القليلة المقبلة.

وأبناء سورية الأشاوس يسألون هؤلاء «القلقين»: أين كنتم في السنوات الماضية، لماذا تقلقون علينا عندما تحقق دولتنا الانتصار، اما حينما شنّ الإرهابيون معارك قتل وتدمير وتهجير، سقط فيها آلاف آلاف الشهداء كنتم تتفرّجون ولم تقلقوا علينا لأنّ مشاعركم كانت مع الإرهابيين تؤيدونهم وتناصرونهم في كلّ ما يفعلون ويمارسون… وماذا فعلتم عندما كان الإرهابيون يجزون رقاب سوريين أو يأكلون قلوبهم وأكبادهم؟ لم نسمع أيّ كلمة تدين ذلك… مما يؤكد لنا أنّ «قلقكم» مفبرك ومختلق. أنتم قلقون على الإرهابيين… ونأمل ان تبقوا كذلك لأنهم حتماً سيطردون من سورية ومن المنطقة.

وكلام أبناء سورية ليس موجهاً فقط الى هؤلاء «المسؤولين الأمميين» فقط، بل الى كلّ وسائل الإعلام ومنظمات «حقوق الإنسان» التي تتباكى الآن على وضع أبناء الشعب السوري في حلب، وليس على وضع الشعب العراقي الأكثر سوءاً في الموصل، ولا على وضع الشعب اليمني المحزن في اليمن، لأنّ هذه الوسائل والمنظمات ما هي إلا أدوات رخيصة لخدمة الإرهاب من حيث تدري أو لا تدري من خلال مناصرتها لكلّ الأعمال الفاحشة التي يرتكبها هؤلاء المرتزقة المجرمون.

المؤامرة على سورية هي في حالة الاحتضار، وسنحتفل قريباً برحيلها والقضاء عليها وعلى من دعمها… وعندها فليتباكى هؤلاء المسؤولون وليذرفوا دموعهم أكثر وأكثر، فالنصر لنا أهمّ بكثير من دموع هذه التماسيح البشرية!

رئيس تحرير مجلة «البيادر» ـ القدس المحتلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى